لها أون لاين
في مناسبة اليوم العالمي ضد عمالة الأطفال ذكر تقرير منظمة العمل الدولية أن هناك قرابة 10 ملايين ونصف المليون طفل حول العالم يضطرون إلى العمل في منازل أشخاص آخرين.
فهل يلحظ هذا التقرير بعين الرعاية الأطفال العرب الذين يعانون ليس فقط من العمالة المنزلية، بل أصبح كثير منهم يعيش بلا مأوى ولا معيل في غزة وفي العراق وفي سوريا وفي الصومال وفي اليمن!
وهل تحدث التقرير عن الملايين من أطفال الشوارع الذين يمارسون السلوك الإجرامي بكل تلقائية ويهددون المجتمعات؟
أو عن الملايين من الأطفال الذين يتم بيعهم والاتجار بأعضائهم!
ونتساءل كذلك.. هل اقتصرت مهمة المنظمات الدولية على إصدار التقارير حول حقوق الطفل الضائعة التي تتزايد باضطراد؟!
وما الذي أضافته هذه المنظمات لحقوق الطفل سوى الصراخ والتصايح في كل عام؟
لقد سبق الإسلام بأكثر من 1400 عام وتحدث عن حقوق الطفل في الحياة والنسب و الغذاء والكساء والدواء والمسكن، بل ضم القرآن الكريم في محكم تنزيله الأمر بالرعاية الأبوية للأم وأطفالها فقال تعالى: "وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ" سورة البقرة 233، و قال سبحانه: "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ" سورة البقرة 233 وحفلت السنة النبوية بالكثير من التوجيهات، كقوله صلى الله عليه وسلم: "أفضل دينار ينفقه الرجل: دينار ينفقه على عياله" رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم: "من عال جارتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو، وضم أصابعه"رواه مسلم، كما عقد الفقهاء أبوابا فقهية كاملة تنظم حقوق الطفل، ابتداء من كونه نطفة في رحم أمه إلى أن يشب عن الطوق ويبلغ أشده!
إن الطفولة المعذبة ليست في حاجة إلى منظمات تتاجر بقضاياها، من خلال التنظير الفارغ أو الأحفال التي تقيمها على جثث معاناتها هنا وهناك؟ إنها في مسيس الحاجة إلى منظمات جادة لا موظفين يتقاضون الرواتب العالية من أجل إصدار التقارير وكفى!
هذا العبء يجب أن يتصدر لحمله المسلمون الذين وصفهم الله تعالى في كتابه بأنهم: "خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ" لتكون قضيتهم الأساسية إسعاد البشرية، يحملون نحوها الهم الحقيقي، ويستشعرون في قلوبهم الرحمة بالخلق، ويتحلون بالصدق والأمانة ويقظة الضمير ومراقبة الله سبحانه، فهل يتقدمون؟
تقارير المنظمات الدولية وحقوق الطفل الضائعة!
- التفاصيل