غزة-دنيا الوطن
لا تزال توابع منع الفتيات من إرتداء النقاب داخل المدارس والجامعات مستمرة حيث شهد معهد فتيات شبرا الخيمة شمالي القاهرة أمس مواجهة على غرار تلك التي تمت بين شيخ الأزهر وطالبة في اول أيام بدء الموسم الدراسي.
وقالت هدى رمزي محمود الطالبة بمعهد القراءات التابع لمعهد فتيات شبرا الخيمة الأزهري بعد لحظات من قرار مدير المعهد طردها والدموع تنهمر من عينيها 'لم أكن أتوقع أن نعامل في القاهرة بلد الأزهر الشريف وكأننا أقلية أو جالية يهودية بحيث يتم إقصاؤنا لا لشيء إلا لأننا متمسكات بالنقاب'.

واعلنت أنها ستتقدم وعدد من زميلاتها بالمعهد بشكوى للرئيس حسني مبارك ضد كل من الشيخ محمد طنطاوي شيخ الأزهر، والشيخ محمد حسان شيخ معهد فتيات شبرا، احتجاجاً على قرار حظر ارتداء النقاب داخل المعاهد الأزهرية، 'المثير للفتنة'، حسب تعبيرها.
وقصت الطالبة هدى رمزي طالبة الدراسات العليا والتي تتلقى دورات في قراءة القرآن بالمعهد ما حدث أمس داخل فصل الدراسة حيث قالت انها وزميلاتها فوجئن بشيخ المعهد يلقي عليهن محاضرة داخل الفصل حول أن النقاب ليس فريضة ولا سنة، بل مباح، وأن وجوب خلعه اثناء الصلاة والحج يعكس عدم شرعيته، وأنه أصبح مصدراً للأذى. ودعا الطالبات داخل الفصل لخلع النقاب، بحجة أن 'درء المفاسد مقدم على جلب المنافع'.
وعندما حاولت بعض الطالبات الاعتراض هددهن بالطرد من المعهد إذا لم يستجبن لقراره، وقال 'دا قرار شيخ الأزهر، واللي مش عاجبه يطلع بره'، وعندما حاولت الطالبة هدى رمزي محمود مناقشة شيخ المعهد في أسباب إجبارهن على خلع النقاب، أمرها بالصمت، وعدم الكلام باسم زميلاتها لأنهن غير معترضات، وعندما أصرت على موقفها، عنفها وقال لها 'موش عاوزة تخلعيه اطلعي بره' فأجابت بأن خروجها من المعهد في سبيل النقاب أمر يشرفها، مشيرة إلى أن جميع زميلاتها المنقبات في الفصل وعددهن 30 طالبة يرفضن خلع النقاب، وسوف يتقدمن بشكوى جماعية للرئيس مبارك ضد شيخ الأزهر، وشيخ المعهد.
وأضافت هدى رمزي أن إدارة معهد فتيات شبرا دأبت على محاربة النقاب منذ فترة طويلة، حيث يمنع شيخ المعهد السابق دخول الفتيات المنقبات في المرحلة الإعدادية والثانوية إلى المدرسة، ويجبرن على خلع النقاب قبل الدخول، وحتى الخروج من المعهد. وقالت هدى إن شيخ المعهد السابق مزق نقابها عندما كانت طالبة في المرحلة الثانوية، لأنه اكتشف أنها ارتدته داخل المعهد، وداس عليه بأقدامه وأجبرها على العودة إلى المنزل بدونه.
وفي سياق متصل أكد امس رئيس جامعة الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن النقاب ليس حراما أو مكروها، ولكنه مباح وفق ما أقرته الشريعة الإسلامية والمذاهب الفقهية، وهو عادة من العادات كالزي العربي القديم، وأن الفريضة هي الحجاب، مشيرا إلى أن علماء الأزهر ليسوا ضد النقاب.
وقال الدكتور الطيب في حواره مع عدد من طالبات جامعة الأزهر حول النقاب في إطار جولة تفقدية على بعض الكليات، إن الجامعة هي محراب العلم والتحصيل، مطالبا بعدم ارتداء النقاب داخل المدينة الجامعية أو أثناء أداء الامتحانات وعدم الانسياق وراء الفتن ومروجي الأفكار الهدامة.
وأشار الطيب إلى أن الجامعة ستخصص ملاحظات ومشرفات وحرساً نسائياً للتأكد من حسن سير العملية التعليمية في إطار جهودها لتقديم العلم النافع والفهم السليم لتعاليم الدين الإسلامي كمؤسسة تعليمية تربوية ولن تسمح بأي تجاوزات في تلك القضية.

 

JoomShaper