الجزيرة
قالت منظمة دولية معنية بالدفاع عن حقوق الأطفال في تقرير جديد إن الأطفال هم ضحايا الصراع السوري المنسيون، حتى أن أول كلمات تنبس بها شفة طفل تلك المستمدة من الحرب.
فعندما نطقت شام -الطفلة السورية التي وُلدت من رحم المعاناة في خضم الحرب- مؤخرا بأول كلمة على الإطلاق جسَّدت تلك الكلمة حجم الدمار الهائل الذي لحق ببلدها.
كانت الكلمة التي تفوهت بها تلك الطفلة الغِرة لأول مرة هي "انفجار". ففي مقابلة أجرتها معها منظمة "أنقذوا الأطفال" المعنية بالدفاع عن حقوق الأطفال، قالت والدة الطفلة "لهذا السبب هجرنا منازلنا، وفررنا بجلدنا".
وأضافت "أول كلمة نطقتها ابنتي هي 'انفجار‘. إنها مأساة. ولطالما أحسسنا بأننا على وشك أن نموت".
وطبقا لتقريرين نشرتهما هذا الأسبوع منظمتا الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (يونيسف) و"أنقذوا الأطفال"، فإن الطفلة -التي عمد معدو التقريرين إلى تغيير اسمها الحقيقي إلى شام- ليست سوى واحدة من قرابة مليوني طفل أصبحوا "ضحايا منسيين" لحرب أهلية شعواء.
تقول صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إنه رغم صعوبة الحصول على إحصائيات دقيقة من مناطق الحروب، فإن التقريرين الدوليين يرسمان توجها بطيئا لسوريا نحو أزمات في التعليم والصحة وتفاقم لأعمال العنف تضرر منه الأطفال منذ اندلاع الصراع قبل عامين.
تُعلق كارولين ميلس -الرئيسة التنفيذية لمنظمة "أنقذوا الأطفال"- بالقول "الناس يدركون أن هذا وضع طارئ، لكنهم قد لا يعرفون عدد الأطفال المتأثرين به, إنها حقاً حالة طفولة طارئة".
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، لقي 3700 طفل حتفهم في الصراع، وأصبح نصف مليون منهم في عداد اللاجئين. وقال ثلاثة أرباع الأطفال -الذين استنطقتهم دراسة تركية حديثة، وأوردت منظمة "أنقذوا الأطفال" أمثلة لتلك التصريحات- إنهم فقدوا أحد أحبائهم بسبب القتال الدائر في وطنهم.
وقبل نشوب الحرب، بلغت نسبة الأطفال الملتحقين بالمدارس الابتدائية في سوريا نحو 90% من إجمالي تعداد أطفال سوريا، وهي من أعلى المعدلات في منطقة الشرق الأوسط. لكن في العامين السابقين، اضطُّر حوالي مائتي ألف منهم إلى ترك الدراسة.
لم يكن النظام التعليمي وحده الذي شمله الخراب، فالرعاية الصحية كذلك أصابها ما أصابها من دمار. فقد تعرض أكثر من نصف مستشفيات سوريا للأضرار إبان القتال، وأن ثلث تلك المستشفيات باتت خارج الخدمة تماما.

JoomShaper