عبدالكريم بكار
الثورة السورية المجيدة هي أعظم الثورات العربية من غير منازع، وتنبع عظَمَتُها من نُبل الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، ومن ثِقل الأعباء التي تَصدَّت لحملها وأيضاَ من حجم التغيير الإيجابي الذي أحدثته في نفوس السوريين، لكن إلى جانب هذا فإن تكاليفها باهظة على مستوى الخسائر البشرية وعلى مستوى الخسائر الاقتصادية ...
ثورة بهذا الحجم لم تقُم من أجل إسقاط نظام فقط ، وإنما قامت أيضاً من أجل إحلال نظام بديل يعكس القيم التي يؤمن بها الشعب، ويحفظ كرامته، وينهض به، وهذا يتطلب من كل المؤثرين في الثورة أن يُظهروا من البراعة الإدارية مثل ما أظهروه من البطولة والتضحية والإيثار في مقارعة النظام المجرم،وأعتقد أن على السوريين جميعاً في هذه الأيام العصيبة  ألا يتحدثوا إلا عن شيء واحد،هو إسقاط النظام،لا شك أن علينا أن نضع الخطوط العريضة لملامح المرحلة القادمة، وأن نعد ملفات إعادة الاعمار لكن الذي أود أن أؤكد عليه هو أن كل شيء في هذه المرحلة يجب أن يظل تحت سقف الوطن، فهذه ثورة يصنعها شرفاء السوريين من أجل جميع السوريين،وأعتقد أن على رعاة الثورة وداعميها أن يصونوها من أمرين أساسيين . الأول : هو الانزلاق إلى الطائفية والعرقية والمناطقية، فهذا خطير جداً على احتفاظ الثورة بوجهتها .

الثاني : صون العمل العسكري من التَّسيس والأدلجة،حيث إن هناك من يسعى إلى تكوين ذراع عسكرية يستثمرها سياسياً في المستقبل،وهذا خطر جداً، ويمكن أن يؤدي إلى إيجاد مليشيات متناحرة .

الشعارات الحادة، كتلك التي تنادي بإقامة الخلافة الإسلامية،وتلك التي تفيد بأن السلاح يحمي الأفكار هذه الشعارات تؤخر في إنجاز الثورة، وتجعل الداعمين العالميين والإقليميين يحجمون عن المساندة التي نحتاج إليها .

الثورة السورية منصورة بحول الله،ونصرها قريب، ولكن علينا أن ندير الصراع برشد وحنكة، والله ولي المتقين .


JoomShaper