الأسرة تكوينها وقيمها - كانت عنوان الندوة الفكرية الاجتماعية التي أقامها فرع نقابة أطباء اللاذقية في دار الأسد للثقافة مساء أمس الأول والتي دعا إليها سماحة المفتي العام للجمهورية أحمد بدر الدين حسون الذي قدم عرضاً موسعاً لتاريخ الأسرة الإنسانية منذ بداية تكوينها ولغاية تاريخنا مشيراً إلى الظروف الخاصة بكل مرحلة التي كانت تتطلب سابقاً زيادة أفراد الأسرة، هذه الظروف التي انتفت حالياً وأصبحت تتطلب ضرورة تحديد النسل والاكتفاء بولدين فقط لتربيتهما وتنشئتهما بشكل جيد وصالح لخدمة الأسرة والمجتمع بشكل واع،
كما تطرق في حديثه إلى ضرورة عدم التفريق بين الرجل والمرأة فهما نصفان كل منهما يكمل الآخر وأن يتم الاختيار في الزواج على الصفات وليس على الأموال للإبقاء على قاعدة الأخلاق والمبادئ.
واختتم سماحة المفتي حديثه بالتركيز على ضرورة تحديد النسل مع ضرورة تحمل الدولة لتبني مجانية التعليم كله بدءاً من الروضة لأول ولدين وفي حال وجود ولد ثالث تحمّلها 50% من المسؤولية والتخلي عن مسؤولية تعليم الأبناء الآخرين، قائلاً: لا نريد مدرسة للمتميزين في حمص فقط بل في كل مدارس القطر، إضافة إلى ضرورة قيام المحاكم الشرعية بالمطالبة بتحليل طبي كامل لعقد الزواج وتحميل الأطباء مسؤولية أي خلل ليكونوا أمناء على هذا الأمر لأن الأمراض السارية بدأت تكثر في بلدنا.
تخلل الندوة مداخلات عدة من الحضور أهمها تعليق مغترب ألماني على حديث كان قد طرحه سماحة المفتي حسون حول تزايد عدد السكان غير المقترن بالمسؤولية رغم تزايد عدد الكنائس والمساجد، فأجاب حسون موضحاً: إن 90% من المساجد والكنائس في العالم الإسلامي والإنساني لا تقوم بدورها وهي دور ريادة لا عبادة ودور تاريخ لا دور بناء مستقبل لذلك علينا إعادة بناء الرجل الذي يحمل قيمنا الدينية. وحول مداخلة أخرى لأحد الحضور حول كيفية مهاجمة القنوات الإباحية أشار سماحة المفتي إلى أن هذا الأمر لم يتم التمكن من الوقوف عنده أو السيطرة عليه لذلك هو يحتاج إلى الحكمة التي تتمثل بتنبيه أبنائنا علمياً عن التأثيرات النفسية والجسدية والمستقبلية ومن يدمر بدايته يعجل في بداية نهايته، وكان رئيس فرع نقابة الأطباء الدكتور غسان فندي قد تحدث في بداية الندوة حول التفجر السكاني الذي شهدته سورية، فخلال أربعين عاماً تضاعف عدد سكانها أربع مرات حيث بلغ معدل النمو 33 بالألف، وهذا النمو المتزايد أصبح يشكل ضغطاً كبيراً على القطاع الخدمي والصحي مشيراً إلى أن أكثر المناطق نمواً سكانياً هي الأحياء الأكثر فقراً ما استدعى إقامة هذه الندوة لتسليط الضوء على دور الدين والأسرة لبناء مجتمع منظم يضع حداً لهذه الزيادة. حضر الندوة محافظ اللاذقية وعدد من الفعاليات الرسمية ورجال الدين وحشد كبير من الفعاليات الاجتماعية.
اللاذقية – نهى شيخ سليمان
صحيفة الوطن