لا يجد الكثيرون من أهل غزّة ما يسدون به رمقهم، مع استمرار الحصار الإسرائيلي والعربي عليهم، واستمرار إغلاق المعابر باتجاه الضفة الغربية أو مصر، الأمر الذي أجبر الكثير من العائلات على دفع أبناءهم إلى الشوارع، بحثاً عن فرصة عمل، لتوفير لقمة العيش للعائلة.

الطفل رامي (11 عاما)، يدفع عربته الصغيرة وسط زحام المارة والمتسوقين في سوق الزاوية وسط مدينة غزة، لعله يتعثر بعجوز أو سيدة غير قادرة على حمل مشترياتها لمساعدتها بعربته مقابل اجر زهيد.

وتنقل جريدة (الجريدة) الكويتية، عن رامي الذي رسم الفقر على وجهه نقوشه السحرية، قوله: "وضعنا صعب نعيش 12 نفرا في بيت من الصفيح، ووالدي مريض وعاطل عن العمل منذ سنوات". وأضاف بالقول: "أتلقى شيكلاً واحداً مقابل مساعدة الناس وحمل أغراضهم بعربتي إلى كراج السيارات خارج السوق".

ويشعر رامي بالفرح والسعادة حين عودته إلى عائلته في ساعات متأخرة من المساء، حاملاً معه فتات الشياكل لتتمكن والدته في اليوم التالي من شراء الطعام، وسد جوع شقيقاته وأشقائه الصغار.

وذكرت مصادر إعلامية أن الآلاف من الأطفال الغزيين، حرموا اللعب واللحاق بالفراشات والعصافير، والاستماع لحكايات السندباد وقصص علاء الدين، بعد أن حملوا هموم عائلاتهم، ولعبوا دور منقذها من ثقل وطأة الحال الاقتصادية.

وتحظر قوانين العمل الفلسطينية عمل الأطفال دون سن 15 عاما، إلا أن تفشّي البطالة والاحتياج الملح إلى الدخل المادي، دفع الأطفال إلى العمل بأشغال هامشية قد تشكل خطرا على سلوكهم في المستقبل. ووفق إحصاءات لجهات مختصة، فإن مئات الآلاف من الأسر في قطاع غزة تعاني انخفاضاً حاداً في الدخل منذ يونيو 2007، بينما تعاني ما يزيد على 80 في المئة من الأسر مشاكل تتعلق بشراء الغذاء الكافي لإطعام أفرادها.

ولم يكن الطفل خالد (12 عاما)، 'بائع الشاي' الذي يجوب في ميدان الجندي المجهول ليستجدي المارة شرب الشاي، بأفضل حال من سابقه، إذ أجبره الوضع المادي المتردي لعائلته على ترك المدرسة، والنزول إلى سوق العمل في سن مبكرة.

ويقول خالد الذي بدا شعره مصففاً بنوع من الفوضى: 'أجبرت و2 من أشقائي على العمل لتوفير متطلبات عائلتنا من مأكل وملبس لتعطل والدي عن العمل في إسرائيل منذ سنوات'، وأضاف بألم ووجع: ' نفسي أعود إلى المدرسة (...) عندما أرى أصدقائي ذاهبين إلى المدرسة أتحسّر وأحسدهم على وضعهم'. ولفت إلى أن عمله منذ الصباح الباكر حتى ساعات المساء، يوفر لعائلته متطلباتها الضرورية، مبينا انه يجني في اليوم الواحد ليس اقل من 30 شيكلاً (نحو 7 دولارات)

المصدر: موقع لها اون لاين

JoomShaper