مجازر وانتهاكات جسيمة بحق أطفال لا حول لهم ولا قوة، معاناة قاسية يتكبدها أطفال سوريا منذ بدء الصراع لا توصف ولا يمكن لأي ضمير حي أن يتقبلها.
براءة تسبح في براكين من الدماء تغوص بأجسامها الطرية بين الجماجم، تشتم رائحة الموت، تُدفن تحت الأنقاض حية، تشاهد بعيونها البريئة الخائفة وبقلوبها المرتعدة الذبح والقتل والمجازر، لا لذنب جنته إلاّ لأنها وجدت في غابة تطبق شريعة الغاب "الحياة للأقوى" وآلتها الحربية لم تراع حق الإنسان سواء كان طفلاً أو امرأة أو شيخاً عجوزاً أو معاقاً أو مريضاً.
كارثة إنسانية يعيشها الشعب السوري الشقيق شردت الملايين وحرمت الأطفال الأمان فقدوا الطمأنينة والراحة.. خوفٌ، وهلعٌ، ورعبٌ في كل مكان وتشرد، تقطعت بهم السبل داخل سوريا وخارجها في مخيمات للاجئين!!.
كارثة إنسانية يعيشها الشعب السوري الشقيق فقدوا مدارسهم وضاع مستقبلهم وضاعت معه أجمل حياة الطفولة وذكرياتها وترسبت في ذاكرتهم أسوأ المحن والمشاهد.
نظامُ المجازر يذبح الأطفال، ويهدم المنازل على رءوس ساكنيها، الإعلام يصور ويعرض في الحدود الدنيا لبشاعة الصور المزعجة وصعوبة نشرها رأفة بالمشاهد -وما حُجب كان أعظم- لا ولن ننسى منظر الطفلة المدفونة التي أُخرجت من تحت الأنقاض بعد أن كتب الله لها الحياة. مناظر تذوب لها القلوب وتقشعر لها الأبدان.
ما يقرب من ثلاثة أعوام والنظام يسرح ويمرح على جثث الأطفال كحشرات، تارة يبيدهم بالكيماوي وتارة بالبراميل المتفجرة، ببراميل الحقد الأسود الذي يعشش في صدره، أما المشردون فإبادتهم تعددت وسائلها، بالتجمد، بالبرد وبالصقيع، مات عشرة منهم متجمدين... وربما لم تتجمد عظام أطفال في العالم كما تجمدت أطراف أطفال سوريا.
ومات غيرهم بالأمراض والأوبئة وسوء التغذية والصدمات النفسية والدول العظمى تتفرج!! فقط!! اجتماعات مناقشات جلسات حوار، وسجّّلْ يا تاريخ.. فلو جمعنا كل ما قيل في كل الاجتماعات لامتلأت دواوين ومجلدات العالم والنتيجة (فراغ).
تمنيت لو كان من بين أطفال سوريا أطفال من الدول العظمى فهل سيتبدل الحال؟ بالطبع سيتغير برمشة عين!!!!
أطفال سوريا طفولة معذبة فمن عاش منهم فسيعيش صراعاً نفسياً وسيعاني للأبد مأساته المريرة التي لم تستطع حلها دول عظمى لا تهتم بغير مصالحها بعيدة كل البعد عن الإنسانية التي أشك أنها تعرفها.
وتأتي مبادرة خادم الحرمين الشريفين عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله هذا الرجل الذي لا يكاد يمر يوم تشرق فيه الشمس دون أن يقدم عملاً إنسانياً في إطار سلسلة الأعمال الإنسانية الكريمة، طبيعته الفطرية ونهجه في تكريس كل جهوده في خدمة الدين والوطن والأمة الإسلامية والعالم أجمع وتحقيق التكافل بين المسلمين، وما يوم التضامن مع الأطفال السورين إلاّ نقطة في بحر من دعمه السخي لكل منكوبي العالم.
رؤية حكيمة ورسالة إنسانية من أب حنون وملك إنسان مفادها: أنتم في قلوبنا لم ولن ننساكم، ثقوا بأننا معكم ولا تخافوا ولا تيأسوا فأنتم من أولويات همومنا اطمئنوا لستم وحدكم.
هذا التوجه غيض من فيض عبر عما دأبت عليه المملكة من مواقف إنسانية يفرضها الدين الحنيف وتوجبها الإنسانية، لا على المستوى العربي والإسلامي فحسب بل تمتد لتشمل العالم كله من خلال تقديم المساعدات المالية وقوافل الإغاثة الطبية والغذائية ومختلف المساعدات لكافة الدول التي تتعرض للكوارث.
ويوم الطفل السوري هو يوم للتضامن مع الأمل والمستقبل، يوم لكسر معاناة زهور تُقطف قبل أوانها.
مبادرة من خادم الحرمين الشريفين المباركة أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية المشرف العام على الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء بهدف تغطية حاجة آلاف الأطفال السوريين الذين يعيشون في ظروف مأساوية صعبة لسد حاجاتهم، والإسهام مع المجتمع الدولي في الحد من تدهور الحال المعيشية للأطفال السوريين النازحين داخل سورية واللاجئين إلى دول الجوار كانت موفقة. وأولى ثمارها كانت في 26/2/2014م حيث انطلق جسر الإغاثة بكل احتياجات الأشقاء السوريين في جميع المخيمات بدعم وطني مشكور ولن يقف بعون الله ما دام نزيف الدم السوري مستمراً، وما زالت فصول المأساة الإنسانية الكبرى والكارثة البشرية المروعة تكتب على أرض سوريا الطاهرة.
شكراً لخادم الحرمين الشريفين وشكراً للقيادة والشعب، وستعود سوريا الحضارة والتاريخ بإذن الله بأفضل مما كانت عليه.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
يوم الطفل السوري
- التفاصيل