مفكرة الإسلام: قررت السلطة الفلسطينية، إلغاء أول مسابقة من نوعها لاختيار ملكة جمال فلسطين، الذي كان من المقرر عقده في السادس والعشرين من الشهر الحالي إلى إشعار آخر، وذلك بعد سلسلة من الانتقادات العاصفة لتنظيم مثل هذه المسابقة بالأراضي المحتلة.
وقال مصدر فلسطيني: إن محافظة رام الله والبيرة، التي تتبع الرئاسة الفلسطينية، قررت أمس، تجميد وتأجيل حفل تتويج ملكة جمال فلسطين لعام 2009.
وكانت مديرة شركة 'تريب فاشن'، سلوى يوسف أعلنت خلال مؤتمر صحافي في رام الله بالضفة الغربية في السابع من الشهر الجاري، عن إطلاق المسابقة كأول حدث من نوعه في فلسطين، يجمعه بين فتيات من الضفة الغربية، ومن أراضي عام 48 (المناطق العربية في إسرائيل)، لافتة إلى تعذر مشاركة فتيات من قطاع غزة بسبب الانقسام والحصار المفروض على القطاع.
دعم السلطة الوطنية:
وقالت يوسف: 'إن كل مشاركة سترتدي أربعة فساتين، وإنه تم التغاضي عن لباس البحر، بسبب عادات وتقاليد مجتمعنا الفلسطيني، باعتباره مجتمعًا محافظًا'. على حد تعبيرها.
وأضافت أن المسابقة تلقت الدعم المعنوي من السلطة الوطنية، حيث سيشارك في لجنة التحكيم وزارة الإعلام، والثقافة، إضافة إلى دعم مادي من بعض الشركات المحلية.
وكانت وزارة الإعلام نفت بشدة، حضور أو مشاركة أي من ممثليها لفعاليات هذه المسابقة.
إدانة واسعة:
ولقي إعلان الشركة إدانة واسعة من علماء وكُتَّاب موالين لحركة "حماس" الذين أكدوا أن ذلك منافٍ للشريعة الإسلامية، وخارجٌ على التقاليد الفلسطينية، مع عدم مراعاة لوضع البلد الرازخ تحت وطأة الاحتلال.
ومنذ إعلان الشركة عن المسابقة، لم تتوقف ردود الفعل الغاضبة والساخطة على هذه المسابقة؛ فقد طالبت رابطة علماء فلسطين بإلغاء المسابقة فورًا، وقالت في بيانٍ لها: 'إن تنظيم ما يسمى مسابقة اختيار ملكة جمال فلسطين يتعارض مع شريعتنا الإسلامية ومع أخلاقنا وقيمنا التي تدعو إلى الفضيلة'.
ووصف العديد من الكتاب الفلسطينيين هذه المسابقة بـ'المهزلة' داعين إلى تشكيل جبهة في الضفة الغربية للتصدي لها.
وفي المنتديات الإلكترونية الفلسطينية المختلفة شن المعلقون هجومًا لاذعًا على الشركة، ووضعوا صورًا لأمهات الشهداء والأسرى، مشيرين إلى أن هؤلاء هنّ ملكات الجمال الحقيقيات لفلسطين.
إشاعة الفاحشة:
وقال رئيس رابطة علماء فلسطين، البرلماني عن حركة "حماس" الشيخ حامد البيتاوي: 'تنظيم ما يسمى مسابقة اختيار ملكة جمال فلسطين يتعارض مع شريعتنا الإسلامية ومع أخلاقنا وقيمنا التي تدعو إلى الفضيلة'.
وأضاف 'لا يليق بشعب يرزح تحت الاحتلال وله أكثر من 12 ألف أسير بينهم شيوخ وأطفال ونساء وقدم مئات آلاف الشهداء والجرحى خلال مسيرة جهاده أن يقابل من جهات ومن سلطة تنظم وترعى مثل هذه الفعاليات التي تندرج ضمن المحاولات الرامية لإشاعة الفاحشة'.
وكانت الفائزة في المسابقة ستحصل على سيارة حديثة، ورحلة إلى تركيا لمدة 10 أيام، إضافة إلى 10 آلاف شيكل أو ما يزيد على 2600 دولار أمريكي.
سقوط أخلاقي:
وقد وصفت وزارة شؤون المرأة التابعة لحكومة غزة، تنظيم المسابقة بـ"المهزلة"، مؤكدةً على عدم السماح بها.
وقالت الوزارة : "إن هذا الإعلان يأتي في إطار السقوط الذي يجري في الضفة على مرأى ومسمع من حكومة رام الله التي تشارك في هذا السقوط من خلال مشاركة وزاراتها في لجنة التحكيم لاختيار ملكة الجمال، وكذلك مشاركة شخصيات رفيعة، ضاربة بعرض الحائط كافة الأعراف والتقاليد الفلسطينية النابعة من ثقافة مجتمعنا الفلسطيني".
وطالبت الوزارة أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية بأن يهبوا لوقف هذه المهزلة التي تضر بسمعته الطاهرة وتاريخه المشرف.
وأكدت: "إننا ندرك تمامًا أن الذي يقف وراء هذه الشركة هي حكومة رام الله التي تريد طمس جهاد أشرف شعب عرفته الدنيا، بدليل المشاركة الرسمية لوزارة الإعلام الفلسطينية ووزارة الثقافة".
وكانت طالبت حكومة رام الله بضرورة وقف عمل شركة "تريب فاشن" فورًا ومساءلة مديرتها سلوى يوسف، وإلا فإن التاريخ لا يرحم.
وناشدت ـ قبل إلغاء فعاليات المسابقة ـ أهالي الفتيات اللواتي سيشاركن في تقديم أنفسهن لهذه المسابقة بسحب أسماء فتياتهن، لأن هذا العمل الفاضح يتعارض مع مبادئ شعبنا الفلسطيني.
وهددت الوزارة بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه المهزلة، موضحةً "سنقدم كل من ساهم في إيذاء سمعة شعبنا إلى المحاكم".
إلغاء مسابقة ملكة جمال فلسطين بعد انتقادات أخلاقية
- التفاصيل