من المتوقع أن تتضاعف أعداد زيجات الحلبيين الشباب من الفتيات التركيات في الفترة المقبلة بعد إلغاء تأشيرات الدخول بين سورية وتركيا وفي ظل الرغبة المتبادلة والإقبال اللافت على المصاهرة بين الشعبين اللذين تربط بينهما أواصر النسب والقربى.
وانخفض عدد الحلبيين المسجلة أسماؤهم في اللقاءات الأسرية للمعايدة في معبر السلامة من 26 ألفاً إلى النصف تقريباً بصدور القرار في مقابل اصطفاف أرتال السيارات في المنافذ الحدودية لدخول الأراضي التركية عبر جوازات سفر يرجح أن تشكل ضغطاً على فروع الهجرة والجوازات بازدياد الراغبين في الحصول عليها.

ومعروف عن الحلبيين ولعهم بالشقراوات التركيات، وخصوصاً المتحدرات من هضبة الأناضول، بعد عشرة عمر بينهما زادت من الطلب على المصاهرة من طرف واحد بتشابه أنماط الحياة الاجتماعية والاقتصادية بين الشمال السوري والجنوب التركي، ورفعت من نسبة «الكنّات» التركيات في حلب التي يقطنها الكثير من العائلات ذات الأصول التركية.
ويقدر عدد الحلبيين المتزوجين من تركيات بـ50 ألفاً عدا المؤهلين للزواج ممن خطبوا قريبات لهم، وكانت إجراءات التنقل تحول دون اللقاء إلاّ في مناسبات دورية كما في عيدي الفطر والأضحى وقت اللقاءات الأسرية التي كانت تشكل فرصة مواتية لتبادل الزيارات والتعارف المحرّض للقران. ولدى الجامعات التركية جمهور غفير من طلاب الجامعات السوريين، والحلبيين بشكل خاص، وغالباً ما يرتبطون بزميلاتهم على مقاعد الدراسة أو بعد انتهاء الحياة الجامعية، ويلتحق العديد من الشباب بدورات لتعلم اللغة التركية بغية خلق فرصة عمل للتواصل مع الجيران المحببين أو من أجل التفاهم مع زوجة المستقبل مع ركاكة اللسان العربي في مقاصد الزواج التركية مثل كلس وغازي عينتاب وأضنة وأورفة وإنطاكيا، الولايات الحدودية مع حلب.
وأوضح نائب رئيس مجلس الأعمال السوري التركي فواز عجوز لـ«الوطن» أنه إضافة إلى الجوانب الاقتصادية مثل زيادة حجم المبادلات التجارية بين سورية وتركيا على خلفية إلغاء سمات الدخول بينهما اعتباراً من 18 الجاري فهناك علاقات اجتماعية سيمكّن القرار من متانتها: «وسيقوي صلات القرابة والرحم ويرفع من نسبة الزيجات مئة بالمئة لما تتمتع به الأنثى التركية من مواصفات خلقية عالية من الأدب والحشمة والتربية الحسنة التي نأت بها عن البهرجة ومنتجات حضارة التجميل مع مواصفات جسدية كالقدّ المياس والبشرتين الشقراء والبيضاء الصافيتين»، وأشار إلى أن الأسرة التركية لا تطلب مهراً عالياً لبناتها ولا تشترط السيارة والبيت والخادمة قبل الزواج «وكثير من الأسر يقدم مساعدات في شراء الجهاز وعش الزوجية، وهو ما يغري الشباب في الزواج من الفتيات التركيات».
ووسط كل هذه المزايا، فإن فتيات حلب تبقى الطرف الخاسر الأكبر، لأن الطلب عليهن في المقابل، لن يزيد من الطرف التركي، ما سيساهم في ارتفاع نسبة العنوسة إلا إذا ابتكرت الحلبيات وعائلاتهن إجراءات تسمح لهن بالمنافسة للفوز بأزواج المستقبل.

 

 

خالد زنكلو - الوطن السورية

كلنا شركاء

JoomShaper