نساء سورية الحاضرات على ولادة الثورة، المتظاهرات، أخوات الشهيد، وأمهات الشهيد، وبنات الشهيد، المدافعات عن عرضهن بالسلاح، واللاجئات، والمعذبات والمعتقلات… عناوين عدة وضعت المرأة السورية في مقدمة نساء العالم على مدار عامين من عمر الثورة السورية، ودفعت نظراءهن للتضامن معهن في عيدهن السنوي الذي يتزامن مع ذكرى انطلاقة الثورة؛ حيث وقفت إلى جانبها نساء قطريات في مناسبة أعددنها بمبادرة من سيدة الأعمال سهيلة آل حارب، وشارك فيها العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والشيخ أحمد الصياصنة شيخ الثورة السورية، والدكتورة عائشة المناعي نائب رئيس البرلمان العربي، وفضيلة الداعية الشيخ مصطفى الصيرفي، وسفيرا الائتلاف الوطني السوري في قطر والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى جمع غفير من سيدات الأعمال والأكاديميات والناشطات في منظمات المجتمع المدني في قطر وسوريا.
على هامش الاحتفالية أجرى مراسل المركز السوري الوطني للإعلام- صدى لقاء مع سيدة الأعمال القطرية سهيلة آل حارب، عن فكرة المناسبة، والرسالة التي أرادت نساء قطر إيصالها من وقفتهن التضامنية، حيث قالت السيدة آل حارب عن كيفية ولادة الفكرة: “وقعت عيناي على مشهد في إحدى الفضائيات لامرأة سورية تعاني من نقص المواد المعيشية، جراء ظروف الحرب التي تعيشها، فأخذتني الدهشة وسألت نفسي فيما لو كنت أنا بمكانها؛ فانتابني إحساس مرعب ومخيف، وممزوج بأسى وحزن، وتسلل لنفسي شعور بوجوب التكافل والتضامن مع المرأة السورية، فتولدت لدي الفكرة، ولحسن الحظ كانت متزامنة بالوقت تقريبا مع عيد الأم والذكرى السنوية الثانية لاندلاع الثورة السورية”.

وعن فحوى الرسالة التي أرادت المرأة القطرية أن توصلها من هذه الفعالية، قالت آل حارب: “أردنا أن نلفت نظر العالم للمرأة السورية، التي تضطهد بمجرد أنها طالبت بأن تكون إنسانة حرة، ولكونها طالبت بكرامتها وكرامة عائلتها”، وأضافت: “المرأة القطرية هي اليوم تهتف بعالي صوتها أنها تقف إلى جانب أختها السورية؛ حتى لو طالت المسافات، ونقول لها: نحن معك في ونتوجه بالليل والنهار بالدعاء لك من رب العالمين يفرج همكن، وينصركن في محنتكن”.

ومن جانبها قالت رمزة البرازي مسؤولة رابطة المرأة السورية في قطر، خلال مشاركتها في الاحتفالية حول الدور الذي تقوم به رابطة المرأة السورية في قطر في مساندة نظيرتها السورية في الداخل: “تتحرك رابطتنا في اتجاهات عدة وفي أكثر من بلد من أجل توفير الدعم المادي والمعنوي للمرأة السورية التي تخوض معركة حريتها وكرامتها ضد نظام ظالم وديكتاتور، فمؤخراً تحركنا هنا في قطر والأردن في فعالية واحدة هي “الأطباق الخيرية” حيث استطعنا تأمين دعم مالي وإدخاله إلى سورية وتسليمه للأمهات هناك”.

وختمت البرازي قولها بتمني النصر القريب والعاجل لسوريا وأهلها، وأن يصبر الله نساء سوريا أمهات وأخوات وبنات على محنتهن الإنسانية.

كما التقى مراسل مؤسسة صدى خلال تغطيته الحفل الشيخ المعروف أحمد الصياصنة إمام الجامع العمري في درعا البلد التي انطلقت منها شرارة الثورة الأولى، حيث أثنى الشيخ على دور المرأة السورية في الحراك الثوري وأكد على أهمية دورها فيه، وقال: إنه لا يوجد من الناحية الشرعية ما يمنع من مشاركتها فيما قال عنه الجهاد ضد القتلة مستشهداً بالصحابية الجليلة خولة بنت الأزور.

وأضاف: يا نساء سوريا وحرائرها اصبرن واحتسبن، فكل إمرأة منكن هي خنساء ومجاهدة مثلها مثل الرجل المجاهد.

JoomShaper