أدانت منظمة شهود نحو التسامح "المنظمة العالمية لمواجهة التطرف" بشدة الجريمة البشعة التي ارتكبها أحد العنصريين المهووسين حينما قتل سيدة ترتدي حجابا.
وقد توفيت السيدة مروة الشربيني البالغة من العمر 32 عاما، والتي كانت حاملا وقت وقوع الجريمة، بعد أن سدد لها رجل متهم بجرائم عنصرية 18 طعنة داخل قاعة محكمة.
وقدمت منظمة شهود التعازي لذوي القتيلة ولجميع المصريين والمسلمين في كل مكان من العالم.
جاء ذلك في بيان أصدرته المنظمة ووزعته على وسائل الإعلام. وأدناه نص البيان:
تلقينا بصدمة شديدة نبأ قتل السيدة مروة الشربيني على يد المدعو (اكسل دبليو) على خلفية موقفه العنصري وتطرفه وما يحمله من كراهية، في قاعة إحدى محاكم ألمانيا..
أنه لمما يدعو للأسف أن جريمة القتل وقعت في دار للعدالة كان المرجو منها إنصاف السيدة الشربيني، الأمر الذي يضع مؤسسة العدل في ألمانيا على محك شديد الخطورة..
ومما يستدعي التأمل أن الجريمة وقعت بعد فترة قصيرة من التصريحات غير الحكيمة التي أدلى بها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشأن البرقع والحجاب الإسلامي معتبرا إياه غير مرحب به في بلده. وهو أمر يشير الى استفحال موجة عنصرية في الغرب ضد ماهو إسلامي. ولا شك أن ساركوزي الآن ليس فخورا بما قاله إذ أن أقواله تلك تساير ذلك المد العنصري إن لم تكن مشجعة له.
إننا في الوقت الذي نعرب فيه عن أسفنا وحزننا لوقوع هذه الجريمة البشعة التي تمثل وصمة في وجوه كل المتطرفين والعنصريين مهما اختلفت أصولهم وبلدانهم وعقائدهم فإننا نتقدم بالتعازي العميقة الى ذوي الضحية والى كل المصريين وكل المسلمين في العالم. وكذلك نشد على أيادي كل الرجال والنساء الذين يمارسون حريتهم في العقيدة ويعبرون عنها بالقول والفعل والملبس والمأكل من دون أن يتجاوزوا على الآخرين وحرياتهم ، ونكبر بشكل خاص شجاعة تلك الفتيات المسلمات في المجتمعات التي يمثل المسلمون فيها أقلية اللواتي يتمسكن بحقهن في حرية أن يرتدين حجابا بموجب عقيدتهن إذ نرى في ذلك حقا لهن يكفله المنطق السليم قبل أن تفرضه مفاهيم حقوق الإنسان.
وبهذه المناسبة نوجه دعوتنا الملحة الى هيئة الأمم المتحدة بمؤسساتها الثقافية، والى كافة المؤسسات الثقافية في دول العالم أن تتنبه الى الخطر المتنامي من المد العنصري الذي صارت بوادره أكثر وأكبر حجما مما يمكن الصمت عنه، وأن تضع المشاريع وتبدأ في أسرع وقت العمل على مواجهة هذا المد والحد منه من خلال التوعية العامة بسلبياته ومخاطره وأن البديل الأفضل عنه هو الفهم المتقبل للآخر مهما اختلف شكله وهيئته وتفكيره، مستخدمين في ذلك كل الوسائل من إعلام ومؤسسات تربوية وإصدارات ومنشورات وما الى ذلك.
لتكن هذه الجريمة ناقوس الخطر الذي يؤدي الى تنبيه هيئة الأمم المتحدة وساسة العالم والمؤسسات التربوية والإعلامية الى خطورة الأفعى العنصرية.
شهود نحو التسامح
المنظمة العالمية لمواجهة التطرف
13-7-2009
الدكتور منذر الكوثر الأستاذ أحمد جلوب
الرئيس الأمين العام
لندن السويد