لها أون لاين
كشفت معركة عودة الهوية الإسلامية بالوطن العربي كيف يتمتع أصحاب الباطل بالصبر والجلد، في ترويج إرجافهم من خلال وسائل الإعلام التي أدركوا أهميتها مبكرا، فيما ترددنا نحن في توظيفها لزمن طويل، وحين دخل الإسلاميون المجال الإعلامي دخلوه على استحياء!
وكلما انتصرت ثورة الربيع العربي في بلد لاحقتها وسائل الإعلام المرجفة؛ لتكدر على المسلمين فرحتهم، وتتوعدهم بمستقبل مظلم في ظل صعود الإسلاميين الذين أتت بهم إرادة الشعوب، وهذه الشعوب التي ازداد شوقها للعودة إلى صحيح الدين، وإرجاع القيم الحضارية للأمة.
ولا يمل هؤلاء من نصب الفخاخ والشراك التي يحالون بها تهييج الرأي العام العربي ضد التغيير القادم، ومن بين هذه الدعاوى الصارخة أن سورية سوف تتشرذم وتتفكك بعد سقوط النظام النصيري (العلوي)، الذي يسوم المسلمين السوريين أقسى أنواع العذاب، ويحذرون من ضياع البلاد إذا سقط هذا النظام، وهي محاولات بائسة لإخافة المسلمين في سورية.
وعلى الرغم من هذه الأراجيف التي لا تتوقف، فإن يقين المسلمين داخل سورية وخارجها بانطلاق بلاد الشام نحو المستقبل الرحب لا يبدده تردد أو خوف، وقد نظَّمت لجنة القدس باتحاد الأطباء العرب وبعض القوى الإسلامية بعد صلاة الجمعة بالقاهرة مؤتمرًا شعبيًّا لنصرة الشعب السوري، أكد فيه الموقنون بنصر الله أن سورية منتصرة بإذن الله على الطاغية بشار الأسد مهما بلغ في طغيانه وجبروته؛ لأنه من سنة الله أن ينتصر الحق على الباطل والخير على الشر؛ حيث إن الله تعالى نصر أنبياءه وجنوده على أعدائهم على مرِّ الزمان رغم قلة عددهم وعتادهم.
كما أن علامات النصر تلوح في إشارات كثيرة، ويجب علينا أن نؤمن بأن سوريا ستنتصر عن قريب، ويجب أن نعد العدةَ للاحتفال بنصر إخواننا الثوار في سوريا، بما يُمّكن محبي سورية الذين يوقنون بنصر الله من الصلاة في المسجد الأموي قريبا.
إن الدعوات المتفائلة للاحتفال بتحرير سورية هي ما يجب أن تكون عليه الروح المسلمة المؤملة في نصر الله تعالى، التي لا يتسرب لها اليأس مما تبثه الشاشات، التي ارتبطت بالأنظمة المستبدة وتستميت في الدفاع عنها.
إننا أمة موعودة بنصر الله تعالى، ويجب أن يطمئن كل مسلم إلى هذه الحقيقية البديهية التي نص عليها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الشريف: قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لا يَبْقَى عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ بَيْتُ مَدَرٍ وَلا وَبَرٍ إِلا أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ الإِسْلامَ، إِمَّا بِعِزِّ عَزِيزٍ، وَإِمَّا بِذُلِّ ذَلِيلٍ، عزًّا يعزُّ اللهُ به الإسلامَ، وذلًّا يذِلُّ اللهُ به الكفرَ" رواه الإمام أحمد والطبراني والحاكم وصححه الهيثمي، والألباني.
علينا ألا نيأس، وألا نفقد الثقة في نصر الله، فاليأس ليس من أخلاق المسلمين، فرغم طغيان مظاهر الفساد إلا أن صولة الحق قادمة لا محالة، ولا يليق بمن عاشوا كثيرا ينشدونها أن يتخلفوا عنها، أو أن يسلموا عقولهم للمرجفين الذين يشككون دوما في كل نصر أحرزته وتحرزه الثورات العربية كل يوم على أرض الواقع.
سنصلي في الجامع الأموي قريبًا!
- التفاصيل