أطفال غزة هم الشريحة الأكبر عددا في القطاع لكنهم بطبيعة الحال هم الأضعف ومن أجل هذا دفعوا وما يزالون ثمناً مضاعفا للعدوان الهمجي الذي تشنه إسرائيل منذ أكثر من سبعين يوما بكل أنواع الأسلحة الفتاكة.

ويعاني الأطفال أكثر من تداعيات وقف إمدادات الكهرباء والدواء والغذاء والمياه إضافة إلى الصدمات النفسية التي يتعرضون لها لتشكل بالنسبة لهم كارثة مركبة ومعقدة، وهناك آلاف الأطفال فقدوا عائلاتهم يهيمون على وجوههم بلا ملجأ أو رعاية من أحد، وهناك أيضا أطفال مرضى لا يجدون علاجا ولا دواء.

وفي مراكز الإيواء المكتظة يعاني الأطفال أشكالا متعددة من كوابيس الليل؛ قساوة البرد القارس حيث لا فراش ولا غطاء وكثير منهم بات والجوع يقرص بطنه، والرعب مع ضربات القصف الإسرائيلي، ليشرق يوم جديد يتكرر فيه المشهد لأطفال يساعدون أسرهم في جمع ما يتمكنون من أوراق الشجر والحطب لإشعال نار لإعداد خبز كي يسدوا به رمق جوعهم.

حمود ابن الأربعة عشرة عاما نزح عن منزله منذ أكثر من شهرين على إثر قصف بناية مجاورة، وهناك شاهد بأم عينيه أشلاء الشهداء والجرحى والدمار لتعيش في ذاكرته ليل نهار. ومثله (فادي) ابن الثانية عشرة حيث يأوي مع أسرته في خيمة من النايلون المقوى في مشفى شهداء الأقصى حيث يشهد يوميا سيارات الإسعاف التي تحمل الشهداء والجرحى.

مع كل لحظة تمر مع العدوان والقصف والدمار، يدفع أطفال قطاع غزة ثمنا باهظا لها من حياتهم.

أكثر من 7000 شهيد كلهم أطفال ولا أحد يدري حتى اليوم كم طفلا قضى تحت الأنقاض، أما الناجون فقد أصيب عدد كبير منهم بعاهات دائمة، وهناك آخرون يقدرون بمئات الآلاف مشردون مع عائلاتهم في الخلاء والبراري لا يجدون مأوى يلجأون اليه اتقاء برد الشتاء القارس على الأقل.

وقدرت مؤسسات دولية وفلسطينية عدد الأطفال النازحين بأكثر من مليون طفل.

وكانت وكالة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" وصفت في بيانات سابقة قطاع غزة بأنه "أخطر مكان في العالم على الأطفال. غزة أصبحت مقبرة لآلاف الأطفال"، مؤكدة أن نحو مليون طفل أجبروا على النزوح قسرا من منازلهم.

وأضافت، "إن أكثر من مليون طفل في غزة يعانون أيضا من أزمة مياه حيث لا يتجاوز إنتاج المياه في غزة 5 بالمائة فقط من إنتاجها اليومي المعتاد. وتشكل وفيات الأطفال وخاصة الرضع بسبب الجفاف تهديداً متزايداً".

وقدرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن 85 بالمائة من سكان القطاع نزحوا عن بيوتهم، وإن مليونا وأربعمائة ألف منهم موجودون في مراكز الإيواء في ظروف صعبة وكارثية.-(بترا)

JoomShaper