جنيف - نيو يورك – وكالات-
أعلنت "أطباء بلا حدود" وفاة خمسة أشخاص بسبب الجوع منذ دخول القافلة الأولى للمساعدات الإنسانية بلدة مضايا في ريف دمشق. وقالت المنظمة في بيان لها إن 35 شخصا توفوا نتيجة نقص التغذية منذ ديسمبرالماضي.وأعرب متحدث باسم المنظمة عن صدمته حيال الوضع المأساوي بمضايا، وقال إن المرضى ما زالوا يموتون على الرغم من وصول قافلتين إنسانيتين كبيرتين، مضيفا أن الأمم المتحدة مطالبة بإيصال المساعدات فورا إلى المناطق المحاصرة في سوريا.وكانت الأمم المتحدة قد طالبت مساء أمس الأول بالوقف الفوري لحصار المدن السورية من قبل أطراف النزاع في هذا البلد، منددة بما أسمته "التكتيك الوحشي". وقالت مسؤولة العمليات الإنسانية لدى الأمم المتحدة كيونغ وا كانغ أمام مجلس الأمن المنعقد في جلسة طارئة "لا يوجد سبب ولا تفسير ولا عذر مقبول، لمنع تقديم المساعدة لأشخاص هم بحاجة إليها". وأضافت "إنه انتهاك خطير للقانون الدولي ويجب أن يتوقف فورا". وطالبت بتمكين العاملين الإنسانيين من العمل "الكامل وبدون عراقيل ولا شروط مسبقة وبشكل مطول" في سوريا مشيرة الى أن "الوضع في بلدة مضايا ليس حالة فريدة" وأن 400 ألف مواطن سوري يتعرضون لحصار تنظيمات المعارضة المسلحة وقوات النظام في سوريا. وقالت إن الأمم المتحدة طالبت النظام بإخلاء تسعة من سكان مضايا الى مكان آمن للعلاج "الذي يحتاجونه بشكل عاجل".وتم إجلاء تسعة سكان منذ تمكنت فرق النجدة من الوصول الى البلدة التي يحاصرها الجيش السوري منذ أشهر. كما تقدمت الأمم المتحدة هذا الأسبوع بطلبات لتنظيم قوافل أخرى الى بلدات محاصرة وقالت المسؤولة إن هذه الطلبات "يجب أن تلبى بلا تأخير". وبعد أن ذكرت بأن من مسؤولية مجلس الأمن حماية المدنيين حثت سفراء الدول الأعضاء في المجلس الـ 15 "على عدم السماح بموت المزيد من الأشخاص" في البلدات المحاصرة. كما طالب السفير الفرنسي فرنسوا ديلاتر الذي طلب عقد الجلسة الطارئة، "الرفع الفوري لكافة الحصارات" وتمكين العاملين الإنسانيين من وصول حر الى مختلف المناطق المحتاجة للتدخل في سوريا. وبعد أن أشار الى "مسؤولية النظام" قال السفير الفرنسي إن "وصول فرق الطوارئ لا يمكن أن يعتبر منة أو تنازلا من النظام السوري" لكنه "واجب مطلق" بناء على القانون الدولي. وقبل ساعات من مباحثات السلام السورية في جنيف اعتبر السفير "أنه لن يكون هناك مسار سياسي ذا مصداقية دون تحسن فوري للوضع الإنساني". ومن جهته قال مساعد ممثل بريطانيا في المجلس بيتر ويلسون إن "مضايا ليست إلا القسم الظاهر من كتلة الجليد" وإنه يتعين تأمين الوصول الى المدنيين المحاصرين. وقال السفير النيوزيلندي جيرار فان بوهيمان إنه "لا يجب أن يستخدم المدنيون مثل البيادق" داعيا الحكومة السورية الى "منح فوري للتراخيص لإجلاء طبي للمرضى". واقترح أن تدرس الأمم المتحدة إمكانية القيام بإلقاء مساعدة إنسانية معتبرا "أن الوضع بلغ حدا من الخطورة يتعين معه بحث كافة أشكال تقديم المساعدة".