د. مراد شتيوي
- الحياة مليئة بالمفاجات السعيدة والتي تحمل في جعبتها الكثير من الأمور والتفاصيل لتتعدد معها ردات الفعل وتختلط فيها المشاعر ، ليكون الحمل من اكثر الأمور التي تفوق غيرها من حيث السعادة منذ لحظة تلقي الخبر والى لحظة قدوم ولي العهد ، الا ان هكذا حدث ليس بالأمر السهل فيأتي حاملا معه الكثير من المسؤوليات والتساؤلات التي يصعب احيانا شرحها او الاجابه عنها ، ولكن نحن اليوم في صدد تصحيح كل المعتقدات الخاظئة والتي تتداولها الأمهات فيما يتعلق بصحة وسلامة أسنانهن خلال فترة الحمل .
جميعنا نعلم بأن الحمل من اهم مراحل حياة المرأة والذي يحتاج الى عنايه خاصة جدا ورعاية سنية الزامية لتتفادى معها الأم اي ضرر يمكن ان يلحق بأسنانها وبالطبع أسنان جنينها داخل الرحم.
فشاعت الكثير من المعتقدات المتعلقة بهذا الخصوص لتكون فكرة فقدان الأم لعنصر الكالسيوم نتيجة تحلله عند حاجة الجنين اليه هو معتقد خاطئ جدا ليزداد الأمر سوءا فظنت الكثير من النساء بأنهن على وشك فقدان سن واحد مع كل جنين سيحملنه في رحمهن خلال فترات الحياة ، كما ان نزف اللثة والأورام اللثوية يجب ان لا تعد من الامور الطبيعية والتي سترافق الأم خلال فترة حملها بل يجب ان نأخذ هذه المشاكل عند حدوثها على انها دلالة وعلامة فارقة سببتها مشاكل وأمراض اخرى .
وهنا يأتي التساؤل ..اذن ، لماذا تتعرض الكثير من النساء لمثل هذه المشاكل خلال فترة الحمل بالتحديد؟
ان الجواب على هذا السؤال في غاية البساطه والسهوله ما ان اتضحت لنا الفكره واصبحت الصورة جلية لجميع الأمهات ، فكما نعلم بأن الحمل يؤدي الى تغيرات هرمونية في جسم المرأة تعمل هذه التغيرات على زيادة التروية الدموية للثة مما يؤدي الى تنشيط الجراثيم الموجودة داخل الفم والتي ستعمل على تراكم طبقة البلاك ومن ثم الكلس مما يقودنا الى حدوث التهابات باللثة نظرا الى تهيجها . كما وان الاهمال بصحة الفم والأسنان وعدم العناية بهما كما يجب أو وجود تركيبات سنية غير مطابقة للمعايير والمواصفات المطلوبة او وجود حشوات قديما وخاصةا عندما يتعلق الأمر بحشوة الفضة كل هذا واكثر سيؤدي الى زيادة الاصابة بالتهابات اللثة .
وهنا يجب ان ننوه بأن الأمر سيزداد سواءا ما ان تواجدت مشكلة التهاب اللثة قبل فترة الحمل ، مما سيعمل على تفاقمها بشكل اكبر خلال اطوار الحمل المختلفة، لتكون ما يدعى بال ( الورم الحملي ) وعباره عن تطور لالتهاب اللثه خلال فترة الحمل يكون على شكل انتفاخ في منظقة واحدة او في عدة مناطق ، يظهر هذا الورم في حال اهمال الأم العناية بنظافة الفم والأسنان ، لذى كان من الواجب على اي امرأه الحرص على زيارة طبيب الأسنان قبل حدوث الحمل لازالة الجير ومعالجة اللثه وبالطبع اتباع الطريقة الصحيحة والمتعلقة بالعناية الفموية المستمرة داخل المنزل والتي ستقي الحامل من التعرض الى التهاب اللثه لاحقا.
كما ان هناك دراسات حديثة أثبتت ان التهابات اللثة العميقة تزيد من نسبة الولادة المبكرة للجنين وصغر أوزان حديثي الولاده وذلك بسبب زيادة معدل هرمون البروستاجلاندين وزيادة عدد البكتيريا المنتقله للجنين عبر المشيمة .وهذا مؤشر خطير يدل على أهمية محافظة المرأة الحامل على صحة فمها.
وان من الأخطاء الشائعه أيضا في مجتمعنا ما يذكر عن التسوس والنخر السني وظهوره فقط خلال الحمل !
إن الحمل ليس هو السبب المباشر لنخر الأسنان عند الحامل حيث إنه يحدث نتيجة تعرض الأسنان للأحماض المفروزة عن طريق الجراثيم المكونة للبلاك التي تخمر فضلات الطعام المتراكمة على الأسنان وبخاصة الكربوهيدرات والسكريات وتكون الحامض المدمر للسن.
لذا نعود وننوه على اهمية وضرورة مراجعة السيدة الحامل طبيب أسنانها فور معرفتها بحملها وتحدد موعدا معه. لعمل كافة الاجراءات الضرورية و الوقائية اللازمة لعلاج اسنانها ،كما وأن أفضل المواعيد التي يمكن أن تحددها المرأة الحامل مع طبيب أسنانها تكون خلال الشهر الرابع وحتى السادس من حملها (أي الأشهر الثلاثة الوسطى من الحمل). وذلك لأنه يعتقد أن الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل تعد هي الأهم بالنسبة لنمو الجنين. أما بالنسبة لأشهر الحمل الأخيرة فإن جلوس المرأة الحامل على كرسي طبيب الأسنان لفترات طويلة قد يكون غير مريح بالنسبة لها. كما اثبت علميا ثبت ان المرأه خلال فترة الحمل تكون أكثر عرضة للتقيؤ خلال زيارتها لطبيب الأسنان. و مع ذلك كله، فإن طبيب الأسنان يكون على أتم الاستعداد لمعالجة الحوامل في مثل هذه الحالات.
اما بالنسبة لكمية الاشعة و خاصة ما توفره اجهزة الاشعة الرقمية الحديثة ,فان كمية الاشعة تكون اقل ب70% من اجهزة الاشعة التقليدية, اضافة الى ان الاسنان و الفم بعيدة كل البعد عن منطقة الجنين , و باستخدام العازل الرصاصي و خاصة في الاشهر الثلاثة الاولى تقي الجنين باذن الله من خطر الاشعة
اما فيما يتعلق بالتخدير الموضعي المستخدم والأكثر شيوعا في عيادات طب الاسنان لايؤثر على الجنين والأم اطلاقا , ولا يؤدي لاي انقباضات في الرحم كما هو شائع
ماذا عن أسنان جنيني ؟
ان العنايه بأسنان الجنين تضاهي العناية بأسنان الأم ، فالجنين داخل الرحم بحاجة الى الكثير من العناية والاهتمام لذا كان تناول الغذاء الصحي والمتوازن امر في غاية الأهميه حتى يساعد الجنين على النمو بالشكل السليم والمطلوب ، مشتملا هذا النمو على الأسنان حيث تبدأ الأسنان بالتكلس خلال الشهر الرابع من عمر الجنين داخل الرحم ما يلزم الأم الى تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والفسفور والمعادن الضرورية لبناء الجسم كالبروتين والأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات ( أ ، ج ، د ) .
كما ويتوجب على الحامل تجنب ارتفاع درجة حرارتها لفترة طويلة فذلك سيؤدي الى حدوث تشوهات في شكل الأسنان وعددها وسيزيد من احتمالية حدوث ما يدعى بشق الشفه وقبة الحنك مما سيؤثر سلبا على شكل الجنين لاحقا كما وان تجنب اخذ بعض المضادات الحيوية كالتتراسايكلن امر في غاية الأهميه لانها ستؤثر على تكون اسنان الجنين وتصبغها بألوان قاتمة جدا .
اخيرا اليكم بعض النصائح وإرشادات الواجب اتباعها من قبل المرأه الحامل :
•استخدام فرشاة الأسنان والمعجون الذي يحتوي على الفلورايد مرتين على الأقل يومياً وبالطريقة الصحيحة.
•استخدام الخيط السني كل يوم واستعمال المضمضة الفموية.
•التقليل من الاغذية المليئة بالسكريات و ذلك للتقليل من نسبة حدوث تسوسات الاسنان خلال هذه الفترة الحرجة , يجب الاهتمام بتناول غذاء صحي غني بالكالسيوم و الفيتامينات المهمة لصحة الفم و الاسنان.
•المراجعة الدورية لطبيب الأسنان وذلك للكشف الدوري ولإزالة الرواسب الكلسية.
•اذا كنت تعانين من الغثيان المستمر فيجب عليك معرفة ان تعريض الفم للأحماض الناتجة عن القيء باستمرار يؤدي الى تآكل طبقة المينا الصلبه وجعلها هشة بسبب خروج الكالسيوم منها مما يؤدي الى زيادة حساسية وتسوسات الأسنان. فلذلك يجب عليك ان تعادلي الوسط الحامضي المتكون بعد القيء وذلك باستخدام محاليل الفلوريد أوالمضمضة المستمره بالماء الدافئ وعدم تفريش الأسنان بعد القيء مباشرة. والانتظار حتى تتم معادلة الوسط الحامضي ومن ثم الشروع في تفريش الأسنان بفرشة ناعمة الشعيرات
•عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
الأخطاء الشائعه عن الحمل والأسنان
- التفاصيل