شريف قنديل
الثلاثاء 01/11/2016
حلب تصارح الصحفي الحزين!
قلت لحلب وأنا أشاهد أطفالها أمس يكتبون رسائل لآبائهم المعتقلين: سأظل أكتب عنكِ لآخر حرف أعرفه ويعرفني.. من آخر صفحة حزن تسكنني.. إليك هذه القصاصات او العبارات المجهدة من دمعي!
قالت حلب: مهلا ورفقًا بنفسك! سأظل زهرة تخرج من عروة القلب.. صوب المخلصين من العرب.. شمسًا توسع حدقتها وسط زحمة الحروف.. ح.ل.ب.. أجمع ندى المجد من جهة الغرب.. وأقطف عناقيد الغضب المدلاة من عريشة العنب!
قلت: سأكتب مهما كان الليل القاحل؛ ومهما كانت صعوبة الكلمات والفواصل.. ومهما كان انفجار الكلام المغامر.. سأستعيد الوجد في طعم الرسائل!
قالت: كن مطمئنًا.. حلب العروبة والاسلام والسلام ستظل قوية عفية.. وستظل تهتف: تسقط كل طقوس وألاعيب الوسطاء الرهبان.. تسقط أحلام الآيات المرضى بالحقد وبالغلّ وبالعدوان.
وقالت حلب: أعرفهم جميعًا عن ظهر قلب.. كانوا تجارًا لا حكامًا.. كانوا تجارًا من والي طهران ولبنان.. بل والجولان.
هم فتحوا أبواب دمشق للأضغان.. يومًا ما ستقول لهم كل بلاد الشام: غوروا عنّا وخذوه معكم.. لن نعطيكم بعد اليوم أمانًا.
لا أدري كيف أتفق كسرى والقيصر والحاخام؟
قلت مناجيًا حلب: يا حلب.. صار الصمت قيدًا.. صار الكلم برقًا ورعدًا.. مهما كانت خلف السور آذان معلّقة فوق الحيطان!
قالت: أدرك أنّ خلف السور محتالون وتجار وسماسرة تقسيم، باعوا أو أجّروا هضبة الجولان!
خلف السور هناك من وزعوا الموت في كل بيت ترضيةً لكسرى؛ وهناك من ذبحوا ترضيةً لأبرهة وقيصر.. وهناك من أشرفوا ونفّذوا مذبحة وأكثر.
قالت حلب بحزن وأسى وعتب:
في الزمن العربي المنفض البكارة يقول الإعلاميون التافهون بصريح العبارة: إن التسليم بأمر إيران الواقع في اليمن وفي سوريا ولبنان والعراق هو محض جسارة!
قلت لحلب.. يا امتحان العروبة التي خذلتك
ويا غصة في حلوق الذئاب التي حاصرتك!
لك الدعوات والصلوات والصبوات.. باسمك يا حلب ستهتف قريبًا.. كل الأمهات.
قالت حلب: قل لأمين جامعة العرب: الجنرالات الإيرانيون هنا لا يحملون أغصان زيتون.. في أيديهم حقد وسكين.. يذبح كل وجه مبتل بماء العروبة ورائحة التين.