"نزحتُ تحت القصف سيرًا على الأقدام، أحمل طفلي على كتفي، وأمسك بيدي إخوته الثلاثة، وفي أحشائي صغيري الخامس، عند الحاجز؛ اعتقل جيش الاحتلال زوجي"، تختزل السيدة زينب الحكاية بهذه الكلمات، فلو أراد مخرجٌ سينمائيٌ صناعة مشهدٍ يحاكي أقسى ما قد تعيشه امرأةٌ يومًا، لما وجد أشد مما مرّ عليها، حالها كحال كلّ نساء غزّة، اللاتي كن الضحية الكبرى مع أطفالهن في الإبادة، إذ صُودر حقهن في الحياة، ومن لم يقتلها القصف أو الحرمان من العلاج، فُرض عليها واقعٌ مخيفٌ لم تعشه في أيّ عدوانٍ. إني إحدى هؤلاء النسوة، وقد كتبت كلامي هذا قطرةً من فيض عذاباتنا، ولو كان بوسعي لكتبت عنا جميعًا، عن نصف مليون امرأةٍ غزّيةٍ.

 

رائد موسى

غزة- فاقم منخفض جوي مصحوب بأمطار غزيرة ورياح شديدة، مأساة مئات آلاف النازحين في الخيام الكثيفة في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، حيث يقيم أكثر من مليون نازح، يمثلون نحو نصف سكان القطاع.

وطوال الليلة الماضية لم يعرف النوم طريقه إلى عيون النازحين، ومنهم أم أحمد علوش النازحة مع أسرتها من حي الشيخ رضوان بمدينة غزة إلى منطقة المواصي غرب مدينة رفح.

 

نشرت مجلة فورين بوليسي تقريرا عن أوضاع الأرامل في غزة. وسردت قصصا قاسية عن موت الأزواج والأبناء، والصعوبات التي تواجهها الأرامل في إعالة أطفالهن وصمودهن رغم الأحزان والصدمات.

حكت كاتبة التقرير نيها واديكار في إحدى القصص إنه ومع تساقط القنابل على غزة، تمكنت مريم أبو عكر من الهروب من الموت مرتين. لكن أحباءها لم ينجحوا في ذلك. قُتلت ابنتها سارة البالغة من العمر 17 عاما، عندما سقطت قنبلة على منزلهم المكون من طابقين في 17 أكتوبر/تشرين الأول، مما أدى إلى تمزيق جسد الفتاة المراهقة إلى نصفين.


في تكرار لظاهرة تتكرر كل عام، غمرت مياه الأمطار خيام مئات العائلات النازحة في ريفي محافظتي حلب وإدلب شمال غربي سوريا.
وأثرت الأمطار والسيول الناجمة عنها على العديد من المخيمات التي يقيم فيها النازحون من ديارهم جراء هجمات قوات النظام السوري وداعميه.
وقال الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في بيان يوم أمس السبت: "استجابت فرقنا بعد منتصف الليل وحتى صباح اليوم (أمس) السبت 13 (يناير) كانون الثاني لأكثر من 15 مخيما في ريفي حلب وإدلب".
ولفت البيان إلى تضرر 429 خيمة بشكل جزئي، وسقوط خيمة بشكل كامل بسبب السيول والأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة.

في مقال نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، نقل الكاتب توم بينيت ما روته الدكتورة سيما الجيلاني -طبيبة أطفال غادرت حديثا مستشفى الأقصى في وسط غزة– من قصص مؤثرة عن الإصابات الخطيرة التي عاينتها.

من بين تلك القصص المؤلمة حكاية فتاة تبلغ من العمر 11 عاما تعاني حروقا شديدة في الأنسجة لدرجة تصلب الأطراف، لم تكد تكفّ عن الصراخ، وهي في حالة مأساوية.

JoomShaper