"المعتقلون أولاً" حملة سورية مدنية تطالب بالمغيبين في المعتقلات بسوريا
الأحد 7 رمضان 1437هـ - 12 يونيو 2016م
العربية نت- هنادي الخطيب
تخلى "فارس الحلو" عن لقب الفنان ضمن تظاهرة "المعتقلون أولاً"، وعندما سألته ماذا سأضع صفتك في إطار الكلام عن التظاهرة، أجابني: "لا تقولي فنانا. أنا سوري أطالب بالمعتقلين"، والفنان هو اليوم واحد من المنظمين والعاملين بالتظاهرة.
"الناجون من المعتقل في سوريا" (المعتقلون أولا) ليست مجرد حملة تحمل صفة المدنية، ولكن ربما تكون التظاهرة الأوسع التي استطاع السوريون العمل عليها لإيصال صوت

المغيبين في المعتقلات للرأي العام العالمي.
وحدد منظمو التظاهرة يوم أمس 11 حزيران/يونيه للخروج في مظاهرات، ومع الجهد الواضح في تنظيم تلك المظاهرات وتضمنيها مشاهد تمثيلية عن المعتقلين، ورفع صور معتقلين، ومع مطالبة الحملة لجميع المعتقلين السوريين سواء في سجون الأسد أو في سجون التنظيمات المسلحة، تكون مختلفة عن الحملات التي سبقتها.
من مظاهرة باريس
وخرج في العاصمة الفرنسية أمس ما يفوق الـ700 سوري، بالإضافة لعدة منظمات فرنسية ودولية، بحسب صخر إدريس، أحد المنظمين في الحملة.
وأضاف إدريس أن تم رفع صور 1000 معتقل وشهيد في معتقلات الأسد، وبدأ التحرك من ساحة "الباستيل" وصولاً إلى ساحة الجمهورية كالريبوبليك"، ورافق رفع الصور قرع للطبول وقراءة أسماء المعتقلين بأسلوب غنائي قام بأدائه كل من الفنانتين "نعمى عمران ورشا رزق".
وعن المشاركة الفرنسية قال إدريس أن أفرادا وجمعيات فرنسية مؤيدة لبياننا "ناجون من المعتقل" كانوا مشاركين فعلا بالمظاهرة..
وحضرت الفدرالية الدولية لحقوق الانسان والاورو المتوسطية والامنستي، وخرج المتظاهرون بالأمس تحت اسم هذه المبادرة "ناجون من المعتقل".
وشارك في المظاهرة معتقلون سابقون وصل عددهم لحوالي 50 معتقلا.
لابد من التركيز والتأكيد على أن المبادرة تطوعية بحسب ما أكد إدريس وغيره من المنظمين، وتتلخص أهدافها بالمطالبة بالمعتقلين ورفض اعتبارهم ورقة تفاوض ومستمر بيد النظام السوري في حين يعانون هم من ويلات الاعتقال.
وفي ميونخ بألمانيا وتزامناً مع الخروج في باريس، قام السوريون هناك بتنظيم مظاهرة تحت شعار "المعتقلون أولاً"، مع القيام بمشهد تمثيلي مؤثر عن الاعتقال، وتم وضع نساء وأطفال خلف القضبان في حركة رمزية عن الاعتقال، وقام شباب بتمثيل مشاهد الاعتقال والتعذيب وكأنها حقيقية، واللافت أنه تم تقديم اللوحات بعدة لغات وشرح طوال الوقت بلغة أهل البلد الألمانية، وبحسب المنظمين فإن المطر لم يوقف المظاهرة، ما لفت نظر الألمان وجعلهم يقفون لمشاهدة ما يفعله السوريون في شوارعهم، وكيف يمكن لشباب معظمهم لاجئون في ألمانيا تمثيل ما يحدث داخل بلدهم وكأنهم جميعهم عاشوه بالتفاصيل.
المعتقلون بوصلة الثورة
"المعتقلون هم بوصلة الثورة" بحسب ما قال فارس الحلو مطلق ومنظم مبادرة "ناجون من المعتقل في سوريا" عند سؤاله عن سبب تسمية التظاهرة بـ"المعتقلون أولاً"، وأضاف أن الهدف الضمني هو جعل ملف المعتقلين قضية رأي عام دولي، وأما هدفنا المعلن فهو استنهاض المجتمع الدولي لتنفيذ القرار 2254.
وأشار الحلو إلى أن المبادرة أصدرت بياناً وجمعت تواقيع على البيان وصلت لأكثر من 4200 توقيع، بين منظمات دولية وهيذات مدنية وأحزاب سياسية منها فرنسي وأفرادا سوريين.
وأما الجانب الأكثر إضاءة في البيان فهو أن معظم التواقيع أتت من الداخل السوري.
عن صعوبات التوثيق التي تقوم بها الحملة قال الحلو إن التواصل مع أهل المعتقلين في داخل سوريا لا يزال خطيراً وصعباً، إذ إن الأهل يخافون من بطش النظام والتنظيمات المسلحة على حد سواء عند الحديث عن ابنهم المعتقل، ويذكر الجميع بالطبع أنه في بداية الثورة 2011، لم يتم الاعتراف بالكثير من المعتقلين الذي قتلوا تحت التعذيب، بسبب إجرام النظام السوري، وإجباره الأهل على توقيع أوراق تفيد أن ابنهم مات بطرق أخرى، ولكن بالتأكيد ليس بسبب التعذيب، والجدير بالذكر أنه تم رفع لافتات "المعتقلون أولاً من داخل سوريا من بعض المناطق كالأتارب في إدلب وفي حي الوعر المحاصر.

JoomShaper