كارولين هينكينبيرنز
مترجم من اللغة الألمانية عن صحيفة "Tagesspiegel"
ترجمه من الألمانية: إسماعيل خليفة
حسب بيانات "منظمة الأمم المتحدة للطفولة" (اليونيسيف UNICEF)، فإن نصف اللاجئين السوريين - البالغ عددهم قرابة مليون لاجئ - هم من الأطفال دون سن البلوغ، وهو ما يمثل جيلاً كاملاً لا يزال مستقبلُهم مجهولاً.
وحسب تقديرات "اليونيسيف"، فإن 2.2 مليون طفل وشاب يعانون بشكل مباشر من الآثار السلبية للحرب، سواء أكانوا داخل سوريا، أو لاجئين خارجها، وتقول "يوكا برانت" - نائب المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسيف -: "إن سوريا باتتْ كارثة إنسانية للأطفال"، فالعواقب النفسية الوخيمة للحروب هي أمر بالغ الخطورة بالنسبة للأطفال الصغار؛ فالحرب تجعلهم شهود عيان على العنف، ودائمًا ما تخلِّف في نفوسهم تجارِبَ صادمةً.
كما أن مدرسةً من كل خمس مدارس سورية قد تم تدميرُها، ولا يتمكن مئات الآلاف من التلاميذ في الوقت الحالي من الذهاب إلى مدارسهم، وهو ما يهدِّد مستقبلهم - حسب تصريحات يوكا براندت الجمعة في برلين - حيث ترى أن التعليم هو أمر أساسي جدًّا لحياة كريمة.
ويقول "كريستيان شنايدر" - المدير التنفيذي لليونيسيف بألمانيا -: إن قرابة الـ 15 طفلاً يُولَدون يوميًّا في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن.
هؤلاء الأطفال أصبحوا لاجئين قبل حتى أن يخطوا خطوة واحدة على الأرض، فَهُم يفتحون أعينهم أول ما يفتحون ليروا النور ليجدوا أنفسهم في مدينة مؤقَّتة من الخيام في الصحراء، تقدِّم لقرابة مائة ألف إنسان نوعًا من أنواع الوطن المؤقت.
وتحاول منظمة اليونيسيف تزويدَ الأمهات السوريات في المخيَّم بأطقم حاجيات الرضع (Baby-Kit)، يتوفر من خلاله على الأقل أكثر حاجيات الرضع أهمية؛ من حفاضاتٍ، وطعامٍ، وملابس للأطفال الرضع.
كما أن المخيم به 23 خيمة مجهَّزة للأطفال، ومزودة بألعاب يلجأ إليها الأطفال للتسرية عنهم، ويرى "كريستيان شنايدر" أن هذه الخيام هي تسرية غير مُرْضِية، وغير كافية لهؤلاء الأطفال، والذين تصل نسبتهم إلى 60 % من لاجئي مخيَّم الزعتري، البالغ عددهم 100 ألف لاجئ.
كما أنه من بين قرابة مليون لاجئ الذين غادروا سوريا، حوالي 500 ألف طفل وشاب دون سن البلوغ، بالإضافة إلى أن حوالي 1000 طفل فرُّوا من سوريا بأنفسهم دون والديهم، أو أحد من أقاربهم.
ولذلك؛ فإن اليونيسيف تدقُّ ناقوس الخطر، وقد وجَّهت المنظمة دعوة مُلحَّة للتبرع من أجل المساعدات الإنسانية في سوريا ودول الجوار؛ فالحرب الدائرة في سوريا تدخل في الخامس عشر من مارس الجاري عامَها الثالث، ولا تزال الكارثة الإنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم، وتحتاج اليونيسيف إلى "150 مليون يورو" منتصف العام الحالي، لم يتم توفير سوى خُمْس هذا المبلغ حتى الآن، بينما لم يتوفر سوى 10 % من المبلغ المطلوب لمشروعات الإغاثة الإنسانية في الأردن.
ويحذِّر "تيد تشايبان" - والذي يرأس حملات الإغاثة الخاصة باليونيسيف على مستوى العالم - من أنه في حال عدم التمكن من توفير سبعة ملايين يورو بنهاية الشهر الجاري، فإن إمدادات ماء الشرب في المخيمات الأردنية - بل وفي المدن السورية الكبرى؛ مثل: حمص وحلب - سوف تتوقَّف، وهو ما يهدِّد بانتشار الأوبئة والأمراض، وهو ما بدأت بدايته تلوح في الأفق؛ حيث تزايدت حالات الإصابة بالإسهال، وإصابات بالجرب، والحكة.
من جهة أخرى أبدا وزير التنمية الألماني ديرك نيبل الجمعة إمكانيةَ إرسال المزيد من الأموال لإغاثة اللاجئين السوريين، قائلاً: إنه لا يزال يمكننا الحصول على بعض الأموال لهذه المسألة.
الجدير بالذكر أن الحكومة الألمانية تعتبر واحدًا من أكبر الداعمين لعمليات اليونيسيف الإنسانية في سوريا؛ حيث أنفقت الحكومة الألمانية 30 مليون يورو، كتبرعات للمنظمة في سوريا.
رابط الموضوع باللغة الألمانية:
http://www.tagesspiegel.de/politik/syrien-eine-krise-der-kinder/7901954.html