براتيسلافا, أغسطس (آي بي إس) - حذرت منظمات حقوقية وعالمية من إرتفاع عدد الرجال الذين يقعون ضحية عصابات الإتجار بالبشر، خاصة في بعض دول أروبا الشرقية، لإجبارهم علي العمل في أحوال تقارب العبودية، فيما تقهر النساء علي ممارسة الدعارة أساسا.

فقد أفادت عدة منظمات دولية بأن مئات الالاف من الرجال يقعون فريسة لعصابات الإتجار بالبشر، خاصة في دول شرق أوروبا ولاسيما الأكثر فقرا مثل بيلاروسيا وأوكرانيا.

وصرح جان فيليب شوزي، مدير الإعلام بمكتب منظمة الهجرة الدولية في بروكسل، لوكالة انتر بريس سيرفس أن الأمر يتعلق "بمشكلة متنامية، ولم يبذل الجهد الواجب للتوعية بقضية الإتجار في الرجال. لابد من توعية الأهالي كوسيلة لمساعدة الضحايا".

وشرح أن "الإنطباع السائد لدي الرأي العام هو أن كل ضحايا الإتجار بالبشر هم من النساء اللائي تجبرن علي الدعارة والعبودية الجنسية. لكن

الأمر ليس كذلك فقط، فلا يفكر الكثيرون في أن الإتجار بالبشر تجارة ضخمة، وتشمل أعدادا مرتفعة من الرجال أيضا. يجب التوعية بذلك".

ويذكر أن الإتجار بالبشر يمثل تجارة عالمية ضخمة تتعامل بمليارات الدولارات، فيما يقدر عدد البشر الذين يقعون ضحية هذه التجارة ببضعة ملايين كل عام، فيما تفيد منظمة الهجرة الدولية بأن الرجال أصبحوا يمثلون نسبة عالية منهم.

ففي تقرير لهذه المنظمة الدولية في أوائل السنة الجارية بشأن بيلاروسيا وأوكرانيا، أفادت بأن عدد الرجال ضحايا هذه التجارة في هذين البلدين مثلوا نسبة 28,3 في المائة و 17,6 في المالئة علي الترتيب، من الأفراد التي ساعدتهم منظمة الهجرة وشركائها، كضحايا لتجارة البشر في الفترة 2004-2006.

وكما يحدث في حالة ضحايا الإتجار بالبشر من النساء، تعمد العصابات إلي خداع الرجال بالقول أنها ستحملهم إلي الخارج للعمل. ولدي وصولهم، تمارس العصابات كافة صور لإنتهاكات الحقوقية والإنسانية ضدهم، وتهددهم ولا تصرف أجورهم، وتقيد حركتهم، وتمنعهم من العودة.

كما تجبر البعض منهم علي ممارسة العبودية الجنسية أيضا، وذلك فقا لعدة منظمات منها الصليب الأحمر الدولي، فيما تجبر أغلبهم علي ممارسة أعمال شاقة في أحوال غير إنسانية ولمدة تصل إلي 14 ساعة يوميا، في قطاع البناء أساسا ومقابل أجور هزيلة.

هذا وتقاسي أكثر دول أوروبا الشرقية فقرا من هذه الظاهرة بصورة خاصة.

ففي بيلاروسيا وحدها، يعتقد أن نحو 800,000 “مفقود" من رجال ونساء، يعملون في روسيا ضد إرادتهم، علما بأن القوانين الروسية لا تحظر أرباب العمل من إحتجاز جوازات سفر العاملين لحسابهم أو الإبقاء عليهم في مواقع العمل فيما يشبه الحبس.

ففي تصريح لوكالة انتر بريس سيرفس، قال جو لوري ممثل الإتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في أوكرانيا، مولدوفا وبيلاروسيا، أن "روسيا أصبحت مقصدا رئيسيا للرجال الذين يجري الإتجار بهم، فهي لا تشترط تأشيرات دخول من بيلاروسيا وأوكرانيا ولا تشدد الرقابة علي تنقل الأفراد من بيلاروسيا وإليها، فهناك إتحاد جمركي بينهما".

ولقد دفعت الأزمة الإقتصادية الدول الفقيرة نحو المزيد من الفقر وتدهور الأحوال الإجتماعية، ما يعرض الأهالي للوقوع فريسة لعصابات الإتجار بالبشر.

ويشرح جو لوري أن هذه الوضع يمس الرجال أساسا، "فيسجل عدد الرجال ضحايا تجارة البشر أرقاما متزايدة، ونشهد ذلك في مركزنا في بيلاروسيا".

وإختتم أنه “عندما يقع الرجال في حالة من اليأس والحاجة إلي العمل، عدة ما يقبلون بالمجازفات والأخطار، ولا يتحققون من شروط الوظيفة المعروضة عليهم، ولا جهة العمل ولا مكانها".(آي بي إس / 2009

بافول ستراكارسكي/وكالة انتر بريس سيرفس

 

JoomShaper