سيدتي - خيرية هنداوي
الشكوى العامة في كل البيوت، أن معظم الأطفال على اختلاف أعمارهم، يمضون ساعات طويلة أمام الأجهزة الذكية أو الأجهزة اللوحية، وما يتبع هذا بطبيعة الحال من أضرار بالغة بأدمغة الأطفال، خاصة الذين ما زالوا في طور النمو؛ حيث تحتوي هذه الأجهزة على أنظمة متطورة لتشغيلها، ومن خلالها يمكن القيام بعمليات التصفح المختلفة على شبكة الإنترنت، وتحميل أي تطبيق يرغب الطفل في الحصول عليه، كالألعاب والبرامج المتنوعة والأيقونات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من التطبيقات...ونظراً لأن هناك أضرار صحية ونفسية تحدث نتيجة انهماك الأطفال في العمل على هذه الأجهزة الذكية، التقت "سيدتي وطفلك" والدكتورة ماجدة عبد العزيز أستاذة دراسات الطفولة بجامعة حلوان للتعرف على أضرار الأجهزة الذكية على الأطفال وطرح طرق للعلاج.


1-الأجهزة الذكية بين الفوائد والأضرار
بالرغم من الفوائد العديدة للهواتف الذكية إلا أنها لا تخلو من السلبيات والأضرار؛ فهي تسبب للطفل الكثير من المشاكل الأسرية والدراسية، وذلك لأن الطفل يستخدمه وقتًا طويلاً، في مقابل عدم الاهتمام بالمسؤوليات الملقاة على عاتقه.
كما عملت هذه الأجهزة على تفكك العلاقات الاجتماعية للطفل، وعدم الرغبة في تبادل الزيارات ما بين الأقارب والأصدقاء، بالإضافة إلى الأضرار الجسدية التي تتعلق بإصابة الطفل بأضرار في العينين والرقبة، عند الجلوس لفترات طويلة على هذه الأجهزة.
2- التأثير المرضي للأجهزة الذكية
كثير من الدراسات العلمية حذرت من تأُثير استخدام الأجهزة الذكية واللوحية على سلوك الطفل؛ وما تؤدي إليه من حدوث فرط نشاط وشعور باللامبالاة لدى الأطفال، خاصة ممن تتراوح أعمارهم ما بين الثانية والسادسة.
كما إن استخدام الهواتف المحمولة ارتفع بشكل كبير، وهو الأمر الذي ارتبط بمزيد من مشكلات السلوك وفرط النشاط، وعدم الانتباه والتركيز في مجال الدراسة، وقلة المتابعة للعلاقات الأسرية.
تعرّفي إلى المزيد: كيف أتعامل مع طفلي الأناني؟
3- تأثير استخدام الأجهزة الإلكترونية على الأطفال
ممارسة الألعاب الإلكترونية لفترة طويلة يتسبب في ضعف الانتباه والتركيز.
يؤثر على صحة العين، وإصابتها بالإجهاد وبعض المشكلات ومنها قصر النظر.
ممارسة الألعاب الإلكترونية لفترة طويلة تؤدي إلى الإصابة بالسمنة الناتجة عن قلة الحركة.
كما أن الجلوس بشكل خاطئ يتسبب بالإصابة بالمشكلات في العمود الفقري، فضلًا على آلام الكتفين والرقبة ومفاصل اليدين.
التعرض للإشعاعات المنبثقة من الأجهزة الذكية عند اللعب يتسبب في حدوث الأرق واضطرابات النوم.
كثرة اللعب بهذه الألعاب يتسبب في ضعف الانتباه والتركيز للأطفال، ما يؤثر على التحصيل الدراسي.
الشعور بالصداع النصفي يعد من أبرز المشكلات الصحية التي تصيب الأطفال نتيجة الألعاب الإلكترونية.
4- اللعب على الأجهزة يزيد الميول العدوانية
كما أن اللعب لفترة طويلة يزيد من الميول العدوانية داخل الطفل؛ حيث تدور أحداث أغلب الألعاب الإلكترونية، حول الحروب والمعارك واستخدام الأسلحة والعراك بمختلف الفنون القتالية.
لذلك على الأهل متابعة موضوع الألعاب ونوعيتها، والحرص على الحد من الألعاب التي تشجع على العنف.
بعد إجراء مسح عصبي لأدمغة الأطفال الذين يستخدمون هذه الأجهزة بكثرة، اتضح أن الممرات العصبية في الدماغ تتأثر عند استخدام الأجهزة الإلكترونية، مما يؤدي إلى تطور سلوك إدماني على هذه الأجهزة، لذلك من المهم التحكم بفترات استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية قبل أن يتحول الاستخدام المفرط إلى شبه إدمان.
اليوم أصبح هناك جزء كبير من طلبة المدارس يعانون من عدم التركيز، تبين أن الغالبية العظمى منهم يستخدمون الأجهزة الإلكترونية يومياً، ،ولوقت طويل، لدرجة أن السهر يعوق الفهم والاستيعاب لدى الطفل.
لذلك ينصح الأخصائيون في مجال تربية ونمو الأطفال بالحد من استخدام هذه الأجهزة خصوصًا خلال السنة الدراسية.
يفضل أطفال اليوم التواصل من خلال إرسال رسائل نصية، أو لعب لعبة مشتركة مع أصدقائهم عبر الإنترنت، بدلاً من اللقاء والتحدث والجري واللعب.
كما يشجع استخدام الأجهزة الذكية الأطفال على الجلوس بدلاً من الحركة، لذلك أكدت الإحصائيات أن عددًا كبيرًا من الأطفال اليوم يعانون من السمنة بالإضافة إلى مشاكل صحية مرتبطة بها مثل السكري.
5- مسؤولية الآباء أمام هذه الظاهرة
ضرورة التحكم في عدد ساعات اللعب بالأجهزة الإلكترونية.
الآباء والأمهات هم القدوة وصانعو التغيير في حياة الأطفال، وعليهم مسؤولية وضع قواعد للاستخدام السليم للألعاب الإلكترونية.
لابد من إشراك الأبناء في الألعاب الحركية والنشاطات الاجتماعية، والرياضية التي تنمي مهارات التواصل الاجتماعي، وتعزز مهاراتهم.
تعرض الأطفال للشاشات لمدة طويلة في سن مبكرة يعيق تنمية قدراتهم على التركيز والانتباه، والتواصل والإحساس بالآخرين وبناء مفردات جديدة.
للإمساك بزمام الأمور على الآباء أن يخصصوا فترة زمنية محددة لكل طفل تتناسب مع عمره؛ فبين الميلاد والسنة الثالثة تتطور عقول الأطفال بسرعة وتكون حساسة بشكل خاص للبيئة المحيطة بهم.
علميًا لكي تنمو الخلايا العصبية في الدماغ بشكل طبيعي خلال هذه الفترة، يحتاج الطفل إلى محفزات محددة من البيئة الخارجية، وقضاء الطفل مدة طويلة أمام الشاشة، تجعله لا يحصل على ما يكفي من هذه المحفزات المطلوبة من العالم الواقعي المحيط به، ما يؤثر على نموه.
من الصعب أن تمنعي أطفالك من التعرض لشاشات الأجهزة الذكية، رغم الآثار السلبية التي يسببها الاستخدام المبكر والمفرط لها، إلا إنها تسهم في تحسين اكتساب الصغار للمعرفة والمساهمة في تشكيل فكرهم.
عليك ألا تُعَرضي الأطفال الذين يقل عمرهم عن عامين إلى شاشات الأجهزة الذكية، خصصي للأطفال من سن سنتين إلى خمس سنوات أقل من ساعة واحدة يوميًا، وتأكدي من عدم تحويل الوقت المخصص لهم أمام شاشات الأجهزة الذكية إلى جزء من روتينهم.

JoomShaper