عبدالكريم اليماني
أمتـــار قليلـــة ويصـــل، ضغـــط علـــى جرحـــه،
هـــا هـــو مدخـــل البيـــت، علـــب التـــي كانـــت
الســـمن والحليـــب القديمـــة
ممتلئـــة بشـــتلات الريحـــان والقرنفـــل
مـــن أساســـيا
والفـــل، التـــي شـــكلت جانبـــا
(زريعـــة) المدخـــل، لـــم تعـــد موجـــودة،
نتيجـــة قذيفـــة ســـقطت قبـــل أســـبوعين،
قـــال أبـــوه حينئـــذ إنهـــم لـــن يغـــادروا
المنـــزل حتـــى لـــو هدمــــــــــوه فـــوق
رؤوســـهم.. خطواتـــه بـــدأت تتثاقـــل، اتـــكأ
علـــى الحائـــط، شـــعر بـــأن حلقـــه قـــد، أمســـك ربطـــة الخبـــز،
تيبـــس تمامـــا
وضمهـــا إلـــى صـــدره بقـــوة... يـــد تســـتند
إلـــى الحائـــط...
يد تمسك ربطة الخبز..
الـــدم الحـــار يتدفـــق مـــن جـــرح غائـــر فـــي
الخاصـــرة..
بضـــع خطـــوات يـــا حســـن... بضـــع خطـــوات
وتصـــل البيـــت... ســـيأكل أخـــوك الصغيـــر
عمـــر... ســـتغمس لـــه والدتـــك الخبـــز
بالمـــاء... وسيشـــبع... ســـتطعم أبـــاك الـــذي
لـــم يعـــد يحـــرك قدميـــه نتيجـــة شـــظية
اســـتقرت فـــي ظهـــره... «إيـــه يـــا حســـن...
شـــد حيلـــك.. أنـــت رجـــال!!»
حـــاول أن ينـــادي أمـــه... لـــم تتجـــاوز
حروفـــه شـــفتيه... تملكـــه الإعيـــاء... بـــدت
الألـــوان تبهـــت فـــي عينيـــه... ســـقطت
ربطـــة الخبـــز، وقـــد غطتهـــا الدمـــاء..
ســـقط فوقهـــا... وزغـــردت لـــه شـــجيرات
الياســـمين كلهـــا
ذات طـفـــــولـــة
- التفاصيل