تختصر (س.ع) قصة اعتقالها بأنها تعرضت للتعذيب وأجبرت على خلع حجابها، ثم وضعت داخل زنزانة بطريقة مهينة لكرامة الإنسان.
تبلغ من العمر 40 عامًا وهي إحدى الناجيات من سجون النظام، تروي لـ"المرصد السوري" ما جرى معها داخل معتقلات القوات السورية، بعد أن أمضت زمنًا في المملكة العربية السعودية مع عائلتها، حيث اعتقلها عناصر أجهزة الأمن السورية، في اليوم الثاني من دخولها سوريا وتوجهها لمدينةحماة، بتاريخ 10 شباط( فبراير) 2014، على أحد حواجز "الأمن العسكري" في حي "الحاضر" بمدينة حماة، بتهمة معارضة أهلها للنظام ولجوئهم إلى تركيا،

لتبدأ قصتها لحظة اقتيادها إلى الفرع بطريقة وحشية، وهناك تعرضت للتعذيب وأجبرت على خلع حجابها، ثم وضعت داخل زنزانة يوجد فيها عدد من المعتقلين، ثم أعيد التحقيق معها مرة أخرى ليلاً وتعرضت للضرب المبرح و"الشبح" على يد المحقق وعناصر الفرع، وتلفظ هؤلاء الجلادين بعبارات نابية، واتهامات بتمويل الإرهابيين بالأموال من السعودية.
وتتابع(س.ع):"بعد اعتقال دام أسبوع نقلت إلى فرع "الأمن السياسي"في مدينة حماة، المعروف بقسوة تعامله مع المعتقلين، وهناك تضاعفت أشكال التعذيب وفنونه، منها الشبح على كرسي حديدي وضربها بعصي كهربائية حتى الإغماء، ووضعت في زنزانة منفردة لمدة 15 يوماً، وكانت في تلك الفترة تتعرض بشكل يومي للتعذيب بسبب ذهاب أهلها إلى تركيا.
وبعد أيام طويلة من العذاب الجسدي والنفسي، نقلتإلى سجن حماة المركزي، في آذار(مارس) 2014، وفي "سجن حماة المركزي" توقف التعذيب، ووضعت برفقة عشرات المعتقلات السوريات داخل زنزانة كبيرة، وتعرفت فيها على عدد من النساء السوريات من جميع الأعمار ومختلف المحافظات، يشتركن في سبب واحد لاعتقالهن وهو معارضة النظام السوري.
وخرجت ( س.ع) من "سجن حماة المركزي" في تشرين الأول(أكتوبر) 2014، بعد 8 أشهر من الاعتقال داخل أقبية سجون النظام، وذلك بعد توسط ضابط مقرب من عائلتها.
وبعد نحو شهرين من خروجها، تمكنت من المغادرة عبر التهريب إلى الشمال السوري ومنه إلى تركيا برفقة أطفالها، بعد انتقال والدها للسكن مع شقيقه في أحد البلدات القريبة من مدينة حماة، لرفضه اللجوء لتركيا بسبب تقدمه في السن.
وتقطن(س.ع) حالياً في إحدى قرى لواء اسكندرون على الحدود السورية التركية، بالقرب من مدينة الريحانية، بعد أن عانت كثيراً من التكيف مع الحياة الجديدة ونظرة محيطها بها لكونها ناجية من سجون النظام.

JoomShaper