بيروت ـ ويدا حمزة ـ يشتهر اللبنانيون بأنهم مولعون بالاهتمام بصورتهم. ولكن آلان هناك ما يسمى "بحمى الجمال اللبناني" اجتاحت الشباب صغير السن مع افتتاح ثلاثة مراكز تجميل خاصة بالأطفال هذا الصيف.
"كن جميلا حتى لو كنت شابا" هكذا يقول أحد الملصقات في شارع فيردون وهو واحد من أكثر مناطق الموضة في بيروت في إعلان عن أحد مراكز التجميل الجديدة. وهو يصور أربع فتيات يبدو أن عمرهن لا يزيد على تسعة أو عشر أعوام ترتدين قناعات للوجه ويقمن بعمل أظافرهن.
وتقول مايا قباني هلال صاحبة صالون ومركز تجميل تاكولار /34 عاما/ "يستطيع الأطفال أن يأتوا هنا ليدللوا أنفسهم".
وتقول إن الأطفال هم الزبائن الرئيسيين في المركز كما يمكن أن يقيموا حفلات أعياد ميلادهم هناك وعمل أظافرهم وتجميل وجوههم.
وتضيف "يمكنهم أن يدعوا أصدقائهم لتمضية يوم لتجميل أنفسهم بدلا من مشاهدة مهرج وأكل الكعك".
وفي صالون ومركز تجميل شي لولو تستطيع الفتيات الصغيرات الإستمتاع "بحمام الزهور" أو عمل تدليك للقدم وباديكير.
وتقول رانيا البالغة تسع سنوات والتي تتردد كثيرا على صالون شي لولو "المجئ هنا أفضل من اللعب مع العرائس أو الأشياء الأخرى". وتضيف "أستطيع قراءة مجلة وأسترخي".
لكن ليس كل اللبنانيين يوافقون على هذه الهواية الجديدة.
وتقول لين حبيب أستاذة الإجتماع بالجامعة اللبنانية للدراسات الإجتماعية " هذه الصالونات والمراكز تسرق الطفولة من الأطفال". وتضيف "إنها تجعلهم يركزون على أشياء يجب ألا تمثل أهمية في هذه السن الصغيرة".
وتقول "بعض أصحاب المراكز يقولون أن هذا سوف يساعد الأطفال على تعلم تنظيف أظافرهم وأقدامهم". وتضيف "أنا أختلف معهم فهذا يجب تعليمه للأطفال في البيت وليس في الصالونات ومراكز التجميل".
ولكن في بلد وصف مؤخرا بأنه " أرض أشجار الأرز والجمال وعمليات التجميل" فإن صيحة مراكز تجميل الأطفال يبدو أنها ستلحق بها.
فصناعة جراحات التجميل أزدهرت في لبنان منذ عام 2000 وهو ما دفع بعض البنوك اللبنانية إلى البدء في عرض قروض على وجه خاص لهذه العمليات.
وأصبحت الدولة الآن مقصدا "لسياحة جراحات التجميل" وفقا للدكتور إيلي شماس صاحب مركز حمزة الطبي الدولي الذي يعمل فيه نحو 50 جراح تجميل.
ويقول شماس "أسعارنا منخفضة مقارنة بالدول الأوروبية وجراحينا على على نفس المستوى الجيد".
وليست هناك إحصائيات رسمية ولكن بعض خبراء الصناعة يقولون إن جراحي التجميل في لبنان يقومون بنحو 5ر1 مليون عملية تجميل سنويا وأيضا أكثر من 8 ملايين عمليات غير جراحية مثل الحشو بالكولاجين وحقن البوتوكس.
وتقول وفاء عيد أم لطفلتين في الثامنة والعاشرة "بالنسبة للبنانيين رجالا ونساء يعتبر الجمال مهمة وطنية وليست رفاهية". وقد دعيت إحدى الطفلتين إلى حفل عيد ميلاد في صالون شي لولو.
لقد أستمتعت طيلة اليوم هكذا تقول الأم التي سعدت بإفتتاح مراكز التجميل : "إنه من الواجب على المرأة أن تبدو في أفضل صورة ممكنة حتى لو كانت في سن صغيرة".
العرب أون لاين