ديما محبوبة
مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، ترتفع حدة القلق عند الأمهات على أطفالهن من أمراض الشتاء التي يتزامن ظهورها مع موجات البرد التي يتعرض فيها الأطفال للأمراض الصدرية والحساسية، والزكام والرشح، وغيرها.فبمجرد أن يصاحب تلك الأمراض ارتفاعٌ في درجة الحرارة يزداد قلق الأم، وتمنع طفلها من الذهاب به إلى الحضانة أو المدرسة.

وإذا كانت هذه الأم امرأة عاملة فهي تضطر للحصول على إجازة لملازمة طفلها المريض، إلى حين شفائه والاطمئنان عليه.

يبين الاختصاصيون أن مثل هذه الأمراض من السهل أن تنتقل عدواها عن طريق العطس، أو السعال او الملامسة، حيث يخرج الرذاذ من الأنف والفم محملا بالميكروبات المعدية، والتي تزيد فرصها في الانتقال للآخرين في الأماكن المغلقة، لاسيما عندما تغلق النوافذ والأبواب اتقاء لبرودة الجو.

في هذا السياق تقدم التربوية رولا أبو بكر، بعض النصائح في كيفية حماية الأطفال من الإصابة أو العدوى بأمراض الشتاء، ومن هذه النصائح منع الطفل من الذهاب إلى المدرسة في حالة إصابته بالمرض، لأن خروجه من البيت يجعله أكثر عرضة لمضاعفات المرض، فضلا عن العدوى التي قد ينقلها إلى زملائه.

وتضيف أن الطفل في حالة المرض يكون أكثر احتياجا للراحة حتى يتماثل للشفاء سريعا، ويفضل أن تبقى الأم إلى جانب طفلها فترة أطول في البيت، إلى حين شفائه التام.

وعلى الأم أن تحرص على ألا يرتدي طفلها ملابس ثقيلة في داخل البيت. والأفضل أن لا يرتدي من الملابس إلا ما هو ملائم لحالة المناخ ودرجة الحرارة، لأن الطفل، مثل الكبار تماما، يشعر بما يشعرون به من حرارة، في ارتفاعها وانخفاضها.

وينصح اختصاصي طب الأطفال، د.مؤمن عمايرة، الأم بأن تكون أكثر رعاية لطفلها في فصل الشتاء، والانتباه لأكله، وإعطائه قدرا كافيا من الفواكه والخضراوات الطازجة، خاصة تلك التي تحتوي على فيتامين (c) وهي مواد طبيعية تفيد جسمه وتقوي مناعته.

إلى جانب الحرص على إعطاء الطفل التطعيمات الوقائية اللازمة في مواعيدها. وفي حال كان عمر الطفل أكثر من عام لا ضير من إعطائه ملعقة صغيرة من العسل صباحا، للوقاية من نزلات البرد.

وينصح الأمهات أيضا بـ "الامتناع عن اتباع نصائح الجارات وإعطاء مضادات حيوية من دون استشارة الطبيب"، إذ يجب على الأمهات مراجعة الطبيب، فهو الذي يحدد العلاج المناسب لحالة الطفل بعد الكشف، مبينا أن ارتفاع درجة الحرارة "ليس مؤشرا لإعطاء الطفل مضادا حيويا"، لأن تناول هذه المواد قد "يؤدي إلى مضاعفات تضر بصحة الطفل".

وفي هذا الشأن يقدم اختصاصي الطب العام، د. مخلص مزاهرة، قائمة ببعض الأغذية والمشروبات التي تساعد على الشفاء السريع من أمراض الشتاء، وهي الأغذية الغنية بفيتامين (c)، كعصير البرتقال والليمون والجوافة، وغيرها.

أما الوجبات فيجب أن تكون متوازنة، وأن تحتوي على العناصر الغذائية المختلفة، كشوربة الخضار، والأرز، واللحوم، والدجاج، فضلا عن الفاكهة والعسل، وبما يناسب عمر الطفل.

فهذه الأطعمة تعمل على تحسن حالة الأغشية المخاطية بالأنف وتقويتها، كما أنها تمثل أغذية مناسبة وكافية لبناء جسم الطفل في مرحلة النمو، وتساعد على زيادة التركيز والتحصيل الدراسي.

ويحذر مزاهرة من ارتداء الأطفال لملابس ثقيلة أكثر من اللازم بحجة أنها تحميه من البرد، لأن الطفل فور عودته إلى البيت سرعان ما يخلع ملابسه الثقيلة ويرتدي ملابس البيت العادية، فيتعرض لهواء البيت وجسمه مبلل بالعرق، فيصيبه البرد على الفور.

وعلى الأم أن تعرّف طفلها بطبيعة الأمراض الخاصة بفصول السنة، خاصة فصل الشتاء، وعليه أن يتبع نصائحها للوقاية من العدوى، سواء في البيت أو في المدرسة.

وتلفت أبو بكر إلى أنه يجب أن تشرح الأم لطفلها عدوى الانفلونزا، وأسباب المرض وأعراضه، وطرق الوقاية منه. وان تنصحه بعدم العطس أو السعال في وجه زملائه، وعدم مشاركتهم الطعام إذا كان مصابا بالرشح أو الزكام، وعدم استعمال أدوات زملائه الشخصية، سواء كانوا سليمين معافين، أو مرضى. كما يجب تعويد الطفل على استخدام أدواته الخاصة، من كوب ومنشفة، وعدم مشاركة أصدقائه فيها.

JoomShaper