لها أون لاين
"من الطوائف الضالة في القديم هي طائفة "عبدة الشيطان"، ويعتقد الكثيرون أنها طائفة ظهرت في فترة من الزمان وانقضت أو تلاشت، لكنها للأسف الشديد ما تزال متواجدة حتى الآن، وتجد انتشارا متزايدا في عدد من الدول الغربية، بل وتواجدت في بعض البلدان الإسلامية، ولا ننسى القضية المشهورة في مصر منذ سنوات قليلة والتي عرفت باسم "عباد الشيطان" والتي حظيت بتغطية إعلامية كبيرة؛ بسبب أن معظم أتباع هذه الطائفة كانوا من أبناء علية القوم والنخب الثقافية والاقتصادية في مصر، كما أن هذه الطائفة موجودة في عدد من الدول العربية الأخرى، وقد تم القبض على عدد منهم؛ لذلك فقد أحببنا في موقع "لها أون لاين" من نشر هذا البحث القيم والماتع للدكتورة "قذلة القحطاني" مديرة القسم النسائي بمكتب الدعوة بالسلي وذلك على حلقات، في محاولة لكشف هذه الطائفة وبيان عقائدها ومناطق انتشارها في القديم والحديث، والآن مع الحلقة الثالثة والأخيرة"
بالنسبة للطوائف التي ظهرت في الغرب فيعتقد أن سبب ظهورها هو الاضطهاد والتعذيب ومحاكم التفتيش الذي كانت تمارسه الكنيسة (1).
وقد ذكر بعض الباحثين أن سبب تعظيمهم للشيطان يعود إلى أن غلاة الصوفية في حال خلوتهم يشطحون بكلمات كفرية. وقد نسب لهم كثير من ذلك، وكان بعضهم يتعصب لإبليس ويدعي أنه سيد الموحدين، لأنه أمر أن يسجد لغير الله فأبى.
واليزيدية فرقة منشأها من الصوفية، ورجالها يترجم لهم مع رجال الصوفية ولهذا أخذت بعض الكلمات من بعض أئمتها. فأدت بهم إلى تعظيم الشيطان وتقديسه(2).
لكن هذا القول بعيد، لأنه لم يذكر ذلك أحد ممن كتب في هذه الديانة ومثل ذلك لا يمكن أن يخفى، ولأن أصل اعتقادهم قائم على تعظيم الشيطان، فلا يبعد أن يكون وسوس لهم وزين موالاته وحبه، والخوف منه حتى ألهوه وسموه طاووساً ملكاً.
وبعد ما سبق ذكره من هذه الفرقة الشاذة توصلت إلى ما يلي:
1- لا شك أن أصحاب هذه الفرقة هم صنع إبليس، وقد كادهم بكل ألوان حيله ومكره، بل هم حزبه وأعوانه في نشر كل باطل وكل رذيلة، ومما يلفت إليه النظر تحريم القراءة والكتابة واعتمادهم على علم الصدر، وهذا من أعظم مكايده إذ ضمن عدم رجوعهم عنه حيث أحكم عليهم باب الجهل فلا يعرفون للحق سبيلاً.
2- إن هذه الفرقة خليط من عقائد الصوفية والنصرانية والمجوسية والبوذية واللاوية واليهودية والوثنية، فمثلاً: بالنصرانية في إقامة الأعياد والحفلات، وقال بعض الباحثين: إنهم كانوا في البداية نصارى ثم دخلوا الإسلام. وتأثرت المجوسية: حيث يعتقدون بوجود الشيطان أو كما يسمونه «إله البشر» وترتكز في عبادته على اتقاء شره، وتقدم لـه القرابين والطقوس وتقيم المعابد الضخمة المزينة والمرصَّعة بالأحجار الكريمة.
وأما البوذية فتعتقد بوجود الشيطان وأنه إله مختص بالرغائب الخمس وعدو الحقيقة.
واللاويّة تقدس الشياطين ومردة الجن ولكن لم تعبدها (3).
والمجوسية والزردراشتية تعظم الشمس، وهناك تشابه في بعض رموزهم.
3- إن لها علاقات سرية بالماسونية والصهيونية العالمية، ومما يؤيد ذلك محاربتها للأديان، ودعوتها إلى التحلل من الأخلاق والقيم، كما هي دعوة الماسونية كما أن لهم نفس الرموز التي تستخدمها الماسونية مثل النجمة، والمثلث المتساوي الأضلاع،و العين الثالثة، والهلال.
كما أن مؤسس هذا الفكر في العصر الحديث أليستر كراولي قد اختير رئيساً للمحفل الماسوني في بريطانيا في العقد الثاني من القرن العشرين!!
وفي عام 1770م أقيم أول محفل في المرحلة الثانية للماسونية سمي المحفل النوراني نسبة إلى الشيطان مما يدل على تقديسهم له (4).
4- إن لليهود ـ في إسرائيل ـ دورا مهما في انتشارها، حيث ظهرت في مصر بعد اتفاقية (كامب ديفيد) وانفتاح مصر على إسرائيل.
ومما يؤكد ذلك أن أكثر أشرطة وإسطوانات عبدة الشيطان تحمل شعار أشهر الشركات الإسرائيلية (5).
5- إن هناك منظمات سرية من عبدة الشيطان تفوق منظمات (المافيا) ومنتشرة في أنحاء العالم، وتمارس القتل والاختطاف وضحاياها في كل عام بمئات الألوف!! ولهذا أخذ الغرب في التحذير من هذه الظواهر، وتنادى المختصون لعلاج هذه الظاهرة «فأنشأوا قرية حديثة تدعى (قرية الحرية الأمريكية) وتقوم باستقبال المراهقين من الجنسين ممن وقعوا في شباك عباد الشيطان ووضعهم تحت العلاج النفسي فترة من الزمن حتى يستطيعوا أن يمارسوا حياتهم الطبيعية مرة أخرى. كما تحتوي هذه القرية على أربعين محطة إذاعية وتلفزيونية لبث النصائح والتحذيرات من عباد الشيطان وموسيقاهم إلى جميع الولايات الأمريكية، وتدعو الآباء والأمهات لمراقبة أطفالهم، والبحث في غرفهم عن الصور أو الرموز التي تدل على عباد الشيطان، حتى يستطيعوا أن ينقذوهم قبل أن يجرفهم التيار» (6).
ولقد أصبح قادة اليزيدية – وللأسف – ينادون بالاعتراف بهم كديانة.
يقول أنور معاوية الأموي أمير اليزيدية في العراق في بيان صادر عن رئاسة الملة اليزيدية في العالم – طالب فيه بعدة مطالب سياسية ومنها – «..المطالبة بنظام ديمقراطي علماني [!!] حر، تصان فيه حقوق جميع أبنائه على حد سواء.
- الاعتراف بالديانة اليزيدية أسوة بباقي الديانات والمذاهب الأخرى، وإدراجها بنداً في دستور العراق المقبل» (7).
6- الإلحاد في أسماء الله وصفاته:
قد سبق فيما مضى الحديث عن معنى الإلحاد في أسماء الله وصفاته وعن مكايد الشيطان في هذا النوع من التوحيد.
وأذكر هنا أمثلة لمن ضلَّ في هذا التوحيد وألحد في أسماء الله وصفاته وأعظم هذه الفرق وأشدها خطراً الفلاسفة والباطنية والنصيرية والجهمية.
ومن أقوال الفلاسفة يقول سقراط: «النطق والعقل قاصران عن اكتناه وصفه وتحققه، وتسميته وإدراكه لأن قدرته وجوده، وحكمته بلا نهاية، ولا يبلغ العقل أن يصفها، ولو وصفها لكانت متناهية، والإنسان المحدود المتناهي لا يدرك ولا يحيط بالله اللامحدود اللامتناهي إلا ضمن المعقول والحس، وضمن الزمان والمكان، إدراكاً جزئياً لا كلياً» (8).
وعلى نهجه سار الفلاسفة الذين ظهروا في الإسلام.
والإسماعيلية الذين أخذوا من الفلاسفة فقالوا: لا نقول موجوداً ولا لا موجود ولا عالماً ولا جاهلاً، ولا قادراً ولا عاجزاً، فعطلوا ذات الله عن الوجود ونفوا جميع الصفات (9).
ومنهم الدروز ومن أقوالهم:
«والله سبحانه وتعالى منزه عن التحديد والبشرية، لا تلحقه صفة ولا لـه صفة، ولا يمكن الوصول إليه، إلا بأسمائه وصفاته المجازية، إنه تعالى لا يدخل تحت اسم ولا صفة ولا لغة لأن الاسم المسمى والصفة لموصوف، واللغة تشير إلى معروف. فبظاهر ناسوته عرفنا بلا هوته، وإلا فما عرفناه ولا أدركناه، وصورة الناسوت التي تراها الأعين، لا تحس ولا تلمس، ولا جسم لها، ولا تخاطيط [!!] ولا تأكل ولا تشرب، ولا تنام ولا تتعب، ولا لها لحم ولا دم، هي صورة روحية كالمرآة، يرى الناظر فيها شبيه صورته بغير لمس ولا إدراك كيفية ...» (10).
ومن الفرق المعاصرة فرقة الأحباش، وهي «طائفة ضالة تنسب إلى عبدالله الحبشي (11) ظهرت حديثاً في لبنان، مستغلة ما خلفته الحروب الأهلية اللبنانية من الجهل والفقر والدعوة إلى إحياء مناهج أهل الكلام والصوفية والباطنية بهدف إفساد العقيدة وتفكيك وحدة المسلمين ..»( 12) . حيث يؤولون صفات الله تعالى، والقرآن عندهم ليس كلام الله حقيقة، وينكرون علو الله تعالى واستوائه على عرشه وغير ذلك من التحريف والتعطيل والإلحاد في أسماء الله وصفاته (13).
ومن أقوالهم في نفي العلو – والعياذ بالله – : «من قال لا إله إلا الله وهو يعتقد أن الله في السماء فإن هذه الشهادة لا تنفعه وهو كافر، لأن الشهادة تنفع مع الاعتقاد الصحيح، أما تلفظ بها بلسانه وعقيدته فاسدة فإنها لا تنفعه» (14)!!
وفرقة المعتزلة وهم فرق كثيرة كلها متفقة على نفي الصفات.
قال البغدادي (15) – رحمه الله – : «إن المعتزلة افترقت فيما بينها عشرين فرقة. يجمعها كلها في بدعتها أمور: منها: نفيها كلها عن الله عز وجل صفاته الأزلية، وقولها: إنه ليس لله عز وجل علم، ولا قدرة ولا حياة، ولا سمع ولا بصر، ولا صفة أزلية وزادوا على هذا بقولهم: إن الله تعالى لم يكن لـه في الأزل اسم ولا صفة»(16) ا.هـ.
وقالوا: «لا يجوز أن يوصف البارئ تعالى بصفة يوصف بها خلقه، لأن ذلك يقتضي تشبيها [و] .. لا يجوز أن يعلم الشيء قبل خلقه» (17).
ومن أقوالهم في نفي صفة الرؤية قول زعيم المعتزلة القاضي عبدالجبار (18): «اختلف الناس في ذلك: فأما أهل العدل (19) بأسرهم والزيدية والخوارج وأكثر المرجئة، فإنهم قالوا لا يجوز أن يرى الله تعالى بالبصر، ولا يدرك به على وجه، لا لحجاب ومانع ولكن ذلك يستحيل» (20) ا.هـ.
قال ابن القيم – رحمه الله – : «والتعطيل شر من الشرك فإن المعطل جاحد للذات، أو لكمالها، وهو جحد لحقيقة الألوهية، فإن ذاتاً لا تسمع ولا تبصر ولا تغضب ولا ترضى، ولا تفعل شيئاً، وليست داخل العالم ولا خارجه، ولا متصلة بالعالم، ولا منفصلة، ولا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال، هو والعدم سواء والشرك مقر بالله، لكن عبد معه غيره، فهو خير من المعطل للذات والصفات» (21) ا.هـ.
وقال أيضاً – رحمه الله – : «فلما اعتقدوا التعطيل وانتفاء الصفات في نفس الأمر ورأوا أنه لابد للنصوص من معنى بقوا مترددين بين الإيمان باللفظ، وتفويض المعنى، وهذا الذي هو طريقة السلف عندهم، وبين صرف اللفظ عن حقيقته، وما وضع له إلى ما لم يوضع له ولا دل عليه بأنواع من المجازات، وبالتكلفات التي هي بالألغاز والأحاجي أشبه منها بالبيان والهدى، فصار هذا الباطل مركباً من فساد العقل والجهل بالسمع فلا عقل ولا سمع..» (22) ا.هـ.
فلازم قولهم: إنه ليس فوق العرش إله يعبد، نتجه إليه بقولنا ونرفع إليه أكف الضراعة، ولا يصعد إليه عمل صالح، بل لازم قولهم إنكار الخالق (23).
وقد نتج من هذا التعطيل للصفات فتن عظيمة منها فتنة القول (بخلق القرآن) بناء على نفي صفة الكلام لله تعالى.
وهي من المسائل العظيمة التي أفردت بها المصنفات، وتصدى السلف لإبطالها، وقد قال بها عدد من الفرق الضالة ومنهم الجهمية والمعتزلة والخوارج.
ولم تظهر هذه البدعة إلا بعد ظهور الجعد بن درهم، ثم ظهور الجهم بن صفوان من بعد سنة 124هـ.
ومن أقوال المعتزلة كما يقول القاضي عبدالجبار: «وأما مذهبنا في ذلك فهو أن القرآن كلام الله ووحيه، وهو مخلوق محدث، أنزله الله على نبيه ليكون علماً ودالاً على نبوته ..» (24) ا.هـ.
وقالت الأشاعرة: «هو القول القائم بالنفس الذي تدل عليه العبارات وما يصطلح عليه من الإشارات» (25).
وهناك الواقفة، وهم الذين يقولون لا نقول مخلوقاً ولا غير مخلوق وهم فرقتان:
الأولى: تقول لا نقول: إنه مخلوق ولا غير مخلوق وهم الشاكّة.
الثانية: تقول لا نقول هو مخلوق ولا غير مخلوق مع إيمانهم بأنه كلام الله، تورعاً(26).
وجميع هذه الأقوال خالف أصحابها إجماع الأمة كما نصَّ على ذلك عدد منهم سفيان بن عيينة، كما روى البخاري – رحمه الله – قال: «أدركت مشايخنا منذ سبعين سنة منهم عمرو بن دينار (27) يقولون: القرآن كلام الله، وليس بمخلوق» (28).
وقال القاسم الأصبهاني (29) – رحمه الله – : «أجمع المسلمون أن القرآن كلام الله، وإذا صح أنه كلام الله صح أنه صفته تعالى، وأنه عز وجل موصوف به، وهذه الصفة لازمة لذاته».
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإحالات(الهوامش):
( 1) انظر: عباد الشيطان يوسف البنعلي ص77 .
( 2) انظر اليزيدية أحمد تيمورباشا ص50-52 .
( 3) انظر: ذيل الملل والنحل للشهرستاني (2/36) (2/39-40)، دائرة المعارف للبستاني (1/338).
إبليس عباس العقاد ص138، عبدة الشيطان ممدوح الزوبي ص 25-38 .
( 4) انظر: الموسوعة الميسرة ص450، وعباد الشيطان يوسف البنعلي ص136 – 139 .
( 5) انظر عبدة الشيطان ممدوح الزوبي ص20، ص85 .
* ومما يؤكد ذلك اعترافات بعض المتهمين من عبدة الشيطان في مصر حيث قا لوا بأن جذور اعتناق الشباب المصري لهذه الأفكار من خلال مجموعة من الإسرائيليين عبر منفذ طابا عن طريق استدراجهم بالجنس والمخدرات والخمور، نقلاً من موقع موسوعة الأديان.
( 6) عباد الشيطان يوسف البنعلي ص119-120، وقد نقلها من البرناج الوثائقي Dancing with the Devil ومعناه: الرقص مع الشيطان.
( 7) مجلة فرقونو على الإنترنت.
** من هنا أقول: لا يستبعد أن يكونوا قوة في مساعدة الأمريكان على المسلمين، كما ساعدوا الإنجليز في الحرب العالمية في العراق لطرد العثمانيين من العراق والجزيرة.
انظر: اليزيديون د. محمد التونجي ص5-6 .
وإني لأعجب – بعد ما سبق – من ميل بعض الباحثين إلى تأييدهم والدفاع عنهم والتماس الأعذار لهم ،مع اطلاعهم على جلّ عقائدهم الباطلة، ومن أمثال هؤلاء د. محمد التونجي حيث يقول في خاتمة كتابه اليزيدون: والرأي عندنا أن هذه الطائفة ذات تأثر إسلامي وعربي، فقد مرت بنا أسماء أبنائها الإسلامية [!!]، وذكرنا أن معابدهم مزدانة بآيات من الذكر الحكيم. أما تهاونهم في أداء الصوم والصلاة فلهم مثيل في بعض الفرق الإسلامية المتطرفة. لكننا لا ننفي دخول بعض الأوهام إليهم عن طريق الترسبات العتيقة الدخيلة والوافدة .. أما مسألة عبادة الشيطان فهم أولاً يعبدون الله الواحد خالق الأكوان،ويؤمنون بأنه إله الرحمة والغفران، .. لكنهم يقدرون الملائكة السبعة، ويعلمون أن الشيطان إله الشر [!!] .. الذي يعرف الخير ولا يفعله، ومثله مثل الحاكم الجائر الفاتك الذي يضطر الشعب الآمن إلى ممالأته ومراعاته اتقاء شروره، [!!] ولذلك هم مضطرون إلى مداهنة الشيطان خوفاً من شروره وآثامه ..»ا.هـ. ثم أخذ يسرد أدعية يقولونها يبين أن فيها تعلقاً بالله وبقدرته .. فلماذا إذن قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين وهم يعترفون بأن الله هو الخالق الرازق الذي ينزل المطر ويحيي الموتى، وكان أحدهم يقول: أعبد إلهاً في السماء وستة في الأرض؟!! ومن هؤلاء الباحثين د. خلف الجراد في كتابه اليزيدية واليزيديون ط. الأولى دار الحوار اللاذقية فعند حديثه عن أعيادهم ذكر أن منها ما يسمى بعيد الجماعية أو عيد الحج، وفيه يحجون إلى قبر الشيخ عدي لمدة سبعة أيام، وفي هذه الأيام لا يسمح لهم بمعاشرة النساء فيعلق عليها بقوله: (وهو ما يذكرنا بنص الآية القرآنية التي تقول: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ الآية. } [البقرة: 197]. ا.هـ، ص182 .
ويعلق على أعياد رأس السنة عندما يجتمع اليزيدية على قبور الأولياء للتعبد والطواف مختلطين رجالاً ونساءً وهم يرقصون ويشربون الخمور ص182 بقوله: «وهم في جميع هذه الطوافات يتعاطون المشروبات الروحية،ويذبحون الذبائح ويأكلون أفخر الطعام، ويتبادلون أنواع المغازلات البريئة» ا.هـ!! ويقول – أيضاً – : «إن بعض الكتّاب يأتي بمجموعة من الأدلة والبراهين التي تثبت إسلام اليزيديين، ومن ذلك – مثلاً – أن أسماءهم في معظمها إسلامية، مثل علي، حسن، خضر، عمر، درويش، وإن كان يلاحظ ندرة اسم محمد بينها» ا.هـ ص87 .
ويختم كتابه بقولـه: «هؤلاء هم اليزيديون، المشهود لهم بطيب المعشر، والتهذيب الرفيع، والسلوك القويم، وذلك انسجاماً مع مبادئهم الأولية القائمة على الأفكار الطيبة، والكلام، والكلام الطيب، والعمل الطيب» ا.هـ، ص183 .
ولا أعلم ما معنى التهذيب الرفيع، والسلوك القويم، والعمل الطيب؟! مع قوم يعبدون الشيطان .. ويشربون الخمر، ويأتون بألوان الفواحش والمنكرات .. قوم لا يعرفون صلاة ولا صوماً ولا زكاة!!
ولقد تناول يوسف البنعلي في كتابه عباد الشيطان الرد على د. خلف الجراد وعبدالرازق الحسيني في كتابه اليزيديون في حاضرهم ومستقبلهم، ولكن رده كان مجملاً .. من ص47-51 فحبذا أن تفرد الهمم في إبطال هذه العقيدة، ويتناولها العلماء وطلبة العلم الشرعي، فقد لاحظت أن أكثر من كتب عنهم ليسوا من ذوي الاختصاص بالعلم الشرعي، ولهذا وقعوا في مدحهم والتماس الأعذار لهم، وهذا من الجهل بالعقيدة الإسلامية ونواقضها.
(8 ) من هم الموحدون الدروز تأليف جميل أبو ترابي ص16 .
(9 ) انظر الملل والنحل للشهرستاني (1/192-193)، وانظر بيان مذهب الباطنية وبطلانه تأليف محمد بن الحسن الديلمي ص72.
( 10) من هم الموحدود الدروز، جميل أبو ترابي ص16 .
( 11) عبدالله الهرري الحبشي هو عبدالله بن محمد الشيبي العبدري نسبا الهرري موطناً نسبة إلى مدينة هرر بالحبشة التي ولد بها، ثم قدم بعد فتنة أحدثها هناك إلى لبنان عام 1950 وعمل على بث الأحقاد والضغائن ونشر عقيدة الجهمية في الصفات والإرجاء والجبر والتصوف والرفض .. إلى غير ذلك من العقائد الباطلة.
انظر: الموسوعة الميسرة (1/427-430) ط. الرابعة، وموقع التعريف بالأحباش، شبهات أهل الفتنة وأجوبة أهل السنة عبدالرحمن دمشقية، ص3 وما بعدها.
( 12) نقلاً من موقع التعريف بالأحباش.
( 13) انظر فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم: 19606 وتاريخ 24/4/1418هـ برئاسة سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز – رحمه الله – ، في الموسوعة الميسرة (1/431) ط. الرابعة.
( 14) شريط بعنوان «مجالس الهدى» لنبيل شريف وهو من الأحباش (الوجه الأول) نقلاً من موقع التعريف بالأحباش.
(15 ) عبدالقاهر بن طاهر بن محمد بن عبدالله البغدادي التميمي، أبو منصور، ولد ونشأ في بغداد وتوفي في إسفرائيل سنة 42هـ، متكلم لـه تصانيف كثيرة منها: الفرق بين الفرق، الملل والنحل وأصول الدين وغيرها.
انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (5/136وما بعدها) والأعلام للزركلي (4/48).
(16) الفرق بين الفرق ص114 .
(17 ) الملل والنحل للشهرستاني (1/73)، وانظر رد شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (13/147)، ومنهاج السنة (8/5)، (1/157)، (1/309، وشرح قصيدة ابن القيم لأحمد بن عيسى (1/33-35) ط. المكتب الإسلامي، أقاويل الثقات لمرعي الكرمي ص140 وما بعدها.
( 18) «عبدالجبار أحمد بن عبدالجبار الهمذاني الأسد آبادي، أبو الحسين: قاض أصولي كان شيخ المعتزلة في عصره .. ولي باري مات فيها سنة 415هـ. له تصانيف كثيرة منها: تنزيه القرآن عن المطاعن، وشرح الأصول الخمسة، والمغني وغيرها».
الأعلام للزركلي (3/273)، وانظر تاريخ بغداد (11/112).
( 19) يقصد (المعتزلة).
( 20) المغني في أبواب التوحيد والعدل (4/139).
(21 ) مدارج السالكين لابن القيم (2/402-403).
(22 ) مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية المعطلة لابن القيم (1/9).
( 23) انظر المرجع السابق (1/36-37)، وانظر ما نقله الإمام أحمد عن الجهم بن صفوان إمام المعطلة في الرد على الجهمية والزنادقة ص101 – 105.
( 24) الأصول الخمسة للقاضي عبدالجبار ص528، وانظر مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري ص153، ص191 .
( 25) الإرشاد للجويني ص108، وانظر ص109 وما بعدها، الإنصاف للباقلاني ص58، شرح الفقه الأكبر بشرح ملا علي القاري ص15 .
(26 ) انظر: الرد على الجهمية للدارمي ص102، السنة لعبدالله بن الإمام أحمد ص43، الشريعة للآجري ص87، شرح أصول الاعتقاد للالكائي (2/324)، الفصل في الملل والنحل (3/11)، كتاب التوحيد لابن خزيمة (1/329) التحقيق.
(27 ) عمرو بن دينار المكي أبو محمد الأثرم الجمحي مولاهم أحد الأعلام، كان مفتي أهل مكة، ولد بصنعاء عام 46هـ وهو فارسي الأصل قال عنه ابن عيينة: ثقة ثقة وحديث أسمعه من عمرو أحب إلي من عشرين حديثاً من غيره» ا.هـ.
وقال الزهري: «ما رأيت شيخاً أنص للحديث الجيد من هذا الشيخ» ا.هـ. وقال النسائي: «ثقة ثبت» ا.هـ.
توفي بمكة عام 126هـ انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر (8/26-27) الأعلام للزركلي (5/77).
(28 ) رواه البخاري في كتاب خلق أفعال العباد ص7، والبيهقي في الأسماء و الصفات (1/381)، ورواه الدارمي في الرد على المريسي ص116-117 وزاد «الله الخالق وما سواه مخلوق والقرآن كلام الله منه خرج وإليه يعود».
ورواه الذهبي في العلو بلفظ الدارمي (مختصر العلو ص164) وقال: «وقد تواتر هذا عن ابن عيينة»ا.هـ.
ومشايخ سفيان بن عيينة هم عدد من الصحابة من أمثال ابن عباس وابن عمر وجابر بن عبدالله وعبدالله بن الزبير – رضي الله عنهم – وأكابر التابعين كعمرو بن دينار – رحمهم الله – انظر شعب الإيمان للبيهقي (1/458-459).
(29 ) هو شيخ الإسلام الحافظ الكبير إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي بن أحمد بن طاهر التيمي الطلحي الأصبهاني، يكنى أبا القاسم، ويلقب بشيخ الإسلام ولد سنة 457هـ بأصبهان من بلاد خراسان، وتوفي بهمذان سنة 526هـ، وله مؤلفات كثيرة في التفسير والحديث والعقائد ومن أبرزها: كتاب الحجة في بيان المحجة، والمعتمد في التفسير والأمالي في الحديث .. وغيرها. انظر: شذرات الذهب (4/105-106)، البداية والنهاية لابن كثير (12/217)، مقدمة كتابه الحجة في بيان المحجة (1/13 وما بعدها).
عبادة الشيطان (3)
- التفاصيل