الدكتور اربيحات
وقال الدكتور اربيحات ان انعقاد هذا المؤتمر يأتي في خضم ما تشهده الساحة الإقليمية والعالمية من جدل كبير حول مشاركة المرأة في الحياة العامة، موضحا ان المشاركة الفعلية للمرأة لا تقف عند ادراج حقوقها في التشريعات او اسمها على جداول الناخبين.
واضاف أن أي مشروع تنموي نهضوي لا يعتبر المرأة شريكا اساسيا وفاعلا لن يكتب له الإستمرار أو النجاح.
ولفت الى الحاجة لتجديد الخطاب النسوي ورسم صورة مشرقة للمرأة تتواءم مع وسطية الأسلام. صورة تبين فلسفة الادوار لكل من المرأة والرجل بعيدا عن المغالاة(...) صورة تمازج بين الاصالة والمعاصرة والانفتاحة على الآخر والاستفادة من المنجزات الحضارية الانسانية مع المحافظة على الهوية الثقافية من الذوبان في الثقافات.
وشدد على ضرورة اجراء مراجعة فكرية شاملة تركز على ضرورة التمييز بين فهم الدين في مسائل االاحكام الشرعية المتعلقة بالمرأة بكل ما تحمل من قيم العدل والمساواة والكرامة الانسانية وبين الممارسات الخاطئة التي يقوم بها البعض وتنسب للإسلام ظلما وجهلا وتشوه صورته النقية.
وقال:اننا نطمح ان يسهم المؤتمر في تقديم صورة ايجابية عن المرأة المسلمة للعالم، وأن يقدم تصورات للعمل المستقبلي على ضوء رؤية اسلامية وسطية تأخذ بيد المرأة وتحقق النهوض المنشود للأمة والمجتمع.
الصادق المهدي
بدوره قال رئيس المنتدى العالمي للوسطية، ورئيس الوزراء السوداني السابق الامام الصادق المهدي ان المؤتمر عبارة عن منظومة متكاملة من الافكار والرؤى للدفاع عن قضايا المرأة وبيان حقوقها في الاسلام في ظل ماتشهده الساحة العالمية من دعوات للانتقاص من حقوقها نتيجة لاجتهادات تقليدية تكرس من دونيتها.
وفي معرض حديثه ترحم المهدي على روح الشهيدة مروة الشربيني التي راحت ضحية العنف الغبي،على حد تعبيره، والمتطرف الذي لاوطن له، الذي ادى الى الغلاة والانغلاق مايدفعنا الى ضرورة العمل على تغيير هذا الواقع والتصدي لفكر الغزاة لنعطي بديلا عن هذا الفكر المتطرف.
وقال ان الاسلام يقوم على ثوابت واضحة اهمها الوسطية، داعيا الى المطالبة بضرورة ايضاح هذه الصورة دفاعا عن قضية الاسلام وحماية له من الغلاة.
المهندس الفاعوري
من جانبه دعا الامين العام للمنتدى المهندس مروان الفاعوري الى اعادة الإعتبار لصورة المرأة في الإعلام (...)وعقلنه صورتها فيه.
واشار الى ان الواقع السيء للمرأة قاد بعض المتحمسين والمتحمسات إلى اقتباس نماذج غربية طارئة مشوهة ومحاكاة أنماط اجتماعية وأسرية لا يمكن أن تقبل داخل مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وهذا زاد بشكل كبير من ردة الفعل وأذكى الصراع حول قضية المرأة بإعتباره انتهاكا للمنظومة القيمية الذاتية(...).
واعتبر ان هذا المؤتمر عمل تجديدي نواجه به غلاة الجمود والتطرف (...)وايضا نواجه غلاة العلمانيين الذين يتبنون قوالب جاهزة دون نظر ويظنون أن تحرير المرأة يمر عبر تحريرها من القيم والدين.
الدكتور الكبيسي
من جهته قال الداعية الاسلامية الدكتور احمد الكبيسي:ما من دين كالإسلام عرف للمرأة قدرها. واقر لها حقوقها وأوسع لها الطريق إلى دورها في البناء، ومكانها في العمل، ومكانتها بين الخلائق، ألا أن الإسلام جعل ذلك كله ضمن أداب جمة، وقيم كريمة، وقواعد رصينة تحمي خصوصية المرأة الراقية، وشمائلها المرموقة، وما ينبغي لها من إجلال ورعاية وتكريم.
واضاف: أن تزاحم النساء والرجال على الموقع الواحد نوع من الحمق الذي تاباه الفطرة، وتنكره المصلحة، وتنقصه الهداية، ولولا ذلك لخلق الله المرأة والرجل جنسا واحدا في نوع الإنسان.
واشار الى أن المرأة كانت مهضومة الحق نسبيا في فترات متعددة من أجزاء التاريخ، حيث طغى العرف الذي يصادم هذا الجزء من هذه الآية، فبقي الذي عليها وتعطل الذي لها حتى تردت أحوالها، وتقلص عطاؤها وضاع دورها فترك وراءه فراغا لا يستطيع أن يملأه الرجل.
ولفت الكبيسي الى إن عنف الأزواج مع الزوجات، وتعنت الأخوة مع الأخوات بلغ نسبة مرفوضة في هذا الدين الحنيف وإن كانت تلك النسبة محدودة، وإن أشد ما يكون ذلك تجده في المدن النائية والأرياف المنعزلة والتجمعات السكانية البعيدة التي حرمت التعليم النافع، والتطور المحمود، والمفهم الحضاري المتجدد لنصوص الكتاب والسنة.
المومني
من جهتها أشارت رئيسة القطاع النسائي في المنتدى سوسن المومني الى اثار إضعاف دور المرأة في تراجع التنمية في بعض المجتمعات البشرية(...).
واضافت: أن تعطيل دور المرأة، وما أنتجه من تخلف مجتمعاتنا وتراجعها عن ركب الأمم المتقدمة، سببه الخلط بين التقاليد من جهة، وتعاليم الإسلام من جهة أخرى(...).
ودعت المومني الى العمل تصحيح المفاهيم الخاطئة للنصوص المتعلقة بأهلية المرأة، ومشاركتها في الحياة العامة،(...)وتجديد الخطاب الإسلامي المنبثق من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية وفقههما. نطمح بحلول وبرامج عملية ترتقي بالأسرة العربية والمسلمة.
خليفة
من جانبها قالت الاعلامية مارلين خليفة من جريدة النهار اللبنانية أن التقليد لا يعني بالضرورة التقوقع وغرق المرأة في الشؤون الرعائية فحسب، والعصرنة لا تعني بالضرورة إهمال المرأة لواجباتها العائلية، وفي الحالات كلها يلعب الرجل دورا أساسيا في إعلاء شأن المرأة وشأن عائلته تاليا، فمن دون رجل واع لا يمكن للمرأة أن تصوغ حياة مميزة سواء كانت تقليدية أم عصرية.
وشارك في المؤتمر الذي يستمر يومين نخبة من العلماء من الدول العربية والاسلامية لصياغة تصورات منهجية تقوم على رؤية اسلامية معاصرة بعيدة كل البعد عن محاولات المغالاة والتطرف والانحياز الى مفاهيم غريبة عن روح المجتمعات الاسلامية.
جريدة الرأي الأردنية