جيرون - عمّان - عاصم الزعبي جيرون - عمّان - عاصم الزعبي 18 نوفمبر، 2019 054 2 دقائق
لم يتمكن نظام الأسد، بعد ما يزيد عن سنة من سيطرته على محافظة درعا، من إعادة تطويع المحافظة التي انطلقت منها شرارة الثورة السورية، على الرغم من كل المحاولات التي يقوم بها بمساندة الروس والإيرانيين، وقيادات المصالحات الموالين له من أبناء المحافظة.
ومنذ أن بسط النظام سيطرته على المدينة، لم ينفّذ أيًا من وعود التسوية التي تم الاتفاق عليها بضمانات روسية، والتي أكد عليها مسؤولون أمنيون زاروا المحافظة خلال العام الماضي، وأكدوا على أهمية أن تعود المحافظة إلى ما كانت عليه قبل آذار/ مارس 2011، باستثناء أعمال محدودة نفذتها مؤسسات النظام الخدمية لتحسين بعض الخدمات كالكهرباء والماء وغيرها.
ملفات عديدة ما تزال تسبب غليانًا بين الأهالي، أدت إلى خروجهم عن صمتهم مرة أخرى، أبرزها عدم وجود حل سياسي، إضافة إلى قضية المعتقلين، والاغتيالات، والوجود الإيراني الذي بات الخطر الأكبر من وجهة نظر الناس.
خلال الأيام الماضية، خرجت تظاهرات عديدة في مناطق مختلفة من المحافظة، مطالبة يإسقاط النظام، والإفراج عن المعتقلين، وبخروج إيران وميليشياتها من درعا وكل سورية. وقد تم تسجيل ما لا يقل عن ثماني نقاط تظاهر في الريف الغربي، ولدات سحم الجولان وجلين في منطقة حوض اليرموك، إضافة إلى درعا البلد. كما كانت هناك وقفة احتجاجية مساء الجمعة الفائتة في درعا البلد، طالبت بالمطالب ذاتها.
وسبق ذلك بيومين، خروج تظاهرات ليلية كبيرة، في كل من بلدات (العجمي، زيزون، تل شهاب، طفس، المزيريب، اليادودة)، في مشاهد تعيد إلى الأذهان الأيام الأولى من الثورة السورية، وترافق ذلك مع كتابة عبارات على جدران المدارس في بلدات ريف درعا الشرقي، تؤكد مطالب المتظاهرين.
قال علي اليوسف، أحد منظمي التظاهرات لـ (جيرون): “إن التظاهرات التي خرجت خلال الأيام الماضية جاءت نتيجة محاولة النظام إعادة سطوته الأمنية على الأهالي، فقد تزايدت عمليات الاعتقال على الحواجز، حتى بالنسبة إلى الأشخاص الذين قاموا بعملية التسوية، كما قُتل العديد من المنشقين العسكريين الذين سلموا أنفسهم بموجب اتفاق التسوية، تحت التعذيب، بعد أن تم تحويلهم إلى سجن صيدنايا.
وأضاف اليوسف: “لم يتراجع الناس في أي وقت مضى عن مطالبهم، خاصة بعد آلاف القتلى والمعتقلين، والدمار الذي حلّ في البلد، إضافة إلى كذب النظام في أحد أهم بنود التسوية، وهو إطلاق سراح المعتقلين من أبناء المحافظة، فضلًا عن انتشار الميليشيات الإيرانية التي لم تكف عن التوغل منذ أن سيطر النظام على المحافظة، وضلوعها بعمليات اغتيال طالت العديد من أبناء درعا، ومحاولتها جعل المحافظة مركزًا لتجارة المخدرات، وتوريط أبنائها في هذه الأعمال”.
وأشار اليوسف إلى “أن التظاهرات لن تتوقف، حيث يجري التجهيز لما أسماه موجة تظاهرات جديدة، على نطاق أوسع، لإيصال كلمة أبناء المحافظة إلى كل العالم، وإلى أن أبناء درعا لن يسكتوا بعد الآن عما يجري”.
من جانب آخر، قال مصدر خاص لـ (جيرون): “إن تهديدات صدرت بشكل ضمني من قيادة الفيلق الخامس في ريف درعا الشرقي، لأبناء هذه البلدات محذرة من التظاهر، ومشيرة إلى أن رد الفيلق سيكون قاسيًا، بذريعة أن التظاهر يهدم الاستقرار في هذه البلدات”.
وأشار المصدر إلى أن “أبناء الريف الشرقي يرفضون هذه التهديدات، ويعدّون أن الاستجابة لها رضوخ للنظام، وهناك تنسيق يجري لخروج تظاهرات مماثلة لتلك التي خرجت في الريف الغربي”، لافتًا إلى “أن خروج التظاهرات غربي درعا أسهل، بسبب عدم سيطرة النظام على تلك المنطقة، وعدم وجود قوات كبيرة له في بلداتها، ولوجود فصائل لا تزال تمتلك جزءًا من سلاحها”.
وأكد المصدر ذاته أن “قوات النظام تعمل منذ عدة أيام على تحصين حواجز لها في ريف درعا الشرقي، في كل من بلدات (أم المياذن، السهوة، الطيبة، المسيفرة، كحيل، والنعيمة)، إضافة إلى وصول عناصر إضافيين من الأمن العسكري، لمنع خروج التظاهرات”.
يذكر أن محافظة درعا تعاني حالة انفلات أمني كبيرة منذ عدة أشهر، خاصة في الريف الغربي، ما ولّد حالة من السخط لدى الأهالي الذين يعتبرون أن النظام هو المسؤول الأول والأخير عمّا يقع من جرائم، إضافة إلى الانتهاكات المستمرة من قبل قواته.