قصّ أحد المعتقلين المفرج عنهم من سجن فرع فلسطين التابع لنظام الأسد في العاصمة دمشق معاناته خلال فترة الاعتقال داخل الفرع، كما روى أحداثاً عاينها في السجن أدت لوفاة العديد من المعتقلين.
وذكر ذو الاسم المستعار "أبو تميم" صاحب الخمسين عاماً أنه بقي يجلس لمدة سبعة أشهر على بلاطة واحدة داخل الزنزانة، وهو ما خُصِّص لكل معتقل، يترافق مع ذلك ضرب وتعذيب وشتائم متواصلة من قِبل الضباط المسؤولين بالنظام.
وأوضح في حديث لموقع "صوت العاصمة" أن كل ما يقدم للمعتقلين ليسدوا رمقهم هو ربع رغيف خبز وثلاث حبات زيتون بشكل يومي توزع في الساعة السادسة والنصف صباحاً، كما ذكر أنه كان برفقة 115 شخصاً محتجزين في زنزانة بطول 8 أمتار وعرض 4.
وأضاف: أن السجناء يستحمون مرة واحدة في الأسبوع ولمدة نصف دقيقة بالماء البارد، كما أنهم لا يستطيعون تمديد أقدامهم داخل الزنزانة سوى لحظات قليلة في كل خمس ساعات، كما أنه لا يسمح بذلك نهائياً في بعض الأيام.
ووفقاً لـ"أبو تميم" فإن النظام يكلف أحد السجناء المقربين من الضباط بمراقبة المعتقلين، ومنعهم من الكلام أو النوم والراحة، مضيفاً أنه لا أحد يستطيع مخالفة ذلك الشخص الذي يلقب بـ"الشاويش"، واصفاً بأن "بطشه لا حدود له خاصةً لأنه يتمتع بصلاحيات الضرب والجلد والتعذيب".
وشدد على أن العديد من الشبان فارقوا الحياة إثر التعذيب أثناء فترة وجوده بالسجن، وقد أوضح أن عددهم بلغ 11 شخصاً إضافةً لـ16 آخرين فقدوا عقلهم، ما يعرضهم للإعدام إن لم يسترجعوا صوابهم بعد أيام.
ويُذكر أن سجون نظام الأسد تحوي مئات الآلاف من المعتقلين الذين تم اقتيادهم من منازلهم ومن الشوارع والحواجز الأمنية بسبب مناهضة النظام، ورغم التحذيرات الأممية المتمثلة بعدم تعذيب السجناء والإفراج عنهم، فإن العديد من الأشخاص يفارقون الحياة بشكل أسبوعي داخل السجون بسبب التعذيب الذي لا يتحمله البشر، خاصةً داخل معتقل "صيدنايا" العسكري سيئ الصيت بدمشق.