سلام الفيل- أبوظبي- سكاي نيوز عربية
اعتاد العالم أن يحتفل باستئصال مرض شلل الأطفال في جميع أنحاء المعمورة في شهر أكتوبر من كل عام. ورغم أن المعنيين بالقضاء على هذا المرض، الذي ينتقل بسرعة بين الأطفال، احتفلوا الشهر الماضي بالقضاء عليه في أكثر البلدان إصابة به على القائمة وهو الهند، إلا أنهم لم ينتبهوا إلى أن خطرا كبيرا بات يهدد الطفولة ظهر على السطح، ملوحا بوباء قد يصيب حتى البالغين، منطلقا هذه المرة من سوريا.
فأطفال سوريا الذين يواجهون هذه المعاناة التي بدأت العام الماضي، دقوا ناقوس الخطر، ما دفع دولا ومنظمات دولية إلى تسليط الضوء على هذا النوع من الأمراض القاتلة التي تهدد بشلل جيل كامل، وتعطل أحلامهم ومستقبلهم.
في الشهر الماضي، حذرت منظمة الصحة العالمية، على لسان المتحدث باسم برنامج القضاء على شلل الأطفال، من تفشي المرض بعد التأكد من عشر حالات إصابة به من أصل اثنتين وعشرين حالة لأطفال سوريين، أعمارهم لم تتجاوز العامين، ما يدل على أن شرائح واسعة من أطفال سوريا لم تتلق اللقاح اللازم لمنع هذا المرض وغيره، منذ بدء الأزمة السورية قبل أكثر من عامين ونصف العام.حسب منظمة الصحة العالمية، فإن 91% تقريبا من أطفال سوريا تم تطعيمهم ضد مجموعة من الأمراض، من بينها شلل الأطفال قبل الأزمة، لكن هذا المعدل انخفض كثيرا بعد الأزمة التي عصفت بسوريا، خاصة مع المواليد الجدد الذين لم يستطع أهاليهم استكمال تطعيمهم أو إعطاءهم اللقاحات اللازمة لهذا المرض وغيره.
دير الزور، المحافظة السورية الواقعة على حدود العراق شهدت ظهور أول حالات الإصابة بالمرض، بعضها مؤكد وأخرى لم تؤكد بعد، بانتظار نتائج المختبرات التي أُخذت عينات لها من أطفال اشتكى أهلهم من عدم قدرتهم على الحركة وارتفاع في الحرارة، وإصابتهم بالتهابات معوية أيضا. بعيدا عن السياسة وما يدور بها من تطورات، هناك أزمة من نوع آخر، هي أزمة إنسانية وعالمية الآن.
المرض الذي يمكن أن يصبح وبائيا خطير حقا، والتخوف الكبير منه هو أنه لا ينحصر ضمن نطاق محافظة أو مدينة، بل يتجاوز الحدود ويهدد أطفال دول الجوار والنطاق الأوسع في العالم. لكن التخوف الأكبر يبقى من عدم احتوائه والسرعة في الوقاية منه. فشلل الأطفال مرض يوصف بأنه شديد العدوى يصيب الأطفال بعمر أقل من خمسة أعوام، ويسببه فيروس بوليو، وهو يغزو الجهاز العصبي بسرعة، كما أنه كفيل بإحداث شلل تام في غضون ساعات.
يغزو جسم الإنسان عبر الفم ويتكاثر في الأمعاء، وتتمثل أعراضه في الحمى والتعب والتقيؤ، إضافة إلى الشعور بآلام في الأطراف السفلية تحديدا.