تعددت الفتاوى ممن لاهم لهم إلا الحط من قدر وقيمة المرأة العربية المسلمة من كل الوجوه فمن تعدد الزوجات الى المسيار الى المتعة الى...
والسؤال هل هناك فائض فى الفحولة العربية أستدعى مثل تلك الفتاوى إن من يشاهد الفضائيات الرخيصة التى تنشر اعلانات الفحولة توحى بغير ذلك !!
والفتاوى مدفوعة الأجرلبعض مما يوصفون بالدعاة وهم أخطر على الدين من أعدائه قد خلق هوساً يجتاح مناطق عديدة في العالم العربي اسمه “الزواج من لاجئة سورية”، وأن هذا الهوس، مع الأسف الشديد، يتخذ ستاراً من الدعاوى الدينية والقومية والإنسانية النبيلة.
يقول داعية إسلامي على موقعه على الإنترنت: “انصروا إخوانكم السوريين وتزوجوا السوريات اللاجئات نصرة للقضية السورية”، ويخطب خطباء مساجد في الجزائر داعين إلى “زواج السترة” من السوريات.
لقد دفع الأمر صاحب صفحة “سوريات مع الثورة” على “فيسبوك” إلى نشر إعلان يقول “لا نقبل طلبات زواج من لاجئات… رجاء لا ترسلوا مثل هذه الرسائل”.

باتت المسألة مهينة وموجعة جداً للسوريين وغيرهم من العرب الغيورين، إلى حد أن صفحة على موقع “فيسبوك” صدرت بعنوان “لاجئات لا سبايا”… تريد الصفحة أن تقول إنه “يمكنك أن تساعد اللاجئات وعائلاتهن بطريقة غير الزواج منهن”.

في مارس من عام 1992، أعلنت البوسنة والهرسك رسمياً استقلالها عن يوغسلافيا، وهو الأمر الذي فتح أبواب جهنم على شعبها، الذي تعرض لما وُصف آنذاك بـ”حرب إبادة وتطهير عرقي”، من قبل الآلة العسكرية الصربية؛ حيث تم اغتصاب نحو 60 ألف سيدة وفتاة وطفلة بوسنية وفق بعض التقديرات.

والحق يقال، فقد هبت الولايات المتحدة وحلف “الناتو” والاتحاد الأوروبي للعمل عسكرياً أو سياسياً لإيقاف آلة الحرب الصربية، كما هب العالم الإسلامي، وفي القلب منه الدول العربية، إلى أعمال إغاثية وأنشطة نصرة عديدة، من بينها إقامة المستشفيات وإرسال التبرعات والحشد السياسي والإعلامي واستضافة اللاجئين واللاجئات البوسنيين.

ومن ضمن “الأنشطة الإغاثية” التي شاعت في العالم العربي آنذاك كان هناك نشاط فريد من نوعه؛ تمثل بعروض زواج كثيرة تقدم بها رجال عرب مسلمون “غيورون على الدين” إلى عدد من اللاجئات البوسنيات، اللائي يتمتعن، إلى جانب أنهن مسلمات ومضطهدات ومشردات، بوجوه فتيات أوروبا النضرة وأجسادهن الفارعة المشربة بالحمرة.

وتكثفت حالة الإقبال على محاولة الزواج من إحدى اللاجئات البوسنيات، باعتبارها نوعاً من أنواع نصرة هؤلاء المسلمات، حتى قيل إن مئات منهن فوضن الشيخ ابن باز لتزويجهن من أي من الشباب العرب المتدينين، كما راح رجال أعمال عديدون يطرقون أبواب السفارات ومراكز الإغاثة ودور الإفتاء، سائلين عن فرصة لـ”عمل الخير” عبر الزواج من إحدى “المشردات” البوسنيات.

كان الأمر مثيراً للإعجاب من جهة؛ إذ كشف عن شعور ديني عارم تجاه الأخوات في الإسلام واستعداد للفعل الإيجابي المحمود، كما كان مثيراً للتساؤل من جهة أخرى؛ إذ كانت الأخوات المسلمات يتعرضن للاغتصاب والتشريد أيضاً في الصومال وفي كشمير وفي الأحياء العشوائية وبيوت الأثرياء في غير مدينة عربية، لكن أحداً لم يقدم أبداً على عرض الزواج منهن!!!

يبدو أن الشارع العربي لا يحشد قواه لمواجهة الظلم الواقع على العرب والمسلمين لوجه الله دائماً؛ إذ تظهر المصالح والأغراض الزائلة عامل تأثير مهماً في مقاربة الكثير من النوازل التي تلم بالمسلمين.

والآن يقول بعض المدعين والمتنطعين إنهم يريدون “ستر” اللاجئات السوريات، أو “إنقاذهن” من مهانة النزوح وعواقب التشرد، فيرسلون الرسائل، ويدبجون الطلبات، أو يسافرون بالطائرات، للحصول على “حورية سورية”، على طريقة “حج وتجارة سبح”، ويتناسون في الوقت نفسه أن هناك مئات الآلاف من النسوة المسلمات المشردات في الصومال وأفغانستان وباكستان والسودان والأحياء العشوائية الفقيرة التي تقع على بعد كيلومترات معدودة من بيوتهم.

كفى تنطعاً وادعاءً، وانصروا السوريين بطريقة أخرى غير “سبي” بناتهم.


إن هذه المسألة المثارة وغيرها من المسائل المشابهة لها يراد منها اشغال المسلمين فيما لا طائل من ورائه، ويحق لكل عاقل ان يسأل هل انتهى المسلمون اليوم من بحث المسائل الكبرى واتفقوا عليها بحيث لم يتبق سوى هذه المسألة؟

JoomShaper