مفكرة الإسلام: أعلن أعضاء مجمع البحوث الإسلامية في اجتماعهم اليوم السبت برئاسة الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر تأييدهم لقرار المجلس الأعلى للأزهر بمنع الطالبات من ارتداء "النقاب" داخل فصول المعاهد الأزهرية وقاعات الامتحانات والمدن الجامعية التابعة للأزهر.
وادعى أعضاء المجمع أن قرار المجلس الأعلى للأزهر برئاسة طنطاوي يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وأن النقاب ليس فريضة إسلامية وإنما يجب على المرأة ستر جميع جسدها عدا الوجه والكفين.

ويرى مراقبون أن هذا القرار من شأنه أن يثير عاصفة جديدة من الانتقادات والاعتراضات من العلماء والمفكرين الإسلاميين في العالم الإسلامي الذين سبق أن اعترضوا على قرار شيخ الأزهر ورأيه في النقاب الذي يخالف جماهير العلماء من السلف والخلف.

وكان قرار طنطاوي بمنع النقاب قد أثار جدلاً، ودفع نواب الإخوان المسلمين في مجلس الشعب إلى توجيه انتقادات علنية وغاضبة.

وأصدر شيخ الأزهر قراراه في مطلع الشهر الحالي بحظر ارتداء النقاب داخل المعاهد التابعة له، تاركًا خيار ارتدائه خارج الفصول الدراسية أمرًا شخصيًا.

وجاء القرار بعد قيام طنطاوي بدفع طالبة أزهرية في الصف الثاني الإعدادي إلى خلع نقابها زاعمًا أنه عادة وليس عبادة، ونقل عنه قوله للفتاة: "أمال لو كنتي حلوة كنتي عملتي إيه؟".

وفي وقت لاحق، عاد ليتراجع عن تصريحاته ليعلن احترامه للنقاب والنساء المنتقبات، مشددًا على ضرورة "استعمال النقاب في محله".

اعتراضات:

وقد أثارت تصريحات شيخ الأزهر موجة من الانتقادات من علماء ومفكري العالم الإسلامي الذين أكدوا أن النقاب يدور حكمه بين الوجوب والسنية لا كما قال شيخ الأزهر.

ومن هؤلاء العلماء الدكتور محمد النجيمي الأستاذ بالمعهد السعودي العالي للقضاء والخبير في المجمع الفقهي الدولي والذي دعا شيخ الأزهر إلى مراجعة قراره بمنه النقاب حتى لا يقع في "مصيبة كبرى".

وقال النجيمي: "مع الاحترام لصديقنا سماحة الشيخ طنطاوي، إلا أن النقاب ليس من العادات كما قال، وإنما هو مذكور في الحديث الشريف".

واستدل النجيمي على ذلك بنهي الحديث الشريف المرأة من ارتداء النقاب في فترة الحج فقط، ما يعني أن المرأة كانت ترتديه أمام الرسول في باقي الأوقات، كما رأى عدد من علماء الحديث أن النقاب واجب.

واعتبر النجيمي منع المنتقبات من دخول الأزهر "خطر فاحش، لأننا ندعو إلى احترام الأديان والمذاهب".

مطالبات بعزل شيخ الأزهر:

وكانت كتلة الإخوان المسلمين بمجلس الشعب المصري قد طالبت بعزل شيخ الأزهر لمنعه المعلمات المنقبات والطالبات من دخول المعاهد الأزهرية.

وأكد النائب حمدي حسن، عضو الكتلة في سؤال برلمانى توجه به إلى رئيس الوزراء، أن هذا طنطاوي أصبح يسيء إلى الحكومة وللمؤسسة الدينية التي ينتمي إليها.

وقال: "إن شيخ الأزهر لا يدرى أن مدارس مصر ومعاهدها وجامعاتها كلها منتقبة الآن طلابًا ومدرسين رجالاً ونساءً وفقًا لما نراه في الصور بكمامات للوقاية من أنفلونزا الخنازير".

JoomShaper