صحف (لها أون لاين): شاركت نحو 40 مدرسة إعدادية وثانوية في فعاليات مشروع "الحياة الطيبة"، التي أطلقتها مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيرية تحت شعار "الكلمة الطيبة"، استمرت مدّة 3 أسابيع متوالية من السير في طريق الخير والعطاء.
وقد شهد يوم أمس اختتام الفعالية بمشاركة الشيخ الداعية السعودي إبراهيم الطلحة، ألقى فيها محاضرة عن الكلمة الطيبة.
وأكد الشيخ الطلحة أن السعادة ليست فقط في المال، بل في الأخلاق والمعاملة الحسنة، وفي تعلم مهارات الحياة ومهارات التعامل مع الآخرين، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – كان خُلقه القرآن، قال تعالى "وإنك لعلى خلق عظيم" وكم من الناس كانوا يعيشون حياة رغدة هانئة من حيث المادة، ولكنهم لم يشعروا يوماً بالسعادة، بل أنهم لا يعرفون معنى السعادة ونجد أن حياتهم كلها هم وغم ونكد ومشاكل؛ لأنهم اهتموا بمظاهر الحياة، ونسوا من خلقهم وأوجدهم في هذه الحياة، قال تعالى: «وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا» سورة طه.
وحذر الطلحة من أن تغرنا الحياة الدنيا وتلهينا عن السعادة الحقيقية وهي بقرب الله تعالى، فما أجمل الكلام الطيب الذي هو سر الحياة الطيبة لكي نعيش حياة طيبة علينا أن نجعل ألسنتنا رطبة بذكر الله، علينا الابتعاد عن ملهيات الحياة الطيبة وهي الشيطان واللهو والكذب وسوء الخلق، وقد قال تعالى في كتابه الكريم: «إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ» فالكلم الطيب يُقصد به الدعاء والاستغفار وذكر الله ولن يصعد هذا الكلام الطيب إلا بالعمل الصالح، فكل الكلمات الطيبة تحتاج لأعمال صالحة لكي تُرفع إلى الله عز وجل.
واختتمت الداعية الفاضلة دانة الحمصي، مشروع الحياة الطيبة محاضرة ألقتها يوم الخميس الماضي الموافق 13 مايو بمدرسة الوجبة الإعدادية للبنات بعنوان: «أثر القرآن الكريم في الحياة الطيبة»، مؤكدة على فضل مجالس الذكر ومصاحبة الملائكة والأجر العظيم لمجالس الذكر، فهي خير المجالس وأزكاها وأطهرها وأشرفها وأعلاها قدراً عند الله وأجلها مكانة عنده مجالس الذكر، فهي حياة القلوب ونماء الإيمان وزكاء النفس وسبيل السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة، ولهذا ورد في فضلها والحث على لزومها والترغيب في المحافظة عليها نصوص كثيرة في الكتاب والسنة، مما يدل على شريف قدر تلك المجالس ورفيع شأنها وعلو مكانتها وأنها خير المجالس. وهي رياض الجنة في الدنيا . فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا»، قالوا: وما رياض الجنة؟ قال:"حلق الذكر" رواه الترمذي و حَسَنه.
فمن شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا، فليستوطن مجالس الذكر فإنها رياض الجنة، حسبما نقلت صحيفة (الراية) القطرية اليوم السبت.
ثم انتقلت الداعية دانة الحمصي لمعنى الحياة الطيبة والعيش السعيد الذي يكون بتقوى الله وعمل الصالحات، وأمنية جميع الناس لعيش الحياة الطيبة الهانئة، ومن ثم طرحت تساؤلا! لماذا الحياة الطيبة؟ حيث كان الجواب يدور حول كيفية عيش الحياة الطيبة والتي تتطلب التفكر في سبب الخلق، وكيف يريدنا خالقنا الله عز وجل أن نعيشها، وهذا يقودنا للعودة إلى القرآن الكريم حيث وعد الله تعالى لمن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن، فسيعيش حياة طيبة في الدنيا، وسيسعد في الآخرة بأجر أعظم من الدنيا، قال الله تعالى:"من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون".
وأكد مدير عام مؤسسة الشيخ عيد الخيرية السيد علي بن عبدالله السويدي أن مشروع الحياة الطيبة من المشروعات التربوية الإيمانية الرائدة التي تنظمها وترعاها المؤسسة للعام الثاني على التوالي، والذي استمرت فعالياته ثلاثة أسابيع بنجاح كبير وإقبال متميز.
كما أكدت مديرة الفرع النسائي بعيد الخيرية أمينة معرفيه:أن مشروع الحياة الطيبة يهدف إلى غرس العبودية لله تعالى في القلوب، من خلال الحياة بالقرآن فهماً وتطبيقاً، كما يهدف المشروع إلى نشر الوعي الديني بين أفراد المجتمع بجميع شرائحه وفئاته بالكلمة الطيبة، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وغرس المعاني الفاضلة في النفوس.