لها أون لاين
استضافت مدينة إسطنبول التركية الملتقى الأول لرابطة المنظمات النسائية الإسلامية العالمية، والذي  حضره 77 منظمة نسائية تجتمع من 26 دولة عربية وإسلامية، وذلك تحت رعاية مركز "باحثات" لدراسات المرأة.
يعد الملتقى الذي عقد في الفترة من العشرين وحتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري البداية الأولى لتدشين الرابطة وتشكيل مجلس إدارتها وأمينها العام والإعلان الرسمي لها، وتسجيل أعضاء جمعيتها العمومية، وإقرار أهدافها وبرامجها ولوائحها وتحدي آليات الانضمام إليها.
وبدأت فعاليات الملتقى، في يومه الأول، بورشة عمل نسائية، بعنوان وثيقة حقوق المرأة وواجباتها"، ثم لقاء تعارفي للباحثين والمفكرين المشاركين في الملتقى، أداره الدكتور فؤاد بن عبد الكريم العبد الكريم، المشرف العام على مركز باحثات، ثم لقاء تعارفي خصص للباحثات والمفكرات المشاركات في الملتقى.
وخصص اليوم الثاني للحديث عن التجارب المماثلة، واستضاف الدكتور معن عبد القادر كوسا، ضيفًا للملتقى، كما عرض الدكتور عبد المحسن الزبن المطيري، من الكويت، تجربة رابطة علماء المسلمين، كنموذج عمل مماثل لرابطة المنظمات النسائية الإسلامية العالمية، والروابط والمنظمات الأخرى المشابهة.
كما قدمت الناشطة النسائية المصرية المهندسة كاميليا حلمي أحمد، رئيسة اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل، تجربة أخرى، وهي تجربة ائتلاف المنظمات الإسلامية النسائية، ثم  قدم الباحث السعودي بليغ بن محمد المشعان، تجربة رابطة قنوات الإعلام الهادف.
وناقش الحضور تجربة رابطة الإعلام الهادف، والتي استعرضها بليغ المشعان وعقب عليها الإعلامي المغربي بلال التليدي وتجربة رابطة الصحافة الإسلامية التي قدمها الدكتور أحمد الصويان من السعودية، وعلَّق عليها الإعلامي المصري عادل الأنصاري. كما شهد اليوم الثاني أيضًا، ورش عمل حول كيفية تطوير تجربة رابطة المنظمات النسائية الإسلامية العالمية.
فكرة الرابطة:
وبحسب الدكتور فؤاد عبد الكريم، فإن فكرة الرابطة تقوم على أن يكون هناك تجمع للمنظمات الإسلامية النسائية في العالم بآسره، سواء في المجتمعات الإسلامية أو غيرها من المجتمعات التي تتواجد فيها أقليات مسلمة، وتتحد هذه المنظمات لتحقيق مجموعة من الأهداف والبرامج والأنشطة التي تخدم وتنهض المرأة المسلمة.
وبحسب الدكتور فؤاد عبد الكريم فإن المنظمات التي انضوت تحت هذه الرابطة هي منظمات ومؤسسات توافقت على مجموعة من الضوابط والشروط والأهداف العامة والسياسات العامة، أهمها الالتزام بالعمل المؤسسي وقرارات الرابطة مع عدم إلغاء خصوصية كل منظمة أو مؤسسة وجميعها إسلامية تنتمي لعقيدة أهل السنة والجماعة ومهتمة بالعمل النسائي.
أهداف الرابطة:
وتسعى الرابطة إلى مواجهة المخططات التي تستهدف المرأة المسلمة، والتي تتعارض مع قيم وعقائد الإسلام نحو مقررات الأمم المتحدة، واتفاقيات السيداو ومؤتمر بكين، وبكين +5 وغيرها من المؤتمرات والقرارات الدولية والتي لا تراعي خصوصية المجتمعات الإسلامية، كما تسعى الرابطة إلى الاهتمام بالمشكلات التي تواجه المرأة المسلمة، والتي قد تكون نتاج فهم خاطئ للإسلام، أو نتيجة للعادات والتقاليد التي تناقض الإسلام، أو هي نتاج أوضاع وظروف معقدة في بعض المجتمعات، مما أفرز واقعا تعاني منه المرأة ، وتعمل الرابطة على وضع حلول وبرامج  لمواجهة مثل هذه المشكلات.
وتعمل الرابطة على تطوير البناء المؤسسي للمنظمات المشاركة، من خلال تنظيم دورات لمنسوبي هذه المنظمات لرفع مستواهم والنهوض بهم ورفع كفاءتهم المهنية وتبادل المعلومات.
كما ستسعى الرابطة للتواصل كذلك مع المنظمات غير الإسلامية، والتي تتبنى بعض الأهداف التي تتوافق وقيم الإسلام، مثل المنظمات الغربية التي تحارب الإجهاض،  أو المنظمات القائمة للمحافظة على الأسرة،  أو المنظمات التي تدعو للمحافظة على البكارة قبل الزواج، وسيتم التنسيق بين الرابطة وهذه المنظمات في مثل هذه القضايا، كما ستتم الاستفادة من إمكانات هذه  المنظمات وقاعدة المعلومات التي تتوفر لديها.
وقال عبد الكريم: إن الرابطة تستهدف أن تقود المنظمات الإسلامية العالم إلى المنهج الصحيح، الذي يكرم المرأة ويحفظ لها كرامتها وحقوقها، وذلك بديلاً عن المنظمات النسوية الغربية، التي انحرفت بأهدافها عن قيم الفطرة ناهيك عن قيم الإسلام.
وأضاف عبد الكريم: "العالم عانى كثيراً من هذه الرؤية المنحرفة، ومازال، وبالرغم من ذلك يسعى القائمون على هذه المنظمات إلى فرض أفكارهم المنحرفة على العالم العربي والإسلامي بشكل ملح، من خلال محاولة تمرير أفكارهم عبر المنظمات الدولية وتحت ستارها".
وتستهدف الرابطة تسجيل نفسها كمنظمة غير حكومية، ضمن شبكة المنظمات الأهلية المرتبطة بالأمم المتحدة، وتوسيع نطاق حضورها للمؤتمرات والندوات الإقليمية والعالمية النسوية، وطرح الرؤية الإسلامية حول المرأة وقضاياها، مع الإفادة من آليات الهيئات والمنظمات الدولية غير الحكومية؛ لتحقيق أهداف المؤسسات النسائية الإسلامية.
كما تسعي الرابطة الي إقامة شراكة مع الشخصيات الاعتبارية، والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، ذات الصلة، كما تستهدف إصدار وثائق شرعية، خاصة بالأسرة والمرأة والطفل؛ من أجل تقديم النموذج الإسلامي للأسرة، والرؤى الإسلامية الصحيحة الخاصة بالمرأة، في ظل الهجمة الغربية الراهنة على المرأة المسلمة.
وعن ضمانات استمرار الرابطة وسط التحديات الموجودة على الساحة، قال عبدالكريم: إن الإرادة القوية للمنظمات المشاركة والتي نلمسها بشكل واضح في التجاوب السريع من جانب الحضور الواسع يؤكد أن هناك إدراكاً عاماً لدى هذه المنظمات بخطورة التحديات التي تواجه المرأة المسلمة، خاصة بعد الجهود الدولية لفرض وثائق تتعارض مع المنهج الإسلامي ويمثل تحدياً كبيراً له.
اهتمام واسع:
وقال عبد الكريم: إن الرابطة الجديدة تلقى اهتماماً ودعماً مجتمعياً واسعاً، خاصة المؤسسات الخيرية والقطاع الخاص من خلال إدراك الجميع بأهمية دور المرأة في النهوض بالمجتمعات الإسلامية ومواجهتها للتحديات التي تهددها.
من جانبها أكدت الدكتورة حياة باخضر، الأستاذ المشارك في جامعة أم القرى، إحدى المساهمات في تأسيس الرابطة، أن تجميع الكلمة والتكتل هو جمع للجهود وتوحيدها والتشرذم سيؤدي لضياع وتفتيت الجهود، ومن ثم فإن الرابطة تلقى دعم واهتمام جميع من يهتمون بقضايا المرأة.
وأشارت إلى أنها تتوقع أن تتيح الرابطة استفادة المنظمات الإسلامية النسائية من بعضها البعض، وأن تتبادل الخبرات فيما بينها مما يساهم في تطور ونمو العمل النسائي على مستوى العالم الإسلامي.
تجاوز الموقف الدفاعي:
من جانبه، قال معن عبد القادر كوسة، من سوريا،:  إن العالم خسر كثيراً من تراجع المسلمين عن دفة قيادة العالم، فشغل المكان كثير من أصحاب الفكر المنحرف، واليوم ينبغي عودة المنهج الإسلامي لقيادة العالم من جديد.
وزاد معن أن فكرة وجود رابطة للمنظمات النسائية الإسلامية، تتجاوز الموقف الدفاعي إلى عرض المنهج، من خلال تشكيل منظمة راعية للمنهج الإسلامي تتقدم به للعالم.
وأضاف: "نحتاج إلى نوع من الإبداع في تقديم المنهج الإسلامي، نظراً لوجود تحديات كثيرة، كما أننا بحاجة إلى عرض الشريعة الإسلامية كمنهج متكامل، بدلاً من عرضها على أنها ضوابط".
مجلس إدارة الرابطة
شهدت الجلسة الختامية انتخاب قيادة الرابطة، إذ تم اختيار الدكتورة نورة العمر رئيسة مركز باحثات كرئيسة للمجلس الإداري للرابطة.
وقد تم اختيار كل من الدكتورة نورة السعد المشرفة العامة على مركز تمكين للمستقبل والدكتورة بثينة القروري المشرفة العامة على منتدى الزهراء للمرأة المغربية ضمن القيادة الرباعية للرابطة.
كما تم تكليف المهندسة كاميليا حلمي بمهمة الأمانة العامة للرابطة المتحدثة الرسمية باسم الرابطة، بالإضافة إلى انتخاب سبعة جمعيات ممثلة في المجلس الإداري للرابطة، من بينها منظمة تجديد الوعي النسائي المغربية التي ترأسها عزيزة البقالي عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، التي حصلت على أعلى الأصوات ب 43 صوتا والاتحاد الإسلامي العالمي باليمن الذي جاء في المرتبة الثانية، ثم اللجنة العالمية لشؤون الأسرة بقطر التي جاءت في المرتبة الثالثة.
وجاء نص البيان التأسيسي كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
البيان التأسيسي لرابطة المنظمات النسائية الإسلامية العالمية
بحمد الله وتوفيقه وانطلاقا من الواجب الشرعي الوارد في قول الله عز وجل :(وتعاونوا على البر والتقوى) ورغبة في تنسيق الجهود، لتعزيز مكانة المرأة ولخدمة قضاياها، وإيمانا بأهمية العمل المؤسسي، فقد قامت ممثلات المنظمات النسائية الإسلامية، الموقعات على هذا البيان بتأسيس  (رابطة المنظمات النسائية الإسلامية العالمية) لتحقيق الأهداف التالية:
1- ترسيخ الاهتمام بقضايا المرأة المسلمة، على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
2- صناعة المعايير المتعلقة بقضايا المرأة، وفق المنهج الإسلامي.
3- إصدار وثائق خاصة بالمرأة وتقديم حلول لمشكلاتها، وفق المنهج الإسلامي.
4- تعزيز الحضور الدولي الإيجابي للمنهج الإسلامي، تجاه قضايا المرأة.
5- الإسهام في تطوير البناء المؤسسي للمنظمات النسائية الأعضاء بالرابطة.
6- تحقيق التنسيق وتعزيز التعاون بين المنظمات النسائية الإسلامية في العالم.
7- إيجاد قنوات اتصال، وبناء شراكات بين المؤسسات الأعضاء في الرابطة، وبين المنظمات الإقليمية والدولية العاملة، التي تتقاطع معها في نفس المجال والاهتمام.
8- نمذجة التجارب الناجحة للمنظمات النسائية الإسلامية وتعميمها.
وختاما ونحن نوقع على هذا البيان، إعلانا بتأسيس (رابطة المنظمات النسائية الإسلامية العالمية) ندعو بقية المنظمات النسائية الإسلامية في جميع دول العالم، للانضمام إلى الرابطة، لتعزيز رسالتها في خدمة قضايا المرأة.
نسأل الله تعالى أن يبارك في هذه الرابطة، وينفع بها المسلمون، وأن يوفق القائمات عليها ويسدد جهودهن، ويجعلها خالصة لوجهه الكريم.

JoomShaper