نساء في خدمة السلم الاجتماعي
منظمة أهلية تطوعية تعنى بشؤون السلم الاجتماعي

شعارنا (السلم الاجتماعي)  يلخص المأساة الإنسانية العامة في عالمنا. قطيعة إنسانية حضارية واجتماعية أنبتت هذه السياسات المأزومة، والحروب المجنونة. أزمات مفتعلة بلا سبب ، وحروب ينفق عليها أكثر مما يجنى منها، وما يجنى منها غير البغي والاستكبار.

وقطيعة مجتمعية أثمرت في بنيتنا حالة من الفصام، وغذت مشؤومة بلبان الكراهية فكان هذا الشنآن، وهذه الفوضى والعبثية التي تهدد الجهد، وتبدد الطاقات، وتمكن الفسادَ القاطع من رقاب الناس.

في مواجهة لجاجات عالمية زائفة تسّوق دعوات  لتحرير المرأة، وتحت وطأة نظم وقيم محلية اختلط حابلها بنابلها، وأُلقي على (العاديّ) منها ظل المقدس، حتى حرمت مقاربته أو مناقشته؛ تتنادى نساء سوريات لإطلاق هذه الرابطة الوطنية الأهلية، لتأخذ على عاتقها مهمة نشر السلم الاجتماعي من معدنه الأول رحم الأمومة وفي آفاقه الإنسانية الحضارية والمجتمعية المحلية.

إذ ما تزال المرأة في هذا العالم ضحية، إما لمادية قاسية تجعل منها سلعة في سوق للسعر فيه الكلمة العليا ، وإما لحالة من الجهل الزميت العاجز عن إدراك المقاصد. واقع عالمي ومحلي يهدد وجود المرأة، وينتقص حقوقها، ويعزلها عن دورها الأساس، ليجعل منها حاملا لمآربه، أومستودعا لشهواته.

في حركة مندمجة بالمجتمع، لا تعزل قضايا المرأة عن قضاياه الكبرى، نتجاوز في رؤيتنا وفي سعينا الحي، المقولة المكرورة المرأة نصف المجتمع إلى حقيقة أن الأمومة هي أصل المجتمع. وأن مجتمع الأمومة الحقيقي الذي نسعى إليه، يستحق في هذا العالم وفي بنية أمتنا العربية والإسلامية وفي قطرنا العربي السوري بشكل خاص حي وفي اة أفضل وعلاقات أرقى.

ذاك هو بعض موجب الحركة وداعي الجهد: قاعدته ومنطلقه وأفقه .

ومن هذه المقدمة التمهيدية ترتسم في أفق رؤيتنا دوائر ثلاث:

ـ الدفاع عن المرأة (الوجود) بحمايتها من جميع صور الانتقاص الأولي النظري ( التصوري ) والعملي . ومن جميع أشكال العنف المادي والمعنوي، وجميع أساليب الإكراه أو الابتزاز أو العدوان.

ـ الدفاع عن المرأة (الحقوق) بالسعي إلى إقرار نظام علاقات مجتمعي وقانوني أكثر عدلاً وشفافية. نظام يرتبط بالقيم لا بالمآرب. تفسره المقاصد وليس الرغبات المحمومة أو المكبوتة.

ـ السعي الجاد الدؤوب لتمكين المرأة بتزويدها أولاً بأدوات التمكين وآلياته المعرفية والتقنية، ثم بطريقة توظيف هذه الأدوات واستثمارها. ثم ثالثا بتأمين المناخ الملائم لحركة المرأة ونشاطها.

الجهد لبناء السلم الاجتماعي في نهجنا ليس ترفاً اجتماعياً، ولا حلية تتزين بها العواطل. والمرأة في دائرة الهدف الذي نسعى إليه هي تلك التي تعيش في قلب المعاناة،  تضرب بمعولها الأرض في الحقل، أو تنغمس في عملية الإنتاج في مصنع، أو تبذل دأبا في معهد أو إدارة أو مكتب، أو حدبا على بنيها تحت سقف ترعاه،  أو هي أخيرا سفعاء الخدين تلك التي تسعى في عفافها على كفاية بنيها. تلك ملكة جمال العالم الحقيقية. وإلى حماية نساء النماذج تلك نسعى.

لقد أتى على مجتمعنا حين من الدهر طحنت فيه طواحين الأثرة والبغي كل خير وجمال. رابطتنا الوطنية الأهلية محاولة جادة للانتصار لمجتمع الأمومة: الود والرحمة، للخروج بالإنسانية جمعاء ومجتمعنا العربي السوري من المأزق الإنساني والاجتماعي الذي حشرنا فيه.

JoomShaper