يتوجه عامر (11 سنة) إلى محرقة لتكرير الوقود كل يوم في السابعة صباحا، بينما يكون أقرانه في طريقهم إلى مقعد المدرسة، وبينما تلامس أصابع هؤلاء كتب المنهج تغوص أيدي الطفل السوري في الفحم لإشعال النار.
يعول عامر في سِنّه هذه أسرته ويتكفل بمصاريفهم وقوت يومهم بدلًا عن والده المريض بالسكري وانسداد في الشرايين. قد يبيت عامر لأيام في المحرقة إلى أن يطفئ النار فيها وقد أُطفأ معها أمل الذهاب إلى المدرسة، يقول الطفل للجزيرة مباشر إنه كان يدرس لكنه اضطر إلى العمل بعد تراكم الديون على الأسرة ومرض والده.


https://www.youtube.com/watch?v=8Tkn-2Al3wk
حتى لا نحتاج أحد
يتقاضى عامر 10 آلاف ليرة سورية في الأسبوع (1 دولار= 3.455 ليرة) مقابل أدائه لمهام محفوفة بمخاطر قد لا يستوعبها طفل في مثل عمره. يقول إن المحرقة قد تنفجر في أي وقت وأنه يخاطر بحياته في هذه السن من أجل أسرته.
وتشكل محرقات تكرير الوقود في المناطق المحررة من سوريا خطرًا على البيئة والسكان بسبب الدخان الكثيف الذي ينبعث منها، كما أن عامرا يواجه الغازات السامة من دون خوذة أو أي من وسائل الوقاية المعمول بها في المحطات العادية.
أُنشئت هذه المحطات البدائية بديلا عن العادية، بعد تعثر وصول النفط لهذه المناطق وارتفاع ثمنه، ويشغّل أصحابها الأطفال بكثرة دون توفير أي ضمانات أمان لهم.
يحشر عامر جسمه الصغير من الفوهة الضيقة داخل برميل النفط الضخم ليقوم بتنظيفه بعد تكرير الوقود، ويقول إنه أُجبر على ذلك حتى لا يتسول هو وأسرته.
لا يرغب الطفل الذي يحمل على عاتقه مسؤولية أكبر من سنه أن تحتاج أسرته لأحد ولا أن “يعيب عليه الناس”.
تمنى عامر أمنية واحدة في نهاية لقائه مع الجزيرة مباشر، وهي أن يعود إلى منزله ويذهب إلى المدرسة بعد أن تنتهي الحرب.
“معلَّقين بخيط رفيع”
بعد مرور 10 سنوات من الحرب في سوريا وصفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف) في تقرير لها أصدرته في مارس/آذار الماضي، أطفال البلد بأنهم “معلَّقون بخيط رفيع” -في إشارة إلى الهشاشة- وحذرت من أن وضع العديد من الأطفال والعائلات محفوفًا بالمخاطر.
وقالت المنظمة إن حوالي 90% من الأطفال يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية، بزيادة بلغت نسبتها 20% في العام الماضي وحده.
وكانت المديرة التنفيذية لليونيسف، هنرييتا فور أشارت إلى أنه “لا يمكن أن تمر هذه الذكرى كمجرد معلم قاتم آخر يمر مرور الكرام على نظر العالم، بينما يستمر كفاح الأطفال والعائلات في سوريا”.
وأضافت أنه “لا يمكن للاحتياجات الإنسانية أن تنتظر، وينبغي على المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده لإحلال السلام في سوريا وحشد الدعم للأطفال”.
=========================
خمس نصائح لتعزيز العلاقات الأسرية أثناء الدراسة في المنزل والعمل عن بعد
ضيقت قيود الإغلاق الخناق على الكثير من العائلات، التي ترزح تحت ضغوط مادية ونفسية متزايدة.اليكم بعض الخطوات اليومية البسيطة التي ترفع الأيجابية، تخفف من ثقل التحديات وتعزز العلاقات العائلية كما وتسهل مهام الدراسة والعمل عن بعد وتزيد الإنتاجية.
تعيش العائلات تحت ضغوط نفسية ومادية متزايدة في ظل الإغلاقات المتكررة وجائحة كورونا.
وتحولت البيوت الى خلية نحل وورش عمل ومكاتب منزلية، لذا بات إيجاد التوازن أمرا ضروريا للحفاظ على التناغم والهدوء وتوطيد العلاقات الأسرية.
وفيما أثقلت هموم كورونا عبء التربية، يجد الوالدين أنفسهم حائرين أمام تحديات الظروف الصعبة والتعامل مع الجائحة وقلق أبنائهم بشأن اللقاحات ووجهة أمور حياتية عديدة غير واضحة تماما.
وفي حديث له مع أس بي أس عربي24، سلّط الناشط الاجتماعي المختص بالعلاقات الأسرية وتربية الاطفال السيد آميل غريب، وهوصاحب 17 سنة خبره في العمل مع العائلة والمراهقين، الضوء على مهام الأهل المضاعفة ووضع العلاقات الأسرية في هذه الآونة: "هناك من يستغل هذا الوقت باعتباره فرصة لتعزيز العلاقات مع الشريك والأبناء خاصة اننا كنا سابقا نصرف ثماني ساعات من يومنا في العمل بعيدا عن المنزل."
وقدم السيد غريب خمس نصائح، تساعد على التأقلم مع متطلبات الواقع الجديد بشكل أفضل: "الروتين يساعد على الإجتهاد، أما الخروج عنه فيسبب الضياع."
وتكمن أهمية النصائح الخمس ببساطة ممارستها وقدرتها على التخفيف من ثقل القيود وتدابيرالإغلاق ونتائجها الحميجة في تحسين العلاقات والتعامل بشكل أفضل مع ما فرضته كورونا من عمل ودراسة من المنزل وهي تتمثل في:
1 المحافظة على جدول زمني وضبط روتين يومي قدر المستطاع:
- تخصص وقت للدراسة وأوقات أخرى للراحة
- توفير بيئة هادئة للدرس والعمل
توفير بيئة مسلية ومثيرة للإهتمام توجد فيها أدوات ترفيهية ورياضية لكسر الملل
- التحلي بروح النكتة وأجواء الفكاهة وان لا تكون البيئة المنزلية مشحونة
- محيط مرتب مريح للنظر
2 – اعتماد وقت معين ومكان خاص للدراسة في البيت
تخصيص وتحديد مكان محدد للدراسة ان كان غرفة الولد أو صالة الجلوس ولكن يكون هو نفسه
المحافظة على روتين المكان والوقت الذي ينبغي على الولد ان يدرس ويؤدي واجباته المدرسية دون تشتت
الأخذ بعين الأعتبار أوقات الوجبات الغذائية وأوقات الراحة
3 تخصيص الوقت لإرشاد الأولاد في مهامهم الدراسية ضمن جدول الأهل
تضمين وقت معين في جدول الأهل العاملين من المنزل وأيجاد التوازن ما بين المهام العملية والمنزلية والأشراف على حاجة الأولاد التعليمية
تواجد الوالدين وجهوزيتهما للمساعدة
لعب دور المعلم عند الحاجة لشرح المواد التعليمية وإعانة الأولاد على فهم ما المهام المطلوبة منهم
التأكد من أتمام الواجبات المدرسية
4 التنبيه والتأديب في وقته والتدخل فور حدوث خطأ
عدم تأجيل الردود والإرشادات اللازمة لتقويم السلوكيات الخاطئة
التواصل المتواصل مع الأبناء لأن التأجيل قد يسبب غليان في المشاعر لا تحمد عقباه
التعامل مع السلوكيات السلبية في حينه يقي من سوء معاملة الأطفال ويساعد على تفادي الأزمات في العلاقات العائلية.
4 وضع توقعات حقيقية وأهداف واقعية
تهيأة مناخ يوفق ما بين الدراسة والنشاط البدني والراحة
التأكد من ان توقعات الأهل تتماشى مع حالة الأولاد ولا تفوق قدرة الطالب أو الولد على تحقيقها وعلى سبيل المثال فإن 5 أو 6 ساعات من الدرس المتواصل عبر الشاشة متعبة لأي كان ولا يمكن توقعها يوميا.
السماح للأولاد بأخذ قسط من الراحة للهو واللعب وممارسة التمارين الرياضية والخروج الى الفناء الخلفي للإستجمام بالمناظر الطبيعية والترفيه كما هو معتاد ومعمول به في الدوام المدرسي.
5 مراعاة الحالة النفسية للذات والإهتمام بالنفس
الإنتباه الى عوارض التعب والإهتمام بهوايات الأب والأم والترويح عن النفس الأهل المتعبون غير قادرين على دعم وتشجيع أولادهم لذا يتوجب عليهم الإعتناء بأنفسهم و تجديد طاقاتهم من خلال الإستماع للموسيقى، التأمل، قراءة الكتب، المشي في الطبيعة، ممارسة هواية الرسم أو العزف أو الخياطة، الرياضة البدنية وغيرها.
"الإهتمام بالنفس ليس بأنانية إلّا اذا فاق عن حده، أن أشرب قهوتي الصباحية وأنا أتأمل الطبيعة وأستمع لأغاني هذا يعني أني أجهز وأعد نفسي للقيام بمهامي اليومية، كلّ واحد يعرف هوايته وما يريح نفسه."
"حين يهتم المرء بنفسه يصبح قادرا على الإهتمام بالآخرين وخصوصا بأولاده."
44 سنة من العمل المجتمعي: "أنا أول من فتح باب الهجرة للجالية السودانية إلى أستراليا"
وتطرق السيد غريب الى واحد من أبرز الواضيع جدلية، عدا عن إيجاد التوازن ما بين العمل والدراسة من المنزل، ألا وهو الشعور بعدم اليقين إزاء لقاح كوفيد 19 للأولاد دون ال12 من العمر قائلا: "الأطفال هم نقطة ضعف الأهل،على الأطفال تحدثوا لطبيب العائلة وابتعدوا عن الأخبار المتداولة على وسائل التواصل الإجتماعي المخ يركز على الأخبار السلبية، استشيروا طبيب العائلة لأنه يفهم بالأمور الطبية كما نصح باستشارة القيمين في المدارس للحصول على أرشاد من ذوي الأختصاص."
هذا وقد يعارض المراهقون آراء والديهم في كثير من الأمور الحياتية في هذه المرحلة العمرية الحساسة: " التربية السليمة تتطلب الحنكة والحكمة والصبر في التعامل."
وأضاف السيد غريب: "التعامل مع المراهقين الآن أصعب من الأوقات العادي، فالمراهق يهوى المجازفة ويخاطر في كسر قيود الإغلاق، عقله لا يزال يحتاج للمراعاة لذا من الضروري الإصغاء جيدا."
"الإصغاء أساسي لتفهم وتقييم المشاعر، كما أنه من الضروري قبول المراهق الذي غالبا ما يتساءل عن محبة الوالدين له ، فحتى لو أدرك الأهل حبهم لأولادهم فليعملوا ما بوسعهم ليدرك أولادهم ويعرفوا جيدا أنهم محبوبون؟"

JoomShaper