سيدتي - خيرية هنداوي

المناوشات والخلافات بين الآباء تحتل مساحة ليست قليلة بالمنزل، وآثارها على الأطفال لا ترتبط بالتوقف عن الصياح وتبادل نظرات الغضب بين الوالدين، إنما تمتد إلى ما هو أبعد من ذلك؛ فهناك كثير من الأمهات يمضين ساعات طويلة لطمأنة أبنائهن الصغار الذين شاهدوا وسمعوا الشجار، وكانت دموع الطفل تتسلل بهدوء على خده الصغير، وعيناه تبحثان عن معنى لما سمعه، وسؤال حائر بين شفتيه: هل ستنفصلان؟ والإجابة بطبيعة الحال أثقل من أن تُقال.

جريدة الغد

في ظل ضغوط الحياة اليومية، مثل الجائحة، والتوترات السياسية، والتغير المناخي، والأزمات الاقتصادية، تصبح الخلافات الأسرية أكثر توترًا، وقد يجد  الأزواج أنفسهم يتشاجرون أمام أطفالهم. لكن هل هذا مضر دائمًا؟

 يؤكد الخبراء أنه ليس كل الخلافات سلبية. وفقًا لمعالجة الأسرة بيز برودفوت لموقع "بيرنتس" المهتم بالأم والطفل، فإن نقص الخصوصية خلال الجائحة، على سبيل المثال، جعل من الصعب على الأزواج تجنب الجدال أمام أطفالهم. ومع ذلك، ترى هي وخبراء آخرون أن حل الخلافات أمام الأطفال قد يكون درسًا قيّمًا في كيفية إدارة المشكلات بطريقة صحية.

ديمة محبوبة

عمان - تجلس رنا أم لطفلين، في منزلها تحاول تهدئة نفسها بعد نوبة غضب غير مبررة انفجرت فيها على ابنها ذي السبعة أعوام، فقط لأنه أسقط كوبا من الماء على الأرض.

بعد دقائق من صمت ثقيل، تسأل نفسها: "لماذا أفقد أعصابي بهذه السرعة؟ ولماذا أشعر بهذا القلق الدائم؟". تتذكر والدتها، التي كانت تصرخ لأبسط الأسباب، تتوتر من كل تفصيل وتعيش على أعصابها طوال الوقت.

ربى الرياحي

عمان - في ذاكرة كل ابن يقبع وجه الأب ذلك الذي يفترض أن يكون ملاذا وسندا ومصدر أمان. لكن ماذا لو كان هذا الوجه هو أول من شرع أبواب الخوف؟ ماذا لو كانت اليد التي أمسكت بك أول مرة هي ذاتها التي تدفعك إلى نقطة الشك في نفسك؟ الأب هو ذلك الذي يخلط بين القسوة وبين السيطرة وفرض الرأي مهما كان.

يكبر الطفل وهو يحمل شعورا غامضا بالذنب، وكأن عليه دائما أن يثبت أنه جيد بما يكفي ليكون محبوبا.

 

ديمة محبوبة

عمان - يجلس خالد، وهو أب لأربعة أبناء تتراوح أعمارهم بين 6 و16 عاما، مع نفسه متأملا، يتحدث بصوت خافت وهو يحتسي قهوته.

يقول: "كنت أظن أن دوري كأب يقتصر على التوجيه، الحزم، وضع القواعد، وتكرار الجملة المعتادة.. أنا أفعل هذا لمصلحتك. لكنني اكتشفت متأخرا أن ما كان ينقص بيني وبين أطفالي هو المشاركة؛ مجرد أن أجلس وأتحدث عن نفسي، عن أحلامي، عن خوفي أحيانا، وأن أضحك معهم".

JoomShaper