فيصل محمد المرزوقي
تشير الإحصاءات -غير الرسمية- إلى أن قطر تعد ثالث أعلى دولة عربية من حيث انتشار الـ «Facebook» بين شبابها في سن (15 و 29)، ويبلغ العدد الإجمالي لمستخدمي الـ «Facebook» في قطر (513060) خمسمائة وثلاثة عشر ألفاً وستين شخصاً!
وفي دراسة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة تتحدث عن تغيير في المفاهيم الاجتماعية للشباب، فضل (71 %) من الشباب التعارف مع فتاة أحلامه قبل الزواج!
هذه مؤشرات تكشف عن توجهات جيل الـ «Facebook»، وهي تعكس درجة عالية من التغيير في المفاهيم والأعراف الاجتماعية لديهم، تجاوزت المجتمع ومحظوراته! لسنا في هذا المقام بصدد الحديث عن هذه التغيرات، بقدر ما يلفت النظر اتساع الفجوة بينهم وبين المجتمع، وهو ما يعري دور مؤسساتنا التي طالما تغنت بالشباب، وبأنها تمثل الشباب أو ترعى الشباب، ناهيك عن المؤسسات الأخرى ذات العلاقة بالأسرة والمجتمع!
قد تكون لدى هذه المؤسسات المتناثرة استراتيجيات يتغنون بها في المحافل الخارجية، ولكنها من حيث الواقع ورقية، ليس لها أثر في هؤلاء الشباب. بل حتى قنوات التواصل معهم شبه مقطوعة ومغيبة في إعلامنا المرئي والمسموع والمقروء!
نحن في هذا المقام لا نتحدث عن شباب في سن المراهقة يبحث عن التسلية، بقدر ما نتحدث عن ثقافة شباب تجاوز المراهقة، ولا يجد في مجتمعه وواقعه ما يلبي احتياجاته، وهو ما يدفعه للوسائل التي يرى فيها متنفساً، والتي منها الـ «Facebook»، وعلينا أن ننتظر أثر ذلك عليهم وعلى المجتمع!
إنني في هذا المقام أوجه دعوة للاستماع والإنصات لهم، والنظر في متطلباتهم، والبحث في احتياجاتهم، ولا ننسى الأساسية منها، والتي منها الوظيفية، بعيداً عن الواسطة التي ما زالت هي المعيار الأقوى للتعيين والتوظيف!
هناك حاجة للبحث في زواجهم الذي تعسر بفعل ارتفاع الإيجارات، وقلة الصالات، وضعف المعونات!
هناك حاجة للبحث في مشاريعهم الصغيرة التي يقتلها غياب الدعم والاحتكار وجشع التجار!
هناك حاجة للنظر في أنفسنا وفي المؤسسات الأسرية والشبابية وواقعها، ومدى توافقها مع شباب الـ «Facebook»!.

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

JoomShaper