الأثاربي: كلنا شركاء

 

أكد الدكتور “ياسر درويش” مدير صحة حلب الحرة وجود نقص في الأطباء والممرضين، ونقص باللوجستيات ونقص بالتمويل وبالأدوية النوعية والمعدات ويعود ذلك لأسباب سياسية مما ضعّف قدرة المنظمات على العطاء والدعم.

قال “درويش” في حديث لـ “كلنا شركاء” أن وزارة الصحة هي وزارة مكبلة، وليس عندها صلاحيات أن تقوم بأي عمل  كما هو النظام تماماً حيث أن الوزير هناك ليس لديه أية صلاحية إن لم يأخذ الضوء الأخضر من الجهات المسؤولة العليا للقيام بأي عمل لصالح وزارته.

وتساءل:” ما هي الفائدة من وزارة تحكمها وتكبلها قوانين صادرة عن الائتلاف ورئاسة الحكومة؟”، وضرب مثلاً :”.. نحن قدمنا مشروع لمشفى الأتارب، ومشفى القدس، ومشفى الأشرفية، وبنك الدم بحلب، ووحدة توليد الاكسجين، ومشفى مارع، ومشاريع ثانية .. قدمناها في الشهر السابع فلم نحصل على الموافقة من الوزارة إلا على مشفى الأتارب بـ 26 /10/ 2014 .. أي تأخير أربعة أشهر “.

وأكد “درويش” على أهمية التنسيق والتواصل مع باقي مديريات الصحة الحرة في الداخل، وأنهم ينتظرون التشكيلة الجديدة من الحكومة المؤقتة، فإن استطاع التشكيل الجديد أن يعدل على آلية العمل بما يناسب الوضع على الأرض في الداخل تكون النتائج جيدة، وإن لم يكن ذلك فسيكون للمديريات الصحة الحرة في المحافظات مواقف معلنة من الحكومة والائتلاف.

وفي رد على سؤال بأنه قد شغل أكثر من موقع اداري في مديرية صحة حلب الحرة قال:” أعيب أولاً على الزملاء الأطباء الذين غادروا البلد والقوا بالثورة خلف ظهورهم، ونحن لا نزال ندفع فاتورة الاستقلال والحرية، وللأسف قد بلغ عدد الأطباء الذين هاجروا حوالي الف طبيب، ونحن لا نصنف أنفسنا هنا كأطباء، وإنماء مقاتلون على الجبهات .. لقد أصبح عندنا في الثورة نقص في كل شيء ليس في الأطباء فقط لكن برزت حاليا حاجة ملحة للأطباء كما هي للمقاتلين أو المجاهدين، ولا يعقل أن ننتظر أطباء من جنسيات غير سورية أن تقدم لنا الخدمات مع أن عدد الأطباء في المنطقة المحررة الآن لا يتجاوز عددهم الـ /50/ طبيباً حيث نعاني من نقص هائل ويعود سببه الى الهجرة وتخليهم عن مسؤولياتهم الإنسانية والثورية وأعتقد أن المجتمع الثوري السوري قد أصدر حكمه بحقهم غيابياً، وأنا كطبيب لا استطيع أن أحاسب زميلي عندما يقرر الهجرة .. إنما القضية هي قضية مبدأ ومن ارتضى لنفسه أن يكون في الجانب الآخر فلا فرق بينه وبين شبيح النظام بشيء بل العكس شبيح النظام يموت في سبيل خدمة سيده أما الطبيب المهاجر فقد أصبح عبئاً على الثورة.

وحول بداية خروج مشفى الأتارب عن الخدمة قال:” .. لن يخرج عن الخدمة حيث تم عقد اجتماع في المشفى مع المنظمة الداعمة (هاند ان هاند) ووضعنا خطة عمل توافق عليها الجميع، والمشفى سيبقى يعمل ولا يوجد أي فكرة لإغلاقه أبداً، وسيعاد ترتيب ادارته من جديد لتتناسب مع وضع مرحلة الطوارئ الحالية “، وعند سؤاله عن الرقم الموجود كموظفين بأنه كبير ومبالغ فيه قياساً بالمشافي الأخرى قال:” لا .. ليس هناك مبالغة والكل له عمل لأن المشفى يصنف من حيث عدد التخصصات والعمل الجراحي والاسعاف أنه رقم واحد في محافظة حلب وشيء طبيعي أن يكون عدد العناصر كبير ليتناسب مع حجم العمل علماً أن كل الموظفين والإداريين تم توظيفهم من قبل منظمة (هاند ان هاند) ولو كانت الأخيرة لم تر أهمية لوجود هذه العناصر لما أبرمت معهم عقود عمل والمنظمة تعهدت أن تدفع رواتب ثلاثة أشهر الماضية لعناصر المشفى، أما فترة الطوارئ التي هي الثلاثة أشهر القادمة صرحت المنظمة أنها لم تصرف رواتب بعد الآن، وستوقف الدعم نهائياً “.

وتعليقاً على الآثار التي تركتها حملة اللقاحات السلبية قال:” سوقت الحادثة التي وقعت على الأطفال في ريف ادلب بشكل سيء جداً، ونحن أوقفنا المرحلة الثانية من اللقاح احتياطا، وعندنا فريق اسمه ” تحريك المجتمع ” مع الفريق الاعلامي من خلالهم يتم توضيح الخطأ الذي حصل، وتعتمد الحملة على أبناء الحي والمنطقة لكسب الثقة عند أهالي الأطفال، وبالتالي ليأخذ الطفل حقه من اللقاح. وفي نهاية اللقاء وجه الدكتور ياسر رسالة قال فيها:” بعد أربعة أعوام من عمر الثورة لا بد أن يكون كل واحد قد علم ما هو واجبه تجاه الثورة .. نقر أننا نخطئ أثناء العمل ومن لا يعمل لا يخطئ، ولكن المهم أن لا نعتمد الوقوع في الخطأ، ويجب أن نلتمس الأعذار لبعضنا ..وأقول للائتلاف والمسؤولين في الحكومة المؤقتة .. انزلوا الى الشارع  وتلمسوا هموم الناس ومواجعهم وقدروا جهود من يعمل ومعاناة الشعب وضعوا قضيتنا على سلم الأولويات أولها إسقاط النظام.

JoomShaper