عبد الرزاق النبهان
حلب ـ «القدس العربي»: ذكر ناشطون في مدينة منبج السورية أن «قوات سوريا الديمقراطية» المكونة أساساً من وحدات الحماية الكردية قامت خلال الأيام الماضية بحملة أمنية كبيرة في المدينة طالت مئات النازحين إليها من قرى وبلدات شرق حلب بذريعة موالاتهم لتنظيم الدولة، فيما امهلت النازحين الذين تم الإفراج عنهم بمغادرة المدينة، إلا إذا كلفهم أحد سكان منبج.
وأكد الناشط الإعلامي أحمد محمد تنفيذ «قوات سوريا الديمقراطية» خلال الأيام الماضية حملة أمنية كبيرة في أحياء السرب وشعر الروضة والحزانة في مدينة منبج وذلك بحجة وجود خلايا لتنظيم الدولة بين النازحين، حيث تم اعتقال عدد كبير من الأشخاص النازحين للمدينة معظمهم من مناطق دير حافر ومسكنة والشيوخ بريف حلب الشرقي.
وأضاف لـ «القدس العربي»، «إن قوات قسد أمهلت النازحين الذين تم إطلاق سراحهم بمغادرة منبج خلال مدة أقصاها 48 ساعة من تاريخ صدور هذا القرار إلا إذا كفلهم أحد سكان المدينة الأصليين، لافتاً في الوقت نفسه إلى استحالة تأمين كفلاء لهم

حيث لا خيار أمامهم إلا الذهاب إلى مناطق سيطرة «قوات درع الفرات» التي تمتلئ بالنازحين وتفتقر للتجهيزات لإحتواء هذه الأعداد الكبيرة من النازحين».
وأشار محمد إلى أن «مدينة منبج كانت حاضنة للمدنيين النازخين من مختلف المناطق السورية منذ بداية الثورة السورية لكن هيكلية قسد وقادتها يقومون بتشويه سمعة سكان المدينة بتصرفاتهم الخبثية (وفق وصفه)، حيث كانت منازل السكان مفتوحة للنازحين الذين تخطى عددهم الـ300 الف نازح داخل المدينة فقط على مدار السنوات الماضية».
وانتقد المحامي والناشط الحقوقي عدنان الجاسم بشدة تصرفات «قوات سوريا الديمقراطية» تجاه النازحين الفارين من مناطق القتال بين قوات النظام السوري وتنظيم «الدولة» في شرق حلب.
وقال لـ «القدس العربي»، «إن تصريحات مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية على الإعلام عكس ما تفعله على أرض الواقع، حيث لم نلمس أو نشاهد دوراً واضحاً وفاعلاً من هذه القوات في مساعدة النازحين الذين لجأوا إلى مناطق سيطرتها بالشكل الذي يتلاءم مع هذه الأعداد الكبيرة».
وأشار الجاسم إلى أن «مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية كانوا قد أطلقوا كلاماً كثيراً بشأن مساعدة النازحين وحصلوا على أموال طائلة من منظمات دولية، الا أنها بدل أن تقوم بمد يد العون للنازحين ومساعدتهم تأتي اليوم وتطالبهم بإحضار كفيل أو مغادرة المدينة بحجة انتمائهم لتنظيم الدولة».
أما أحد النازحين في مدينة منبج فيقول لـ «القدس العربي»، «منذ أيام ونحن نتوسل المسؤولين الأمنين في قوات سوريا الديمقراطية من أجل السماح لنا بالبقاء بعدما طلبوا منا إحضار كفيل من سكان المدينة، بالرغم من اعتقال أحد أبنائي بتهمة التعامل مع تنظيم الدولة، وهي معلومات كاذبة وافتراءات لكن لا خيار أمامنا سوى ذلك في ظل الظروف الصعبة التي نمر بها».
يشار إلى أن «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «الوحدات الكردية» الغالبية العظمى فيها أعلنت مراراً وتكراراً عبر مسؤوليها الأمنين في أكثر من مناسبة أنهم يخشون دخول عناصر من تنظيم «الدولة» مع العائلات النازحة، ما يدفعها إلى تشديد إجراءاتها الأمنية تجاه المدنيين النازحين إلى المناطق التي تسيطر عليها في شرق حلب.

JoomShaper