نتحدث عن بشرٍ يجوعون و يمرضون و يشعرون بالبرد و يخافون و يتعبون و ينامون و لهم أطفالٌ لابد من تعليمهم و طبابتهم و توفير الغذاء لهم .
نتحدث عن نساء رَبَّاتِ أُسَرٍ لم يعرفن سوى الحياة المنزلية ، و ليس بمقدورهن احتمال التشرد و الفقر و الإذلال .
نتحدث عن رجالٍ لم يكونوا يوماً إلا موظفين ينتظرون راتبهم الضئيل آخر كل شهر ليوفروا شبه حياةٍ بشرية لعوائلهم .
نتحدث عن أطفال حُرموا التعليمَ ، و سيكون تعويض جيلهم بحاجة لثلاثة أجيال حتى تكون سورية دولة متحضرة .
نتحدث عن شباب حُرموا الدراسة الجامعية ، و سيُضافون للمتسكعين في شوارع سورية و العالم كموظفين و عمال زهيديِّ الأجر .
نتحدث عن فلاحين و عمال و تجار صغار فقدوا موارد رزقهم و لا يعرفون شيئاً يفعلونه سوى ما اعتادوا عليه .
نتحدث عن مدنٍ و بلداتٍ و قرى هُدمت منازلها و مبانيها و لا يعرف أصحابها ماذا يفعلون الآن و في المستقبل .
نتحدث عن السوريين الذين صاروا لاجئين مشردين خارج و داخل سورية .

نتحدث عن صورة الإنسان السوري التي رسمتها الثورة الـمُباركة بأحرفٍ من نور و لكنها بدأت في التآكل في ظل صرخات القتل و الانتقام و كأنَّهما هدفُ الثورة ، و ليس الهدفُ بناءَ دولةٍ مدنية حرة تعددية فيها حريات و كرامة و عدالة .

نحن نتحدث عن الإنسان السوري العظيم الذي يستحق أن تنتهي معاناته و يبدأ في بناء وطنه . و لا نتحدث عن قتلٍ و إقصاءٍ و انتقام .

إنَّ الـمُنادينَ باستخدام نفس السياسات الطائفية و القمعية و الإجرامية للنظام ليسوا خيراً منه بل هم أشدُّ سوءاً .

نَصَرَ الله الثورة الـمُباركة على النظام الخنزيري ، و حقق للسوريين بناءَ دولتهم الـمدنية التعددية العادلة القائمة على الحريات و كرامة الإنسان المواطن ، و جعل سورية أعظم بلاد الدنيا تحضُّراً و مكانةً و تأثيراً … والله مولى السوريين و لا مولى لمن عاداهم و أراد بهم و ببلادهم شراً .

JoomShaper