- الشروق- دويتشة فيلة
 أكد د. خالد أبو إسماعيل، المستشار المختص في خفض الفقر والتخطيط الاقتصادي لدى البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بالمركز الإقليمي بالقاهرة، أن التغلب على الفقر والبطالة يبقى أهم تحدي أمام غالبية الدول العربية في بلوغ أهداف الألفية، لأنهما يمثلان أكبر معوقات التنمية.

تحديان
ويقول "الفقر والبطالة هما التحديان الرئيسيان، اللذان تواجههما الدول العربية، لأنه إذا تم معالجتهما بصورة جذرية، فسوف ينعكس ذلك على باقي المؤشرات، لأن الدول الأقل نموا بوجه خاص، تحتاج إلى زيادة أكبر للمساعدات الإنمائية الدولية، ولذلك نحن في التقرير العربي نوجه عناية المسئولين العرب والمختصين في مجال التنمية إلى ضرورة إيجاد وسائل لمساعدة الدول الفقيرة". ويعتقد الخبير الأممي، أنه يجب رسم سياسات وطنية وإقليمية لمحاربة الفقر وخصوصا التركيز على الأمن الغذائي، ذلك أنني أتوقع أن أسعار الوقود والمستلزمات الغذائية الأساسية قد ترتفع في المستقبل مثلما ارتفعت في الفترة الأخيرة، وبالتالي فإن لذلك انعكاسات مباشرة وخطيرة جدا على وضع الفقر في المنطقة العربية، وعليه يجب التدخل سريعا لتجنب مثل هذه العواقب، خاصة وأن المنطقة العربية من أكثر الدول تأثرا في العالم من التذبذبات، التي تشهدها أسعار الغذاء.

إرادة سياسية

وشدد علي أنه إذا توفرت لدى الدول الغنية الإرادة السياسية لمساعدة الدول الفقيرة في المنطقة العربية في كافة المجالات التنموية، وحتى تقديم الدعم السياسي لتتمكن من تحقيق بعض الإنجازات، أعتقد أنه يمكن إنجاز الكثير وسد بعض الفجوات في السنوات الأربعة القادمة، التي تفصلنا عن عام 2015 وهو العام الذي حددته الأمم المتحدة لتحقيق الأهداف التنموية الثمانية للألفية الجديدة.

وأضاف: بالرغم من تقلص عدد الفقراء وذلك إذا استندنا على المعيار الدولي المتمثل في دولار فاصل اثنين كمؤشر لخط الفقر، ولكن إذا اعتمدنا مؤشرات الفقر الوطنية نلاحظ أن نسب الفقر تكاد لم تتغير على ما كانت عليه من قبل، حيث انخفض معدل الفقر من 20 % عام 1990 إلى 18 % فقط في الآونة الأخيرة.

وأشار إلى أن المنطقة العربية لا تزال تواجه تحديا في مجال البطالة والعمل اللائق، نظرا لأن نسب البطالة لازلت مرتفعة جدا وتفوق معدلات البطالة على المستوى العالمي، وهي مرتفعة في أوساط الشباب وبشكل خاص لدى النساء منهم، كما أننا نرصد تدنيا فيما يتعلق بالمساواة بين الرجل والمرأة، خصوصا في المشاركة السياسة، ذلك أن مشاركة المرأة في البرلمانات لا تتعدى 10%، الأمر الذي دفع بعدد من الحكومات إلى اعتماد نظام الكوتة، لضمان مشاركة المرأة في البرلمانات.

نجاحات وإخفاقات

وأوضح المستشار المختص بخفض الفقر، أن هناك نجاحات عربية تحققت في مجال التعليم ومجال المساواة بين الرجل والمرأة في التعليم، إذ أن المنطقة العربية على المسار المرجو في تحقيق الهدف الثالث من أهداف الألفية والمتمثل في "تعزيز المساواة بين الجنسين وإزالة التفاوت بينهما في جميع مراحل التعليم"، كما تم تسجيل تطورات إيجابية أيضا في مجال تقليل وفيات الأطفال.

ويستطرد: ولكننا نلاحظ صعوبات متزايدة في تحقيق أهداف الألفية في دول مثل العراق والأراضي الفلسطينية بسبب الظروف الأمنية والسياسية المتوترة في كلا البلدين، وفي الحقيقة تكمن المشكلة الحقيقية في البلدان الأقل نموا على غرار السودان واليمن وموريتانيا والصومال، ذلك أن جميع هذه البلدان فشلت حتى الآن في تحقيق تقريبا جميع مؤشرات أهداف الألفية للتنمية، وبالتالي فالفجوة تزداد اتساعا في المنطقة العربية بين الدول الغنية والمتوسطة الدخل من جهة والدول الأقل نموا من جهة أخرى.

JoomShaper