لها أون لاين
في الوقت الذي تكاد فيه عجلة العمل الجاد تتوقف، ويقبل الناس على الإجازة الصيفية بما تحمله من برامج ترفيهية ورحلات سياحية ومواسم للتسوّق، يعيش العالم الإسلامي والعربي ـ خاصة ـ أحوالاً مضطربة بين حرب ودمار، وقتل وتشريد، ومؤامرات وصراعات. ويبرز الوضع في بلاد الشام - وبالأخص في مدينة القصير- على السطح، ويستأثر بالاهتمام؛ لأنه الأقرب مكاناً والأخطر مآلاً، ولا تزال الأيام تكشف عن حجم المؤامرة وأطرافها، ويكتسب الصراع الدائر صيغة أكثر وضوحاً.
ومع اشتداد الخطر وسلبية دول العالم، ووقوفها في صف الظالم المعتدي ـ إما صراحة أو بتخاذلها ـ نصبح مطالبين بأدوار إيجابية ترفع عنا الإثم، وعن إخواننا الضر.
بين إغراءات الإجازة الممتعة والحاجة إليها، ونداء النصرة الواجبة تتفاوت الهمم وتمسّ الحاجة إلى خطاب دعوي حكيم، يحسن توجيه المجتمع إلى منهج رشيد سديد يستطيعون سلوكه.
بين أفراد المجتمع فئة جادة حية المشاعر، عالية الهمة، تحمل الهم وتستشعر المسؤولية، وهؤلاء نتعلم منهم ولا نعلمهم، أمّا بقية أفراد المجتمع فلن نستطيع حملهم على أعلى مراتب البذل مهما اشتد الخطب، وهم يرون الأمة بمستوياتها المختلفة في غفلة وانصراف عن القضية المشتعلة.
إن هاهنا حداً أدنى يجب أن ندعو الناس إليه في ظل هذه الأوضاع المتأزمة.
لا بد أن تكون قضايا المسلمين وهمومهم حاضرة في قلوبهم وأذهانهم، فلا أقلّ من دعوات صادقة في السجود، وعقيب الصلوات وفي جوف الليل، ولا أقلّ من تخصيص دعم مادي دائم، ولا أقل من المتابعة اليومية للأخبار والأحداث، والتأمل في مجرياتها، والتحدث عنها في نطاق الأسرة والعائلة لتبقى القضية حيّة في النفوس.
أمّا الواجب الذي لا يعذر فيه أحد، فهو الحذر من الوقوع في المحرّمات، وتقديم أموالنا بدعوى السياحة و الترفيه لأعدائنا لتكون حرباً علينا وسلاحاً ضدنا.

JoomShaper