عبد العظيم عرنوس
غزة لها بواكي .. سوريا لا بواكي لها .. غزة زارها وزراء خارجية ومسؤولون كبار من أول يوم قصفت .. سوريا لم يزرها مسؤول واحد .. الشهداء في غزة في 8 أيام أقل من مجزرة واحدة في سوريا..
غزة أطفالك ونساؤك تألم لهم شعب سوريا الحر رغم آلامهم.. غزة أنت في قلوبنا ؛
لكن ألا يستحق شعب سوريا كذلك من المسؤولين الذين زاروا غزة أن يزرورها .. إذا كان أوغلو وزوجته ذرفت دموعهم على شهداء غزة ومأساة غزة ودمار غزة وأرامل غزو ويتامى غزة .. ألا يستحق شهداء سوريا وثكالى سوريا وأطفال سوريا وأرامل سوريا ودمار سوريا الذي لا يقارن بدمار غزة أن تذرف عليهم الدموع .. غزة أوقفوا فيها القتل بعد ثمانية أيام فقط ، وهذا ما أثلج قلوبنا ، وأفرح نفوسنا .. وسوريا منذ عشرين شهرا تستباح وتدمر ويذبح أهلها بصورة أبشع من ذبح النعاج .. ألم يقل الرسول الكريم فيما رواه مسلم في صحيحه عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى
أين أمة الجسد والقلب الواحد والألم الواحد ؟؟!!
ألا يستحق جسد سوريا المستباح الذي لم يبق فيه موضع إلا وفيه ضربة بقذيفة أو رمية بصاروخ أو تدمير ببراميل متفجرة ..
ألا تستحق حمص المحاصرة منذ عدة أشهر أن النجدة والشهامة والمروءة أن يهبوا هبة رجل واحد لفك الحصار عن نسائها وشيوخها وأطفالها .. هل تستحق الأمة وهي بهذه الصفة أن يقدسها الله وقد قال النبي فيما رواه أبو يعلى والبيهقي عن بريدة :كيف يقدس الله أمة لا يأخذ ضعيفها حقه من قويها وهو غير متعتع . صححه الألباني والسيوطي
متعتع : بفتح التاء ، أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه
أم أن سوريا لا بواكي لها ؟؟!!
أم أن سوريا لا بواكي لها ؟؟!!
- التفاصيل