عادل الزعنون
رفح (قطاع غزة) 29-4-2010 (ا ف ب) - بدت التلميذة لينا غير مصدقة وهي تستخدم جهاز الكومبيوتر المحمول الذي تسلمته من ادارة مدرستها التابعة لوكالة الاونروا في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين واول ما تعتزم فعله هو التواصل مع صديقاتها عبر الانترنت.
وتقول لينا الغول (8 اعوام) وقد جلست الى طاولة الى جانب اربعة من اقرانها امام الكومبيوتر المحمول او "لابتوب" والابتسامة تعلو وجهها "هذه اول مرة يكون لي لابتوب حلو" وتضيف ببراءة "اريد ان اتعلم واتصل بالانترنت مع صديقاتي".
وفي حفل اقيم صباح الخميس في مدرسة اساسية في رفح بحضور مفوض وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين (الاونروا) فيليبو غراندي بدأت الاونروا حملتها لتوزيع خمسمئة الف جهاز كومبيوتر محمول في الشرق الاوسط بينها مئتا الف جهاز على تلامذة مدارسها في قطاع غزة، وذلك في اطار خطة لخلق شبكة تعليم الكتروني.
وجرى توزيع 2200 جهاز كمبيوتر محمول في مدارس الاونروا برفح.
اما عدنان طافش وهو في الصف الثاني الاساسي فيعبر عن سعادته لحصوله على "لابتوب" من المدرسة ويقول وقد بدا مرتبكا "هذه اول مرة اتعلم استخدام الكومبيوتر. المدرس يعلمنا. لا يوجد في بيتنا كومبيوتر".
وتقاطعه لينا ضاحكة "ساكون افضل منك في لعبة تذكر (برنامج تدريبي للرياضيات) على اللابتوب".
لكن صديقتها هبة عابد ( 11 عاما) لم تخف حزنها وغضبها لعدم حصولها على جهاز لابتوب، وتتساءل "لا اعرف لماذا لم يعطوني لابتوب مثل لينا. من حقي اتعلم".
وفي تصريح صحافي اعلن غراندي بدء حملة "لابتوب لكل تلميذ" رسميا مشددا على اهمية مساعدة التلاميذ الفلسطينيين في التعليم في ظل المعاناة التي يواجهونها.
واكد روبير فاضل مدير المشروع في قطاع غزة لفرانس برس انه سيشرف مباشرة على عملية توزيع اجهزة الكومبيوتر بدعم من مؤسسة "لابتوب لكل طفل" على مدار عامين ليصل جهاز لكل تلميذ في القطاع.
وانهت الانروا برنامج تدريب حول التعليم الالكتروني لمئتي مدرس في القطاع بعضهم يعمل "مؤقتا" ضمن مشروع مادة الحاسوب.
ويشرح محمد وهبة مدرس المادة ان المرحلة الاولى تتركز على "تعليم التلاميذ على استخدام اللابتوب كشيء جديد لهم ومدخلنا في التعليم برامج العاب ترفيهية تحتوي على مسائل رياضية".
وشددت المدرسة فاطمة موسى على "اهمية توفير لابتوب لكل تلميذ في ظل الوضع الاقتصادي الصعب. هذا سيساعدهم على التعليم الالكتروني والتواصل مع المدرسين واصدقاء جدد في العالم".
واوضح عدنان ابو حسنة المتحدث باسم الاونروا لفرانس برس ان التلميذ "سيرتبط مع المدرسة والمدرس عبر شبكة الانترنت اللاسلكي التي نقوم بتركيبها في كافة المدارس بحيث يتسنى للتلاميذ مواصلة التعليم حتى في ظل الازمات التي يمر بها قطاع غزة".
وتتوقف الدراسة في مدارس قطاع غزة في ظل الازمات الكبيرة على غرار شلل قطاع التعليم خلال الحرب الاسرائيلية الاخيرة على غزة، واحيانا بشكل جزئي بسبب عمليات عسكرية اسرائيلية في مناطق في القطاع.
ويأمل اكرم جودة مسؤول اولياء امور تلاميذ مدرسة رفح الاساسية بعدم وجود عقبات امام حصول كل التلاميذ في مدارس القطاع سواء التابعة للحكومة ام للاونروا "من اجل تحقيق الاستفادة".
ويتابع جودة، الذي حضر اجتماعا تعريفيا مع مشرفي برنامج الحاسوب، ان "تطور التعليم امر اساسي لبناء ابنائنا ومساعدتهم على التغلب على صعوبات الحياة القاسية في القطاع"، معربا عن شكره "للاونروا والداعمين".
وتدعم المشروع، الذي بلغت كلفته اكثر من 30 مليون دولار وفقا لمسؤول في الانروا طلب عدم ذكر اسمه، خصوصا مؤسسة "لابتوب لكل طفل (او بي اي سي) العالمية.
وفي كلمة خلال حفل انطلاق الحملة اكد نيكولاس نيكورغتي المسؤول في المؤسسة ان المشروع لن يواجه عوائق، موضحا انه كان التقى مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز "وحصل المشروع على دعم منه".
ووجدت حنان الوخيري (33 عاما) وهي زوجة "شهيد" وام لخمسة اطفال، فرصة للعمل في هذا البرنامج "المميز".
وتقول الوخيري وهي مدرسة حاسوب في مدسة في غزة "لقد وزعنا 46 لابتوب على تلاميذ الابتدائية في مدرستنا كمرحلة اولى لتدريبهم. هذه تجربة ناجحة ورائعة".
واقيمت منصة الحفل في ساحة المدرسة على شكل جهاز كومبيوتر محمول بلونه الاخضر والزهري، فيما وضعت صور كبيرة لتلاميذ في المرحلة الابتدائية يتدربون على استخدام اجهزة كومبيوتر محمولة.
الاونروا توزع اجهزة كمبيوتر محمول على تلامذتها في قطاع غزة
- التفاصيل