جواهر سوريا
أم تبكي ابنها الشهيد, أو أم رأت أطفالها يذبحون أمامها, هذا سيد الادوار قاطبة, هذا دور إطلاقي لا قبله تضحية ولا بعده تضحية, هذا الدور لا طاقة لنا على إنزاله إلى مبحث التاريخ, وإلا نكون نتحدث عن موضوعية فاسدة في البحث, وهذا الدور هو الطاقة الأكثر أصالة وقداسة, غالبا هي امرأة محجبة.
النساء اللواتي خرجن في التظاهرات من الجوامع والنساء المحجبات لديهن الرصيد الاكبر, لأنهن في موقع ظلم مركب, وهذا ما سنتعرض له في هذه المقالة, ولتعذرنا صديقاتنا ورفيقاتنا الناشطات المعروفات, لأنني لن اتطرق لدورهن في هذه المقالة التي اعدها تكثيفا لدراسة مطولة وموثقة لهذا اتمنى ممن لديه مساهمات ملعوماتية أو غير معلوماتية أن يزودني بها.
الناشطة سهيراتاسي, الناشطة رزان زيتونة, لويز عبد الكريم, المدونة الحقوقية رزان غزواي, الشاعرة والناشطة خولة دنيا, السيناريست  ريما فليحان والفنانة مي سكاف والفنانة سلافة عويشق والكاتبة نوال السباعي, والصحافية عروبة بركات, والناشطة رشا الاحدب, والمغنية أصالة نصري, والاكاديمية بسمة قضماني, تلك التي اقامت مشفى ميدانيا لمعالجة الجرحى وتحملت كل صنوف التعب وهي تتنقل من مكان الى اخر علها تنقذ جريح واخرى عملت على اقامة مدرسة تضم مئات الاطفال من اللاجئين من مناطق مختلفة في سوريا واخرى تعمل في مجال الاغاثة والثانية تعمل في مجال توزيع المعونات ووووالقائمة تطول, وتطول, واللواتي اثبتن إنسانية المعادلة الابدية في قضية المرأة والرجل والتي يجب ان تكون الاساس لسورية المستقبل في هذا الحقل الاشكالي بالنسبة  الى مجتمعاتنا, وانتزعن ادوارهن في الثورة بافعالهن, لكن بعض الرجال في الثورة عرضهن لضغوطات ذكورية في احيان قليلة, تحسسا من دور المرأة ومنهم من وجد فيها منافسا لموقعه ورمزيته, إضافة إلى أزلام العصابة الحاكمة الذين تناولوا رموزنا النسائية هذه بقلة ضمير وقلة أخلاق لم يصل لها أي كائن انساني بعد.

نساء حوران اللواتي بدأن أول المشاركة بالتظاهرات مع الرجل في الثورة, وتبعهن نساء بانياس اللواتي تعرضن للقتل في بدايات الثورة, وقدمن أولى الشهيدات, وكرت السبحة. في تقرير لشيماء البوطي- ولا اعرف إن كان الاسم حقيقيا أم لا لأن شيماء كانت تتخفى خلف نظارات سوداء وحجابها- اعدته لقناة “الجزيرة” المرأة تخيط الاعلام واللافتات وتخططها أيضا, ونساء يقدمن المال من مصروفهن الخاص لدعم الحراك الثوري إضافة إلى نشاطهن المعلوماتي الكثيف, ودعمهن لصورة الثورة ورمزياتها الأخلاقية والسياسية والمدنية, ويغنين” يا مال الشام يالله يا مالي سقط النظام وياحرة تعالي” , ويساهمن بصياغة الشعارات والهتافات- رغم الاعتداء على الاعراض وقتل الزوج والأخ والابن والاب- وفي ظل المشاركة الخجولة للرجل الدمشقي, قبل الاضراب العام في اسواق دمشق, إضافة إلى تقرير أعده الناشط الاعلامي الشاب محمد دغمش لقناة “العربية”, والذي تناول فيه أيضا جوانب أخرى من نشاط المرأة السورية, وما كتب أيضا الكثير عن دور هذه المرأة الرائعة, فهي سواء كانت محجبة أو بدون حجاب فقد كانت مشاركتها أكثر من قوية وأكثر من متوقعة, ولولا هذا الحاضن الرائع للثورة لكانت النتائج مختلفة.

حرائرنا ليس فقط نبض ثورتنا بل هن ثورتنا …..

ظلال صبحي …سوريا المستقبل

JoomShaper