"ما سمعتش الصوت، بس شفت الدخان"، تقول طفلة حوصرت في مستشفى الشفاء في غزة، وصرخت طفلة أخرى "أمي انقصفت، والله أمي انقصفت"، وتعلن صحفية فلسطينية توثق لحظات نزوحها قائلة "لن نسامح"، فيما تبكي إعلامية فلسطينية أخرى تدمير منزلها إثر قصفه من طائرات الاحتلال قائلة "سنين ونحن نجمع ثمنه".
شهادات مؤلمة ترويها نساء غزة من مختلف الأجيال؛ الجدات والأمهات والحفيدات، وحتى الأجنة في أرحام أمهاتهم طالهم وجع العدوان الإسرائيلي على غزة حين وضعت الحرب حوامل غزة بين خيارين: الولادة المبكرة أو الإجهاض.
طفلة تروي حصارها في مستشفى الشفاء
تروي طفلة فلسطينية ما عايشته من لحظات مرعبة في مستشفى الشفاء بعد قصفه لأكثر من مرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، فتحدثت وهي مصابة عن انتقالها هي وعائلتها إلى مبنى آخر في المستشفى، وعن هروبهم من وراء الأسوار خوفا من الاستهداف المباشر من قوات الاحتلال.
كما استذكرت لحظة استهداف المبنى الذي كانت فيه بعد أن استيقظت من نومها، قائلة: "ما سمعتش الصوت، بس شفت الدخان" (لم أسمع الصوت، رأيت الدخان).
جوليا تبحث عن والديها الشهيدين
نشر المصور الفلسطيني إسماعيل جود، فيديو على حسابه بمنصة إنستغرام وهو يتحدث مع طفلة أحد زملائه، وكتب في النص المرفق مع الفيديو "جوليا ابنة صديقي، كيف سأخبرها أن أمها وأباها استشهدا".
ويُظهر الفيديو الطفلة وهي تقول "أمي انقصفت، والله أمي انقصفت"، كما يظهر الصحفي إسماعيل وهو يحاول طمأنتها والتخفيف من صدمتها.
ويقول إسماعيل على حسابه: "ابنة صديقي اسمها "جوليا" اليوم، هدم الاحتلال منزلهم وماتت جميع أفراد العائلة بمن فيهم والدتها ووالدها.. كيف أخبر جوليا أنها فقدت والديها؟ لا أعرف. ماذا فعلت هذه الطفلة لتعيش بدون أم وأب؟! هذا لا يصدق".
وتابع: "أنا حزين جدا لهذه الطفلة، سأعتني بها وأضعها مع عائلتي". واعتبر ناشطون أن حالة الطفلة جوليا شاهدة حية على جرائم الاحتلال عقب فقدانها لوالديها نتيجة القصف الإسرائيلي على غزة، فضلا عن الجروح والندوب المنتشرة في جسدها نتيجة الغارة الجوية للاحتلال التي استهدفت منزلهم.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي في العالم العربي تفاعلاً واسعا مع قصة الطفلة الفلسطينية "جوليا". فقال الكاتب شادي منصور: "جوليا يا نغمة حزن ونسمة أمل، أهلك بالسماء عيونهم عليكِ، ما تزعلي يا صغيرة، كل الناس أهلك".
جوليا يتيمة كوالدها
وقالت وسائل إعلام فلسطينية: "إن الطفلة جوليا هي ابنة الشهيد مصعب أكرم نصار الذي قتل الاحتلال والده وهو في السادسة من عمره، وارتقى برفقة زوجته وإخوته، كما استشهد جده قبل أيام، واليوم جوليا ستعيش يتيمة كما والدها".
صحفية فلسطينية: لن ننسى ولن نسامح
ووثقت الصحفية الفلسطينية هند خضري، مشاهد لنزوح المدنيين من شمال غزة، وما تصحبه هذه اللحظات من أوجاع وقهر ومعاناة بسبب هجر الديار والانتقال بمجموعة من الأغراض المهمة فقط.
وفي المشهد المرئي الذي نشرته الصحفية عبر حسابها على إنستغرام السبت، وثقت بعض لحظات النزوح انطلاقا من مستشفيات ومدارس الإيواء التي نزحوا لها سابقا، إلى رحلة نزوح جديدة ستكون أطول إلى جنوب غزة أو المناطق التي يقول الاحتلال الإسرائيلي إنها آمنة.
كما تظهر اللقطات المصورة حالة الهلع وحجم المعاناة والقهر البادي على الأشخاص أثناء رحلة النزوح، وما يتحملوه من ظلم وقهر في سبيل سعيهم للحفاظ على حياتهم في القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
وعلقت خضري على المشهد بالقول: "وجدنا أنفسنا وسط القصف الإسرائيلي المتواصل، وتهديدات القناصة بالرحيل والتي حاصرتنا طوال الفترة".
وأضافت: "تركنا قلوبنا في غزة، وأولئك الذين ما زالوا في المدينة محاصرون ويطلبون سيارات الإسعاف بشكل عاجل، ويطلبون الإخلاء لبعض الجرحى الذين لا يستطيع أحد الوصول إليهم. أصبح الإذلال والتجريد من الإنسانية رفاقنا، إذ لم نتخل عن منازلنا فحسب، بل عن ذكرياتنا وأحلامنا أيضا، لقد كانت تلك اللحظات هي الأكثر تحديا في حياتي على الإطلاق".
واختتمت تعليقها بعبارة "لن ننسى، ولن نسامح".
إعلامية فلسطينية: صاروخ واحد دمر كل شيء.. لكن الحمد لله
كما نشرت الإعلامية الفلسطينية براءة الغلاييني، مقطعا مصورا عبر حسابها على إنستغرام وهي تبكي بعد تلقيها رسالة تخبرها بتدمير بنائهم السكني نتيجة قصف الاحتلال الإسرائيلي.
وفي المشهد المرئي تقول الغلاييني: "سنوات ونحن نجمع ثمن بيتنا، وصاروخ واحد دمر كل شيء، لكن الحمد لله".
وأضافت باكية: "نحن تركنا منزلنا منذ قرابة الشهر، ونمت في فراشي لآخر مرة منذ شهر، وآخر مرة دخلت بيتي قبل شهر".
وعلقت براءة الغلاييني: "ما قدرت أكمل الفيديو، شو أحكي لأحكي، بيتنا واحد من 22 ألف وحدة سكنية تم تدميرها بالكامل في قطاع غزة".
الحاجة أنعام.. التهجير مرتان
عاشت مسنة فلسطينية مرارة النزوح مرتين؛ بعد أن اضطرت لترك منزلها برفقة ذويها، والنزوح من شمال غزة إلى جنوبها مع تصاعد العدوان الإسرائيلي والاستهدافات التي طالت المدنيين في القطاع.
ووثق الصحفي بلال خالد، في مقطع فيديو نشره عبر حسابه على منصة إنستغرام، نزوح المسنة التي تُدعى الحاجة أنعام رفقة ذويها عبر شارع صلاح هربا من قصف طائرات الاحتلال.
وقال نجل الحاجة أنعام إن والدته تبلغ من العمر أكثر من 90 عاماً، وشهدت خلال هذه الأعوام التهجير قسرا مرتين، الأولى في شبابها بعد نكبة عام 1948، والثانية الآن بعد 75 سنة.
جدة فلسطينية.. تحمل أصغر نازحة في غزة
كما تداول رواد مواقع التواصل مقطع فيديو لجدة فلسطينية تحمل حفيدتها بعمر 6 ساعات أثناء نزوحها إلى جنوب غزة، وذلك بعد تعرض مستشفى الشفاء لقصف صاروخي.
أم مكلومة: تركت ابنتي هنا وسأعود لأراها
امرأة فلسطينية أخرى، وهي جدة أيضا، تقول وهي في طريقها من غزة إلى الشمال: "سأعود لبيتي في غزة، ولو كان مهدما"، وتضيف بحزن: "تركت ابنتي هنا، استودعتها الله، إن شاء الله أعود لأراها".