أخبار الآن | اللاذقية – سوريا – (خاص):

أفاق أهالي مدينة اللاذقية منذ أيام على أنباء إطلاق سراح بعض المعتقلين من حي الصليبة وأحياء أخرى بعد اعتقال دام طويلاً في سجون النظام بعد أن شملهم مرسوم عفو أصدره رئيس النظام السوري بشار الأسد منذ أيام، وبينهم شبان تم اعتقالهم بتهمة "التظاهر" منذ أكثر من عامين، وتوافد الكثير من أهالي وذوي المعتقلين الى منطقة (كراجات البولمان) أملاً بوصول أبنائهم، لكنهم فجعوا بالعدد القليل من الذين تم الإفراج عنهم، وتم تسليم جثة أحد المعتقلين كان قد قضى تحت التعذيب..

وشهدت لحظات استقبال بعض الأهالي لأبنائهم المعتقلين الذين أفرج عنهم حالات من الصمت المطبق، حيث اكتفى ذووهم بضمهم ومغادرة المكان خوفاً من بطش عناصر (الشبيحة) الذين كانوا يحاصرون المكان بينما تشرف قوات الأمن وعناصر من الجيش على مراقبة ما يجري مع توجيه بعض الشتائم لأهالي المعتلقين وعبارت التندر والوعيد واتهامات التخوين للوطن.

تزامن الإفراج عن بعض المعتقلين في اللاذقية مع توتر أمني في المدينة، بعد أن اكتظت الشوارع بسيارات الإسعاف قادمة من معارك الريف الشمالي لنقل القتلى والجرحى من قوات النظام، وقد وثّقت تنسيقيات الثورة مقتل عدد كبير من الشبيحة معظمهم من بلدة القرداحة مسقط رأس بشار الأسد ومن قرى طرطوس ذات الغالبية العلوية الموالية لرأس النظام.

ويعاني المدنيين في اللاذقية من القبضة الأمنية المشددة، يقول الناشط "أبو أحمد الصليباوي" لقد وزع النظام السلاح على مجموعات طائفية بعد أن عمدوا على تطويع الكثير من الشبان في القرى المجاورة وأطلقوا عليه مسمى (جيش الدفاع الوطني) وهو عبارة عن عصابات مرتزقة تعمد على ترهيب السكان في المدينة وتطلق النار عشوائياً بشكل دائم، ويتوزعون على حواجز عسكرية تقطع أوصال المدينة، فلا يخلو شارعٌ في المدينة من عشرات المُسلحين، بلباسٍ مدني أو عسكري".

ويعم المدينة صمت حذر منذ أشهر يشوبه بعض الطلقات النارية من قبل عناصر الحواجز العسكرية، ويوضح  أبو أحمد ذلك: "مساء كل يوم يطلقون الرصاص في الهواء على سبيل الترفيه والتسلية، وقد أخبرني أحد العناصر الذين كانوا هناك وهو يستفزني بأن جيش الدفاع الوطني يملك ذخائر تكفي لحرب عالمية ثالثة!"، ويؤكد أن "ثمة فوضى باستخدام السلاح في المدينة، فلا رادع يمنع عناصر الشبيحة من تنفيذ عمليات انتقامية بحق الأهالي، وكثيراً ما قاموا بجرائم قتل بحق بعض المدنيين لإشباع رغبتهم في القتل والثأر الطائفي".

يؤكد أبو عبد الله  (نازح من حلب) أن عمليات خطف النساء منتشرة بشكل مخيف في ضواحي المدينة، يقول: "المدينة ليست آمنة، وأشعر بالقلق على بناتي من إجرام الشبيحة المنتشرين في كل مكان، وأسمع بحالات خطف كثيرة حدثت في بعض الأحياء المجاورة".

وتشهد اللاذقية، أكبر مدن الساحل السوري، حملات دهم واعتقالات تعسفية يومية وممنهجة تطال العديد من الشبان، وأفاد ناشطون أن الشبيحة تفرض أتاوات "البلطجة" على أصحاب المحال التجارية، وتسمى "الخوّة" باللهجة المحلية، وتعني ابتزاز أصحاب المحال والدكاكين وتهديدهم بالسلاح لإجبارهم على دفع مبالغ من المال مقابل تركهم وشأنهم وعدم إلصاق تهمة الإرهاب بهم.

تعاني المدينة التي يشكل "السنة" فيها نحو 60%، من تعتيم إعلامي كبير، ويعتبر حي "الرمل الجنوبي" أهم تجمع ثائر، وتم اجتياحه من قبل الجيش بداية الثورة 2011 ويضم أكبر تجمع نازحين من كل المحافظات ويعاني من الفقر المدقع ويمنع النظام دخول الهلال الأحمر إليه، ويوازيه من حيث الأهمية حي "الصليبة" وهو أكبر تجمع سني في اللاذقية، وشهد مجزرة "العلبي" وهي أكبر مجزرة في نيسان 2011 وذهب ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى والمعتقلين.

 

ويعتبر حي "قنينص" من الأحياء الفقيرة والثائرة ضد حكم الأسد، فيما يشكل حي "الشيخ ضاهر" تجمعاً سنياً كبيراً مع أقلية مسيحية وتتحكم عصابات الشبيحة ومراكز الأمن بهذا الحي حيث يحتوي على مؤسسات وإدرات الدولة المدنية والعسكرية وتفرض عليه حراسة مشددة.

JoomShaper