خالد العيسى: الصراع أدى إلى تفاقم الحالة الإنسانية التي يعيشها المواطنون، ولا بد من وضع حدّ لتدهور الصحة النفسية والاجتماعية للسوريين.
الدعم النفسي للأطفال يشجّعهم على الاستمرار بالحياة، ومتابعة تحصيلهم العلمي والحفاظ على مكانتهم الاجتماعية بين أقرانهم.
تُعتبر حالة اليتم في سوريا سبباً أساسياً وراء إصدار مجلة 'عطاء' للأطفال، وتوزيعها مجاناً عليهم.
عمون - أحرقت الحرب السورية أخضر البلاد ويابسها، وخطفت الشباب بزهوة أعمارهم، والرجال من أحضان عائلاتهم، وأحدثت فراغاً كبيراً في البنية الاجتماعية السورية.
وامتدت هذه النيران لتطال الأطفال والنساء الأبرياء في بيوتهم؛ حيث يتجاوز عدد الأيتام السوريين نحو 800 ألف طفل سوري بحسب 'شبكة رعاية اليتيم السوري'، في حين تقدر عدة مصادر تجاوز عدد الأرامل لعتبة المليون امرأة.
انطلاقاً من هذا الواقع أتت أهمية تدخل فرق مختصة بالعمل الإنساني لمساعدة هذه الفئات على تجاوز ظروفها، وكانت جمعية عطاء للإغاثة والتنمية إحدى هذه الفرق التي سعت لردم الفجوة التي أحدثتها الحرب في تكوين الأُسَر السورية.
حيث ينتشر موظفو ومتطوعو الجمعية من شمال البلاد إلى جنوبها، بالإضافة إلى بعض دول اللجوء المجاورة، ويُعتبر قطاع الحماية الذي سيتهدف الأطفال والنساء، أحد أهم مجالات عملها.
ويقول مدير عام الجمعية، المهندس خالد العيسى: 'إن الجهود المبذولة في هذا القطاع تتعلق بتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمتضررين من النساء والأطفال بسبب الصراع الدائر في سوريا'.
ويضيف العيسى، 'الصراع أدَّى إلى تفاقم الحالة الإنسانية التي يعيشها المواطنون، لذلك نهدف من خلال عملنا في قطاع الحماية إلى وضع حد لتدهور الصحة النفسية والاجتماعية لهؤلاء المتضررين في سوريا ودول اللجوء.
ويوضّح العيسى أن الجمعية تكفل سنوياً نحو 4200 طفل يتيم، بالإضافة إلى 260 عائلة، وكذلك أكثر من 50 طالباً، وذلك عبر عملية إحصاء ودراسة لاختيار الأكثر تضرراً وتحويل المبالغ الشهرية لهم.
ويؤكد العيسى، 'عملنا موثّق بالأرقام والتقارير حيث نزوّد المتبرعين كل نصف سنة بتقارير مفصلة توضّح الطريقة التي أنفقنا فيها التبرعات، والوضع الذي أصبحت عليه حياة المستفيدين من هذه البرامج'.
ويضيف العيسى: 'الكفالات تشمل أيضاً تقديم الدعم النفسي للأطفال والعائلات التي فقدت معيلها بسبب الصراع، بما يشجّعهم على الاستمرار بالحياة، ومتابعة تحصيلهم العلمي، والحفاظ على مكانتهم الاجتماعية بين أقرانهم'.
ويشرح مدير عام جمعية عطاء، أن هذه الكفالات تترافق مع أنشطة وفعاليات وكرنفالات احتفالية للترفيه عن الأطفال؛ لإخراجهم من أجواء الضغط النفسي الذي يعيشون فيه.
بالإضافة إلى المسابقات الثقافية، وإصدار مجلة 'عطاء' للأطفال، والتي تُعتبر حالة اليتم في سوريا سبباً أساسياً وراء إصدارها وتوزيعها مجاناً للأطفال.