تحت شعار (يدا بيد مع الأطفال نحو مستقبل أفضل) أقامت الهيئة السورية لشؤون الأسرة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ورشة عمل نماء الأطفال واليافعين، وذلك يومي 18 و19 آب في فندق ديديمان دمشق، لإطلاق تقرير تحليل الوضع الراهن للأطفال في سورية 2008 بأجزائه الثلاثة، الذي ساهمت في إعداده جهات حكومية وأهلية من وزارات وهيئات إضافة للجمعيات الأهلية ومشاركة الأطفال واليافعين. خلال الورشة التي استمرت على مدى يومين قُدمت عروض لثلاث جهات تمثل القطاعات المختلفة، الحكومية والشعبية وغير الربحية، لخصت أهم الإنجازات الوطنية في مجال نماء الأطفال واليافعين.
وتأكيدا على المشاركة الفعالة من بعض دول الجوار عُرضت تجارب إقليمية من الأردن ولبنان بمشاركة المجلس الوطني لشؤون الأسرة الأردنية والمجلس الأعلى للطفولة اللبناني، للتعرف على خبراتهم وتجاربهم والدروس المستفادة، الأمر الذي يساعد على التعرف على آليات عمل مختلفة وتجنب بعض العثرات والمشاكل والأخطاء التي مرت بها المشاريع وبما يتناسب مع واقع سورية، كما تشكل المشاركات الإقليمية فرصة للتشبيك على المستوى الإقليمي مع برامج وشركاء إقليميين.
كما تم إلقاء الضوء في الورشة على نموذج لبعض المشاريع التنموية التي يدعمها القطاع الخاص.

اليوم الأول للورشة:
افتتحت الورشة في اليوم الأول بحضور هيئات رسمية وشعبية وحضور من دول مجاورة.
بدأ حفل الافتتاح بكلمة الممثل المقيم لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف السيدة شهرزاد بو عليا عبرت فيها عن سعادتها لكونها موجودة في حفل إطلاق تقرير تحليل الوضع الراهن للأطفال في سورية، الذي يتضمن تحليل وانعكاس ما يحصل في سورية فيما يخص الطفولة والشباب على مختلف الأصعدة الصحية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية.
وقد أكدت السيدة شهرزاد أنها المرة الأولى التي يجري فيها إشراك اليافعين والاستماع إليهم لإغناء التقرير الذي قدم صورة تعطي بيانات وتحليلاً ومرجعية على المستوى المحلي وكذلك للمجتمع الدولي.
أضافت السيدة بو عليا: إن هذا الاجتماع ليس فقط لإطلاق التقرير، إنما هو لإطلاق عملية تعاون بين شركاء متنوعين مهتمين بشكل شخصي أو مهني بقضايا الأطفال والشباب، والنتائج التي ستعرض ما هي إلا بداية الطريق لعمل طويل وشاق لتنفيذ توصيات التقرير والتعلم من تجارب الدول المجاورة، حيث تتضمن هذه الورشة عملية تعليمية للاستفادة من تجارب الآخرين.
بعد كلمة الممثل المقيم لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، ألقت السيدة سيرا آستور رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة كلمة رحبت فيها بالحضور والمشاركين وأكدت أن المجتمع السوري من المجتمعات السكانية الفتية التي يزيد فيها حجم الأطفال عن ثلث الحجم الإجمالي للسكان، لذا لابد من بناء المستقبل الذي نطمح إليه بالاستثمار الفاعل في الأطفال، ومن هنا تنبع أهمية تقرير تحليل الوضع الراهن للأطفال في سورية المنجز باستخدام مقاربة مبنية على حقوق الطفل، وأساليب جديدة في جمع المعلومات وتحليلها واعتماد مشاركة الأطفال واليافعين أنفسهم.
كما تحدثت السيدة سيرا عن أهمية هذا التقرير واعتبرته إضافة إلى العديد من التقارير الأخرى التي أُنجزت وهو البحث الوطني الأول لسوء معاملة الأطفال في سورية، وتقرير المتابعة الوطني الثالث والرابع المقدم للجنة الدولية لحقوق الطفل للفترة 2000-2009.
كما توجهت بالشكر إلى المشاركة العربية من الأردن ولبنان واعتبرت هذا اللقاء فرصة لتبادل الخبرات والدروس والتجارب، وإقامة شبكات تواصل ودعم في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
ومن ثم قدمت مجموعة من اليافعين والشباب من منظمة اتحاد شبيبة الثورة مجموعة من السكتشات الكوميدية الفنية الشبابية حول واقع مستقبل الأطفال والشباب.
كما قدمت الهيئة السورية لشؤون الأسرة عرضا حول تقرير تحليل الوضع الراهن للطفولة تم الحديث فيه عن المشكلات والعثرات والتوجهات التي تواجه واقع الأطفال في سورية، ثم قدمت وزارة التربية عرضاً قصيراً لمبادرات موجهة للأطفال والشباب في سورية.
تقرير حول جلسات الاستماع قدمته الهيئة السورية لشؤون الأسرة، ليعرض بعدها السيد الياس شحود عضو قيادة اتحاد شبيبة الثورة عرضا حول مشروع المنظمة لبناء قدرات العاملين مع الشباب بالتعاون مع منظمة اليونيسيف كما تحدث عن تدريب المدربين للشباب والورشات التي أقامتها المنظمة.
كما قدم ممثلون عن مجموعة الشباب- ميسري جلسات مشاورات اليافعين عرضا حول مشاورات اليافعين في تحليل الوضع الراهن للطفولة.
السيد أنس درقاوي مدير العلاقات العامة في مشروع مسار قدم فيلما عن مشروع مسار ومراكز الاستكشاف التي يقوم عليها المشروع، ومن ثم افتتحت جلسة لمناقشة العروض التي قُدمت برئاسة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام للمجلس الوطني لهيئة شؤون الأسرة في الأردن أشارت فيها إلى وضع المدارس والعنف ضد الأطفال وسلبية إعطاء المدرسين، وعن تأثير الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الطفل.

اليوم الثاني للورشة:
في اليوم الثاني من ورشة عمل نماء الأطفال واليافعين عرض المجلس الوطني لشؤون الأسرة الأردني تجربة الأردن في إعداد الخطة الوطنية للطفولة، ومن ثم قدم المجلس الأعلى للطفولة اللبناني التجربة اللبنانية في مشاورات الأطفال واليافعين.
كما تم تقديم عرض قصير لمبادرات موجهة للأطفال والشباب من قبل مشروع شباب التابع للأمانة السورية للتنمية، كما عرضت وزارة التربية رؤيتها في الانتقال إلى الخطة الخمسية الحادية عشرة.
وقد تمت مناقشة العروض المُقدمة في جلسة ترأسها الدكتور إيلي ميخائيل الأمين العام للمجلس الأعلى للطفولة في لبنان للخروج باستخلاصات أساسية وطرح التجارب المنوعة للاستفادة منها.
بعد ذلك قدمت الهيئة السورية لشؤون الأسرة رؤيتها المستقبلية، وخططها وماذا بعد تقرير تحليل الوضع الراهن للطفولة.
كما تم التأكيد خلال المناقشات على أهمية دور القطاع الخاص في تعزيز نماء الأطفال واليافعين.
وفي الجلسة الختامية التي ترأستها السيدة سيرا آستور رئيس الهيئة السورية لشؤون الأسرة تم الاتفاق على الخطوات المستقبلية وأجابت عن أسئلة الحضور والمشاركين. ومن ثم عرض فيلم عن ورشة عمل نماء الأطفال واليافعين، قام فريق الأخبار المؤلف من مجموعة أطفال ويافعين بإنتاجه وتصويره وفق رؤيتهم وبأسلوبهم الخاص، ووزعوا في نهاية العرض النشرات الإخبارية التي أعدها أعضاء الفريق خلال يومي الورشة.

اسكتش فني:
تخلل اليوم الأول للورشة اسكتشاً فنياً شبابياً قدمته مجموعة من اليافعين والشباب، طرحوا من خلاله واقع ومستقبل الأطفال والشباب، وقد عالج ثلاث قضايا: «المشاركة، ضغط الأقران، والعنف ضد الأطفال».

سوق للمشاريع والمبادرات:
رافق ورشة العمل على مدى يومين، سوق للمشاريع والمبادرات، عرضت فيه الجهات الحكومية والمؤسسات الوطنية والقطاع الخاص والمنظمات المعنية بالطفولة، برامجها ومنتجاتها فيما يرتبط بعمل الورشة، وذلك لتبادل المعرفة من جهة والتشبيك بين القطاعات المختلفة من جهة أخرى، كما يشكل هذا السوق أداة لفتح أفق مختلفة وخاصة أن الحضور والمشاركين من قطاعات مختلفة وعديدة.

معرض الصور الفوتوغرافية:
في اليوم الأول، افتتحت السيدة سيرا آستور رئيسة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسيدة شهرزاد بو عليا الممثل المقيم لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، بمشاركة وزير التربية علي سعد، وبحضور عدد من المشاركين في الورشة معرضا للصور الفوتوغرافية، عُرضت فيه مجموعة من الصور التي أخذت من قبل مجموعة من اليافعين والأطفال، المدربين على التصوير الفوتوغرافي من قبل منظمة ريفوكتس غير الربحية، والتي تستهدف أن يتواصل الناس مع محيطهم والتعبير عن ذاتهم من خلال التصوير.

الغرفة الإخبارية الشبابية:
إضافة إلى النشاطات السابقة التي ترافقت ووازت أعمال الورشة، شكلت مجموعة من اليافعين والشباب فريقاً إخبارياً لتغطية فعاليات الإطلاق ونشاطات ورشة العمل إخباريا بشكل يومي، حيث قسموا أنفسهم إلى عدة مجموعات جزء بقي في الغرفة، وآخرون في قاعة الاجتماعات، والبعض اخذ على عاتقه مهمة تصوير اللقاءات والنشاطات المرافقة.
قدم فريق الغرفة الإخبارية في نهاية الورشة نشرة إلكترونية وورقية بمنظور شبابي وبأسلوبهم الحر ورؤيتهم لمخرجات الفعالية.

مجموعة النقاش:
شاركت في الورشة مجموعة من الأطفال واليافعين من سورية والأردن ولبنان لمناقشتهم والاستفادة من تجاربهم ولتحديد كيفية جعل عملية إعداد الخطة الوطنية للطفولة في سورية صديقة للأطفال واليافعين، ولإتاحة الفرصة لليافعين للتعبير عن آرائهم وأفكارهم.

تقرير الوضع الراهن للطفولة:
ويعتبر تقرير الوضع الراهن للطفولة من التقارير الدورية المهمة التي تطلقها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في دول العالم.
يقدم هذا التقرير تحليلاً مفصلاً عن وضع الأطفال في مجال الصحة، والتعليم، والحماية، والمشاركة وغيرها من المجالات، بالاستناد إلى اتفاقية حقوق الطفل، إذ يرصد التطورات الإيجابية ويبين نقاط القوة والضعف والفرص والتحديات التي تواجه جهود الحكومة والمنظمات الشعبية والمجتمع الأهلي والأسر في تقديم أفضل الرعاية لأطفال سورية.
يرصد «تقرير تحليل الوضع الراهن للطفولة» البيئة التي يعيش فيها الطفل وخاصة في مجالات: الصحة، والتعليم، والحماية، والمشاركة المجتمعية..

 

صحيفة الوطن

JoomShaper